حذرت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية من نشوب حرب بين إسرائيل وإيران فوق الأراضي السورية.
وناقش العديد من الكتاب مخاطر نشوب "نزاع عالمي" واستمرار "المأساة السورية".
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها سترد "في الوقت المناسب" على غارات لطائرات إسرائيلية على مطار التيفور العسكري السوري في 9 أبريل/ نيسان والتي أدت إلى مقتل أفراد الحرس الثوري الإيراني.
"حرب إقليمية محتملة"
في صحيفة العرب اللندنية كتب خطار أبو دياب: "تقرع طبول الحرب في الأسابيع أو الأشهر القادمة تبعاً لكلام الحرس الثوري الإيراني عن الرد الحتمي على ضربة [إسرائيل] مطار تيفور وعن الاعتداد بوجوده في شرق المتوسط وشمال البحر الأحمر، والاستعدادات الإسرائيلية للانخراط في رسم الصورة النهائية لسوريا التي يمكن أن 'لا تبقى حدودها كما هي' حسب قول [وزير خارجية روسيا] سيرجي لافروف".
وأضاف أبو دياب: "هكذا يدخل في العمق الاستراتيجي للصراع الإيراني الإسرائيلي بلورة المواقف الحاسمة لواشنطن وموسكو، وتصل الخشية عند أوساط أوروبية من مخاطر نزاع عالمي بسبب حرب إقليمية محتملة".
وفي الحياة اللندنية، حذر سليم نصار من أن "فسحة المواجهات العسكرية المباشرة اتسعت، خصوصاً بعدما قررت اسرائيل مواصلة هجماتها ضد قواعد تنتشر فيها قوات فيلق القدس [الإيراني] برئاسة الجنرال قاسم سليماني. ويحدد المراقبون يوم 12 أيار (مايو) المقبل موعداً مفصلياً يتعلق بمراجعة الاتفاق النووي المبرم مع طهران في تموز (يوليو) 2015. وتشير معظم التوقعات الى احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وتشير هذه التعيينات الى الاستعداد لمجابهة ايران ومنع توسعها، سواء في دائرة الانتشار النووي والبالسيتي أم في دائرة التمدد الى العراق وسورية ولبنان واليمن.
في السياق ذاته، أشار روبرت فورد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن "الحرب بين إسرائيل وإيران في سوريا باتت أمراً لا مفر منه. ولا يعرف أحد متى - على وجه التحديد - ستنشب هذه الحرب، لكن الموقف الراهن بين إسرائيل وإيران يتغير ويختلف بوتيرة سريعة".
وأضاف فورد: "من الجدير بالذكر أن بعض القادة والمحللين في إسرائيل يحذرون الشعب الإسرائيلي من الحرب المقبلة على الجبهة الشمالية، التي قد تكون طويلة، وقد تسفر عن سقوط كثير من الضحايا على الجانب الإسرائيلي من المواجهة... أما إيران... يبدو أنها غير راغبة تماماً في البدء بشن الحرب، لا سيما قبل انتخابات مايو (أيار) المقبل في لبنان... وبعد انقضاء الموسم الانتخابي في لبنان، رغم كل شيء، قد تنتهج إيران موقفاً أكثر عدائية، خصوصاً في عمليات الانتقام من الضربات الجوية الإسرائيلية الجديدة. ويبدو أنه سيكون صيفاً شديد الحرارة هذا العام".
وفي صحيفة العرب اليوم اللندنية، لم يبد خيرالله خيرالله تفاؤلاً، إذ توقع أن "تستمر المأساة السورية طويلاً في وقت لم يعد في الإمكان الاستهانة باحتمال حصول مواجهة إسرائيلية - إيرانية، خصوصاً أن إيران بدأت توزع التهديدات يميناً ويساراً...هذا تطوّر جديد من نوعه يفرض حذرا شديدا حيال ما يبدو أن المنطقة مقبلة عليه".
"رسائل استفزازية"
وفي صحيفة الوطن العمانية، رأى علي عقلة عرسان أن "العدوان 'الإسرائيلي' على المطارات والمواقع السورية يحمل رسائل 'صهيونية ـ أميركية' عدوانية ـ استفزازية، موجهة لـكل من: سوريا، بهدف إرهابها، وتدمير ما تبقى لديها من قدرات دفاعية، وإجبارها على القبول بإملاءات 'إسرائيلية' مرفوضة، وإيران، للرد على تصريحات مسؤوليها، وإبلاغها الإصرار على العدوان، ومتابعة الاستفزاز والاستدراج إلى مواجهات، في ظل الوضع الراهن في المنطقة".
من جهة أخرى، رأت فاطمة عبد الله خليل في صحيفة الوطن المصرية أن إسرائيل تكتفي بـ"الحرب الكلامية"، وكتبت تقول: "الصهاينة بينما تحاشوا الانجرار للحرب في سوريا، قرروا التدخل ضد إيران والأطراف التابعة لها، لتؤكد 'أي إسرائيل' شنها لعشرات الضربات ضد إيران لوقف تسليح الأحزاب الموالية. وتستمر الضربات الإسرائيلية على الإيرانيين بشكل أو بآخر، وليس ثمة حرب تستعد طهران للتأهب لها إزاءهم سوى تلك الحرب الكلامية بكل ما فيها من أسلحة 'مميتة'".
التعليقات