بيروت: على رغم الايجابية التي طبعت اللقاء في باريس بين الرئيس اللبناني المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري والوزير جبران باسيل، الاّ أن انعكاساته لم تصل بعد الى الداخل اللبناني، حيث ينتظر الجميع ما ستؤول اليه اتصالات الساعات المقبلة بين الحريري وجميع الفرقاء في مسعى لتذليل العقبات التي تحول دون تأليف الحكومة المقبلة.
في هذا الصدد يؤكد النائب السابق مصطفى هاشم لـ "إيلاف" أن "هناك شد حبال بين الفرقاء في مسألة تأليف الحكومة، من قبل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والحزب الإشتراكي، وقد اعتدنا على مثل تلك التجاذبات، وهي السبب الأساسي في تأخير تشكيل الحكومة".
أسباب خارجية
وردًا على سؤال هل من أسباب خارجية تساهم في تأخير تشكيل الحكومة في لبنان؟ يجيب هاشم أن "لبنان مرتبط بالمنطقة وله علاقة مع كل الدول، وهناك تمنيات معينة تحصل من فريق ومن آخر، لكن الأمر يعود بالأساس الى الكتل النيابية وإلى رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية".
ويلفت هاشم أنه "لا وجود لمصلحة تأخير تشكيل حكومة من قبل الخارج، والخارج يطلب منا بعد مؤتمر سيدر تشكيل حكومة بسرعة وإقرار الإصلاحات كي نحصل على المساعدات وتمويل المشاريع، والخارج يضغط لجهة تأليف الحكومة في لبنان".
زيارة ميركل
وعن مدى أهمية زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الى لبنان في حلحلة قضاياه الداخلية بما في ذلك تشكيل الحكومة اللبنانية، يرى هاشم أن أي زيارة من فريق معين إلى لبنان، تؤدي إلى حلحلة أموره الداخلية.
وعند سؤاله عن اعتبار البعض أن الزيارات الخارجية تأتي ضمن إطار التدخل بقضايا لبنان الداخلية؟ يجيب هاشم أن هذا غير صحيح وتأتي هذه الزيارات لحلحلة أمور لبنان الداخلية، وليس من مصلحة أحد أن تتعقد الأمور في لبنان، خصوصًا مع علاقات جيدة تربط لبنان بدول الخارج وبكل الأطراف، ولبنان منفتح على دول المنطقة، وللجميع في الخارج مصلحة في أن يستتب الأمن في لبنان وفي أن تتشكل الحكومة فيه بأسرع وقت.
الحقائب السيادية
بالعودة إلى تشكيل الحكومة لماذا يتمسك الفرقاء بالحقائب السيادية وبماذا تختلف عن الحقائب الوزارية الأخرى؟ يجيب هاشم أن الوزير يبقى وزيرًا سواء كان ضمن وزارة دولة أو وزارة أخرى، وهذه التسميات تبقى بدعًا، رغم أن بعض الوزارات كوزارة الخارجية ووزارة المالية وغيرها من الوزارات لها قيمتها لكنها ليست أكثر قيمة من سائر الوزارات.
توزير النساء
وعن الأمل بتوزير النساء في الحكومة المرتقبة في لبنان وما دور الكوتا في تفعيل الحياة السياسية في لبنان؟ يتوقع هاشم ذلك، وكل الأطراف يسعون إلى توزير النساء... مشيرا إلى أن "المرأة أكثر من نصف المجتمع وعليها أن تبرز نفسها في مختلف المجالات إن كان في مجال البرلمان أو في مجال الوزارة، ولدينا أسماء نسائية برعت في هذا المجال ومنها بهية الحريري وستريدا جعجع وغيرهن كثيرات. وحاليًا استطاعت بولا يعقوبيان أن تصل الى مراكز القرار أيضًا".
فصل الوزارة عن النيابة
ماذا عن فصل الوزارة عن النيابة في تشكيل الحكومة هل يعمل به وما هي أهميته؟ يبقى الأمر بحسب هاشم ضروريًا وإن كان لا وجود لقانون ينص بذلك، لكن من الضروري فصل الوزارة عن النيابية من أجل إيجاد رقابة ومحاسبة حقيقية للحكومة من قبل مجلس النواب.
التعليقات