من المحتم أن يثير رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مخاوف في مراكز صنع السياسة في الغرب بعد بروزه صانع ملوك في العراق عقب الانتخابات الأخيرة التي لم تسفر عن فوز حاسم لأي قائمة. 

وكان اسم مقتدى الصدر أصبح معروفاً في الغرب بعد الاحتلال الأميركي حين كان في مقدمة الحركات الشيعية التي قاومت الاحتلال، وكان وقتذاك مدعوماً من إيران الخائفة من وجود قوات اميركية على عتبة دارها.

الآن بعد أكثر 15 سنة على الغزو الاميركي يجد الصدر نفسه في موقع الطرف الذي يتفاوض على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد أن فازت قائمة "سائرون" المؤيدة له بأكبر عدد من مقاعد البرلمان.

ولاحظ مراقبون ان مقتدى الصدر اليوم يختلف عن مقتدى الصدر المدعوم ايرانياً أمس بقدر تعلق الأمر بآفاق العراق السياسية. وهو يقول الآن إن أولويته العليا هي إعادة إعمار العراق بوصفه شاهداً على ما لحق به من دمار خلال عقود من الدكتاتورية والاحتلال والنزاعات الطائفية.

وأشار الصدر أنه لتحقيق هذا الهدف يريد تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتحقيق الأمن والازدهار اللذين يتطلع اليهما العراقيون. كما يريد الصدر حكومة "جامعة" لا تستبعد احداً وتضم ممثلين عن جميع مكونات الشعب العراقي ، وخاصة السنة الذين يشعرون بالإقصاء والاستبعاد منذ الاحتلال الأميركي.

ولأن الصدر لم يكن مرشحاً في الانتخابات فانه لا يستطيع أن يتولى رئاسة الحكومة، ولكنه يتباحث الآن مع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي. ويرى مراقبون أن هذا الموقف على وجه التحديد هو ما يحتاجه العراق لإنهاء الانقسامات الطائفية التي كلفته ثمناً باهظاً في الماضي القريب.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.telegraph.co.uk/opinion/2018/05/23/hope-comes-iraq/