تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقيام بزيارة رسمية بحيث تصل إلى بيروت الأسبوع المقبل، فما الذي تحمله من ملفات ملّحة إلى لبنان ولماذا الاهتمام الغربي المتزايد اليوم بلبنان؟.

بيروت: بعدما زار الرئيس الألماني فرانك فلاتر شتاينماير لبنان في يناير الماضي، تستعد المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل للقيام بزيارة رسمية بحيث تصل إلى بيروت مساء يوم الخميس في 21 الجاري وتغادر مساء الجمعة 22 منه وتجري لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية جبران باسيل، كما تعقد مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا مع رئيس الحكومة المنتخب سعد الحريري. فما الذي تحمله ميركل من ملفات ملحة إلى لبنان وما هي أهداف زيارتها المرتقبة؟

يؤكد النائب السابق أمين وهبي في حديثه ل"إيلاف" أن لبنان رغم كل العثرات يبقى دولة مهمة وتحديدًا للمجتمع الأوروبي، كونه يمثل التعايش فيه رغم كل شيء، وللمجتمع الأوروبي مصلحة خاصة لهذا النموذج، لأن لبنان لا يزال يمثل العيش الواحد بين تكويناته، وكذلك هناك قضية النازحين السوريين في لبنان، ولبنان لا يزال يلعب دورًا استثنائيًا في استضافتهم وتأمين كل الضمان الإجتماعي لهم مع تعليم أولادهم، هذا العبء الذي يحمله لبنان يبقى مسؤولية أيضًا على المجتمع الدولي تحملها، وميركل يجب أن يكون في جعبتها هذا الملف لدعم لبنان من أجل تحمل هذا العبء، والمطلوب من المجتمع الدولي أن يضغط باتجاه تأمين ظروف العودة الآمنة للنازحين، وبالأخص في بعض الأماكن التي أصبحت آمنة في سوريا، ومن المؤكد أن ملف النازحين السوريين يبقى من أهم النقاط التي ستتناولها ميركل مع القادة اللبنانيين لدى زيارتها المرتقبة.

النزوح السوري

عن النزوح السوري الذي سيكون مهمًا في محادثات ميركل لماذا اهتمام الغرب اليوم باللاجئين السوريين في لبنان وهل يسعى فعليًا الى توطينهم فيه؟ يعتبر وهبي أن التوطين يعود وينتج عن عدم قدرة اللبنانيين على الالتفاف ضده نهائيًا، والغرب والعالم يفكر بمصالحه، وعدم تدفق النازحين إلى بلدانه، وبالتالي إذا تدفقوا الى الغرب فإن إمكانية عودتهم الى سوريا تصبح مستحيلة، ولبنان يحمي القارة الأوروبية من هذا السيل من تدفق اللاجئين إليها، كونه يؤمّن لهم المأوى وكل ما يحتاجونه، ولذلك استقرار لبنان بالنسبة للأوروبيين يبقى أولوية ويبقى المدخل لعدم تدفق النازحين السوريين إلى أوروبا، وإذا اختل الوضع الأمني في لبنان، حينها النازح السوري كما هرب من أداة القتل في سوريا، فهو سيهرب من لبنان الى الدول الغربية، وأوروبا تحديدًا، لذلك هناك اهتمام غربي بلبنان لما يؤمّنه من مأوى للاجئين السوريين فيه.

التوطين

أما كيف يحمي لبنان نفسه من مسألة التوطين مع الضغوطات الغربية عليه بأن يبقى اللاجئون عنده؟ يجيب وهبي حماية لبنان لنفسه من التوطين تكون بوحدة أبنائه وبرفضهم الكامل لمبدأ التوطين، وعندما يتوحد اللبنانيون من خلال رؤيتهم لضرورة عودة السوريين إلى بلادهم متى أصبحت مناطقهم آمنة في سوريا، وعلى المجتمع الدولي المساعدة في عودة هؤلاء النازحين وعلى لبنان أن يضغط باتجاه عودتهم أيضًا.

والمساعدات التي تؤمّن لهم في لبنان يجب أن تؤمّن لهم في سوريا في المناطق الآمنة فيها.

ملف النفط والغاز

ماذا عن ملف النفط والغاز هل سيكون من ضمن مباحثات ميركل في لبنان أيضًا؟ يجيب وهبي أن هذا مطروح أيضًا ضمن المباحثات، وكل الأمور أكدت أن هناك مساحات واعدة من النفط في لبنان، وننتظر حفر الآبار، ولبنان يوفر طاقة إذا كان قريبًا من الأسواق الأوروبية، ويصبح وصوله إلى اوروبا أكثر أمانًا، ولبنان قريب من أوروبا ويمكن للقارة الاوروبية أن تكون السوق الأكثر اهتمامًا بانتاج النفط والغاز في لبنان.