مع اقتراب الذكرى الأولى لكارثة حريق مجمع غرينفيل السكني في غرب لندن، أصدرت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي اعتذارًا شديدًا عن طريقة تعاملها مع الحريق وضحاياه، واعترفت بأن "هذه المعاملة لم تطن جيدة بما فيه الكفاية".

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية إنها "ستندم على الدوام" على عدم مقابلة الناجين في أعقاب المأساة، كما اعترفت بأن طريقة تعامله ساهمت في الشعور بأنها "لم تكن تهتم" بمحنة الضحايا.

يذكر أن الحريق اندلع يوم 14 يونيو 2017، وبلغ عديد ضحاياه نحو 82 قتيلا وإصابة 30 آخرين، وشارك مئات من رجال الإطفاء و45 سيارة إطفاء في الجهود المبذولة للسيطرة على الحريق. 

وكان رجال الأطفاء يحاولون السيطرة على جيوب النيران في الطوابق العليا بعد أن تدمّرت معظم أجزاء المبنى. تم إخلاء السكان من الأبنية المجاورة خوفاً من تضررها إذا ما انهار البرج، على الرغم من أنه أفيد لاحقاً أن هيكل المبنى لا يزال سليماً.

وقالت تقارير إن عدد الأشخاص الذين تواجدوا في المبنى حوالي 600 شخص في شقق مكونة من غرفة نوم واحدة أو غرفتين في الوقت الذي نشب فيه الحريق.

كاميليا

وكشفت السيدة ماي أن شجيرات الكاميليا ستزرع في حدائق داونينغ ستريت هذا الأسبوع لإحياء ذكرى الكارثة. وكتبت مقالا لصحيفة (إيفنينغ ستاندرد) قالت فيه: "مع حلول الليل يوم الخميس، ستضيء المباني في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك 10 داوننغ ستريت، باللون الأخضر، وهو تحية واضحة للغاية لكل من تأثر بالنيران".

وقالت رئيسة الحكومة: كجزء من برنامج Green for Grenfell ، سيزور الأطفال من المدارس الابتدائية حول البرج رقم 10 يوم اللاثاء، لزراعة شجرتي الكاميليا في حديقة داوننينغ ستريت مقر رئاسة الحكومة. 

تقدم بطيء

وعلى صعيد متصل، اعترف وزير الإسكان جيمس بروكينشاير لنواب البرلمان اليوم بأن التقدم في إعادة تسكين أولئك الذين أصبحوا بلا مأوى في الحريق "بطيء للغاية".

وفي غضون ذلك ، أدان عمدة لندن صادق خان الحكومة بسبب معاملتها "غير المتسقة والفوضوية وغير الإنسانية" للناجين من كارثة غرينفيل.

ودعا خان، رئيسة الوزراء إلى زيادة الجهود لدعم الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الحريق ومساعدة الأقارب في الخارج على الحصول على تأشيرات لحضور التحقيق الرسمي.

ضمان العدالة 

واضاف عمدة لندن مخاطبا رئيسة الحكومة: "إن عملية الخروج من الكارثة وضمان العدالة ستستغرق بعض الوقت ولكن يمكن القيام بالمزيد الآن لدعم هذه العائلات ورعايتها ، لجعل حياتهم أكثر قابلية للإدارة".

وإلى ذلك، فإن أبلغ تعبير عن الكارثة جاءت في قصيدة قالها رجل الإطفاء البريطاني ريكي ناتال Ricky Nuttall لذي شارك في عمليات إطفاء الحريق، حيث تختص القصيدة كل الكارثة بكل ابعادها، وهي تحولت إلى أغنية حققت جماهيرية كبيرة على المستوى الشعبي وخصوصا الشبابي في المملكة المتحدة.

 مقابلة "بي بي سي" مع ريكس ناتال: