الزعم:
عقب الهجوم العسكري التركي على عفرين في شمال سوريا كتب المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم كالين يقول:" في العام الماضي وحده تعرضت المدن التركية لأكثر من 700 هجوم من منطقة عفرين بقيادة وحدات حماية الشعب الكردي."
ما توصلت له وحدة تدقيق الوقائق:
بالرجوع إلى مصادر متعددة حول عدد الهجمات المعلنة في المنطقة وجد أنها أقل كثيرا من رقم الـ 700 هجوم حيث لم يتجاوز 26 هجوما. وقالت وزارة الخارجية التركية لوحدة تدقيق الوقائع إنه كان هناك 700 حادث "تحرش بإطلاق النار"، وعرفت هذه العبارة بأنها "أي شيء لا يستهدف تركيا مباشرة، ولكن قد يكون عرضا جانبيا للاشتباكات في سوريا." وقالت وزارة الخارجية التركية إنها رصدت 90 هجوما استهدف تركيا بشكل مباشر في نفس الفترة.
وشنت تركيا عملية غصن الزيتون العسكرية ضد ميليشيا الأكراد في منطقة عفرين شمالي سوريا في 20 يناير/كانون أول الماضي.
وأعلنت أنقرة السيطرة على مدينة عفرين، وأشار الرئيس التركي إلى أن العمليات العسكرية قد تمتد إلى مناطق أخرى في شمال سوريا مثل منبج.
وقالت تركيا إنها شنت الهجوم في إطار "حقها المشروع في الدفاع عن نفسها الذي أقره ميثاق الأمم المتحدة." واستخدم الزعم بوقوع 700 هجوم والذي جاء على لسان مسؤولين أتراك رفيعي المستوى مبررا لهذا الهجوم.
وكان المتحدث الرئاسي قد أورد هذا الزعم في مقال كتبه لموقع سي إن إن في فبراير/شباط الماضي. وتمت الإشارة إلى المقال في الحساب الرسمي للرئاسة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
https://twitter.com/trpresidency/status/956862099925454848
كما أشار إلى رقم الـ 700 هجوم نائب رئيس الوزراء التركي في مؤتمر صحفي بعد يوم من العملية.
وقد أجرت وحدة تدقيق الوقائع بحثا موسعا حول تقارير بشأن وقوع هجمات على تركيا في نفس الفترة مستخدمة مصادر مختلفة، وقد توصلت إلى تقارير بشأن وقوع 26 هجوم فقط من سوريا في الفترة بين 1 يناير/كانون ثاني 2017 و20 يناير/كانون ثاني عام 2018 و15 فقط من هذه الهجمات جاءت من عفرين.
وكان الجيش التركي قد أصدر بيانات مفصلة بشأن هذه الحوادث التي تراوحت بين مقتل جندي إلى حوادث أقل خطورة كثيرا مثل سقوط 5 طلقات مدفع رشاش في حقل فارغ.
كما قارنت وحدة تدقيق الوقائع بين بيانات الجيش ومصادر أخرى عديدة منها وكالة الأناضول الرسمية ووكالة دوغان الخاصة وموقع liveuamap.com الذي يجمع كل ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من مواقع النزاع.
وقال مصدر عسكري تركي لبي بي سي إن عليها الرجوع لوزارة الخارجية التركية للحصول على تقارير كاملة عن الـ 700 هجوم، مشيرا إلى أنه لم يعلن عن "كل الهجمات بل أغلبها".
ولكن لم تصدر وزارة الخارجية أية تقارير بهذا الشأن.
ولكن لدى اتصال بي بي سي مجددا قالت وزارة الخارجية التركية إن 700 حادث "تحرش بإطلاق النار" قد وقع.
وعرفت هذه العبارة بأنها "أي شيء لا يستهدف تركيا مباشرة ولكن قد يكون عرضا جانبيا للاشتباكات في سوريا."
وقالت أيضا إن بعض هذه الهجمات استهدف مواقع عسكرية تركية في شمال سوريا من بينها أدلب ومناطق أخرى يسيطر عليها الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، الأمر الذي يتعارض مع البيانات الرسمية التي تحدثت عن هجمات "ضد المدن التركية."
وقالت وزارة الخارجية التركية إنها تعرف "الهجمات" كحوادث "استهدفت تركيا مباشرة"، وإنها رصدت 90 "هجوما" في نفس المنطقة ونفس الفترة.
ولدى سؤال وزارة الخارجية التركية عن التعارض أجابت قائلة إنها تتفهم لماذا يوجد ارتباك ولم تدل بالمزيد من التفاصيل.
ولاحقا، بعثت بكتيب يحوي مقالات جديدة تظهر "التهديدات المرعبة من سوريا لتركيا."
لماذا تورطت تركيا في عفرين؟
سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي على عفرين والتي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل منذ أكثر من 3 عقود لحصول الأكراد على حكم ذاتي في تركيا.
وتدرج تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني في قائمتها للمنظمات الإرهابية.
وتنفي وحدات حماية الشعب الكردي أي صلات سياسية أو عسكرية مع حزب العمال الكردستاني.
التعليقات