حققت الطائرات المسيرة للفوتوغراف الجوي ما حققته الهواتف الذكية للكاميرات. فإن كلفتها الزهيدة وسهولة استخدامها أتاحت لكل شخص أن يلتقط صورة أو يصور فيلم فيديو من الجو.

إيلاف من لندن: يستخدم المصور الأميركي جورج ستينميتز طائرة شبه شراعية تعمل بمحرك صغيرة وجناح مصمم على طراز المظلة، ويكون جسمه بمثابة هيكل الطائرة، وبها يحلق لالتقاط الصور من الجو. فاختصاصه منذ عشرين عامًا هو التصوير الفوتوغرافي الجوي، سواء لكتب أم مجلات مثل ناشونال جيوغرافيك ونيويورك تايمز ونيويوركر.

وأمضى خمسة عشر عامًا يعمل على كتاب عن صحارى العالم ذات الطبيعة القاسية محلقًا بكاميرته فوق كل رقعة قاحلة من العالم وأبعد المناطق في 27 بلدًا مختلفًا. 

إمكانات بصرية

طيلة هذه السنوات، كان يشعر أن عدسته تمنحه امتيازًا على منظور كل ما يحدث تحته من ارتفاع 500 قدم. لكن هذا الاحتكار اختفى بصورة مفاجئة مع ظهور الطائرات المسيرة. واليوم يستطيع المصور ستينميتز بطائرة مسيرة الحصول على الصور الفوتوغرافية نفسها التي يلتقطها بقيادة طائرته الشراعية الخفيفة. 

أخذ ستينميتز يستخدم الطائرة المسيرة في عمله، مؤكدًا أنها توفر دقة لا مثيل لها في السماء. وهو يستطيع التحكم بها إلى أن يحصل على الزاوية الدقيقة والمنظور الجوي اللذين يريدهما.

يعرب المصور الفوتوغرافي الأميركي عن إعجابه بالامكانات البصرية التي تتيحها الطائرات المسيرة قائلًا إن لديه أسطولًا صغيرًا منها ذات أحجام وقدرات مختلفة.

حققت الطائرات المسيرة للفوتوغراف الجوي ما حققته الهواتف الذكية للكاميرات. فإن كلفتها الزهيدة وسهولة استخدامها أتاحت لكل شخص أن يلتقط صورة أو يصور فيلم فيديو من الجو. لكن هذا لا يعني أن أي شخص يستطيع أن يلتقط صورة جوية جيدة، فالقرد يستطيع أن يلتقط صورة بهاتف آيفون، لكن احدًا لم ير قردًا يستخدم طائرة مسيرة لذلك. 

دمقرطة التصوير

يقول المصور ستينميتز إن هناك لغة بصرية للنظر من السماء. ومثلما أن الهواتف الذكية هبطت بفن التصوير الفوتوغرافي بفقدان العمق والتحكم بالفتحة واختيار العدسات، فإن أغلبية الطائرات المسيرة هبطت بمستوى التصوير الفوتوغرفي من الجو.

لكن المصور ستينميتز يعترف بالامكانات والمنظورات البصرية الجديدة التي فتحتها الطائرات المسيرة مشيرًا إلى أنه استخدمها من على سطح قارب شراعي في القطب الجنوبي وداخل معمل لتصنيع الكومبيوترات في الصين، وحتى تصوير قطيع من الحمير الوحشية في أثناء وردوها الماء في بوتسوانا.

فمهمة فن التصوير الفوتوغرافي هي، برأي ستينميتز، أن تُري المشاهد شيئًا لم يره من قبل، وهذا ما تفعله الطائرات المسيرة بفتح مجال كامل من الامكانات لكل شخص تقريبًا.

وما نشهد الآن لا يقل عن دمقرطة التصوير الفوتوغرافي الجوي بلا عودة إلى الوراء، بصرف النظر عن نتائج هذا التطور. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "تايم". الأصل منشور على الرابط:

http://time.com/longform/drones-career/​