رأى مراقبون أن تعيين جيريمي هانت، المؤيد السابق لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، قبل تراجعه وتأييده الانسحاب، وزيرا للخارجية خلفا للوزير المشاكس بوريس جونسون، ربما يعيد رؤى وموازين الفريق الوزاري المعاون لحليفته رئيسة الحكومة فيما يتعلق بدعم خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وأعلن عن تعيين وزير الصحة البريطاني جيريمي هانت، مساء الاثنين، وزيرًا للخارجية خلفًا لبوريس جونسون، الذي استقال في اليوم نفسه لاحتجاجه على خطط الحكومة إقامة علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي.

وقال بيان لرئاسة الوزراء إن "الملكة اليزابيث الثانية وافقت بسرور على تعيين جيريمي هانت وزيرًا للخارجية والكومنولث".

كما صدر قرار عن رئيسة الحكومة بتعيين وزير الثقافة مات هانكوك وزيرا للصحة خلفا لهانت، و تعيين المدعي العام جيريمي رايت وزيرا للثقافة والإعلام والرياضة خلفا لهانكوك.

الاتحاد الأوروبي

يشار إلى أنه بينما كان جونسون أحد أبرز المؤيدين للانسحاب كان هانت من المؤيدين لبقاء البلاد في الاتحاد خلال حملة الاستفتاء على ذلك عام 2016. لكن هانت صح في أكتوبر 2017 أنه غير رأيه في هذه المسألة جزئيا بسبب ما شهده من ”غطرسة“ مخيبة للآمال في سلوك الاتحاد الأوروبي أثناء المفاوضات.

وفي أول تعليق له عقب توليه المنصب، قال هانت إنه سيساند رئيسة الوزراء "حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي مبني على ما وافق عليه مجلس الوزراء الأسبوع الماضي".

وأضاف هانت "إننا في وقت ينظر فيه العالم إلينا كدولة ويتساءل عن نوع الدولة التي سنكونها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي". وقال "ما أريد قوله لهم هو إن بريطانيا ستكون حليفا مستقلا، دولة تناصر القيم ذات الأهمية لأهل هذا البلد، وسنكون صوتا قويا واثقا في العالم".

العمل السياسي 

وكان وزير الخارجية البريطاني الجديد جيريمي هانت وهو من مواليد 1 نوفمبر 1966، في كينينغتون انخرط في العمل السياسي الداعمة لحزب المحافظين أثناء وجوده في الجامعة ، وهو عاصر كل ديفيد كاميرون وبوريس جونسون، وهو كان عضوا نشيطا في جمعية أوكسفورد للمحافظين (OUCA) التي انتخب رئيسا لها في عام 1987.

ودرس هانت المعروف بنزعته المحافظة المتشددة المرتبطة مع كل من السياسات الليبرالية والاقتصادية الليبرالية اجتماعيا، الفلسفة والسياسة والاقتصاد في كلية ماجدالين في أكسفورد.

وكانت أول مهمة سياسية له العام 2005 حين انتخب نائب عن حزب المحافظين عن منطقة جنوب غرب ساري، وآنذاك تم تعيينه وزيرا لشؤون المعاقين في حكومة الظل بزعامة ديفيد كاميرون قبل الانتصار في المعركة الانتخابية لاحقا حيث تولى حزب المحافظين السلطة.

حكومة الظل 

وفي يوليو 2007 ، انضم هانت إلى حكومة الظل برئاسة كاميرون كوزير دولة للثقافة والإعلام والرياضة. وحين شكل المحافظون والديمقراطيون الليبراليون ائتلافا حكوميا بعد الانتخابات العامة عام 2010 ، أصبح هانت عضوا في مجلس الوزراء كوزير للثقافة ووزير للألعاب الأولمبية في الفترة، ثم أصبح وزيرا الصحة من 2012 إلى 2018 وهي أطول فترة لوزير في الصحة في التاريخ السياسي البريطاني منذ إنشاء هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تمولها الحكومة، وأضيفت له حقيبة وزارة الرعاية الاجتماعية في يناير 2018. 

وبصفته وزيرا للثقافة، قاد هانت حملة التلفزيون المحلي، مما أدى إلى منح شركة Ofcom تراخيص البث التلفزيوني المحلية للعديد من المدن والبلدات. كما أشرف على دورة لندن للألعاب الأولمبية 2012 ، والتي حظيت بتشجيع واسع النطاق.

إضرابات الأطباء

وواجه هانت خلال تلك الفترة إضرابات للأطباء وعدم رضا المواطنين عن مستويات التمويل وغيرها من التحديات.

وخلال فترة عمله وزيرا للصحة والرعاية الاجتماعية، أشرف هانت على فرض عقد الأطباء المبتدئين المثير للجدل في إنكلترا بعد فشل المفاوضات، وخلال النزاع، قام الأطباء الصغار بإضرابات متعددة، وهو أول إجراء صناعي من هذا النوع منذ أربعين عامًا. في 3 يونيو 2018. 

وحسب النبذة الواردة عن وزير الخارجية البريطاني الجديد في موقع موسوعة (ويكيبيديا)، فإن هانت الابن الأكبر للأدميرال السير نيكولاس هانت، الذي كان آنذاك قائداً في البحرية الملكية كما تم تعيينه للعمل لدى مدير الخطط البحرية داخل وزارة الدفاع التي تم إنشاؤها مؤخرًا. 

وهانت متزوج من ميريل إيف ناي غيفين وهي ابنة الميجر هنري كوك غيفين. كما أن هانت هو سليل سترينشام ماستر Streynsham Master أحد رواد شركة الهند الشرقية. 

مستشار اداري

وفي أول سنوات حياته العملية، اشتغل هانت لمدة عامين كمستشار إداري في شركة (OC & C للاستشارات الاستراتيجية)، ثم أصبح معلما للغة الإنجليزية في اليابان. 

وعند عودته إلى بريطانيا، حاول أن يدير عددًا من المشاريع التجارية المختلفة ، بما في ذلك محاولة فاشلة لتصدير مربى البرتقال إلى اليابان. وفي عام 1991، شارك هانت في تأسيس وكالة علاقات عامة سميت PR Profile المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات مع مايك إلمز، صديق الطفولة. 

وفي السنوات الأخيرة، شارك هانت في تأليف كتاب بعنوان "الديمقراطية المباشرة: جدول أعمال لحزب نموذجي جديد"، حيث أورد فيه آراءه لإعادة ﺗﺄھﯾل هيئة الصحة الوطنية NHS واﻗﺗرح اﺳﺗﺑداﻟها ﺑ "اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ".ونفى هنت في وقت لاحق أن كتيب السياسة يعبر عن آرائه.