بسبب العنف الجنسي والاتهامات بالتحرش، قررت الأكاديمية السويدية تأجيل منح جائزة نوبل للآداب إلى السنة المقبلة. فما كان من الصحافية ألكسندرا باسكاليدو إلا تأسيس أكاديمية جديدة.

إيلاف من بيروت: قالت الصحافية ألكسندرا باسكاليدو لموقع "ذا لوكال" إنها سئمت فضائح الأكاديمية السويدية، التي تمنح جوائز نوبل السنوية، وشرحت كيف قررت أن تُعالج الوضع شخصيًا من طريق إيجاد بديل من جائزة نوبل للأدب المؤجلة لهذا العام. فقد أعلنت الأكاديمية السويدية في مايو الماضي أنها لن تمنح أحدًا جائزة نوبل للأدب في عام 2018، وأنها أجّلتها إلى عام 2019 لأن الثقة في اللجنة "متدنية للغاية" بعد 12 شهرًا مضطربًا.

لإنقاذ الجائزة
في الواقع، أُثيرت فضيحة كبيرة بسبب العنف الجنسي والاتهامات بالتحرش التي وجّهتها 18 إمرأة ضد جان كلود أرنو، الشخصية الثقافية المعروفة الذي تربطه علاقات وثيقة بالأكاديمية. نفى هو هذه المزاعم، لكن كان لها تأثير الدومينو، الذي أثار خلافًا قسم الأكاديمية، وأدى إلى استقالة ستة من أعضائها الـ18، بينهم السكرتيرة الدائمة في ذلك الحين سارة دانيوس، وزوجة أرنو، والشاعرة كاترينا فروستينسون.

صرحت باسكاليدو لموقه "ذا لوكال" قائلة: "قررت أن أفعل ذلك عندما سمعت في صباح أحد الأيام أنهم لن يتمكنوا من منح الجائزة بسبب هذه الفضائح. وكانت تلك هي النقطة الحاسمة. ما الذي تفعله الأكاديمية السويدية إذا لم تتمكن حتى من إنجاز عملها؟ كان هذا هو الدليل القاطع على أننا بحاجة إلى إنقاذ الجائزة، وفعل ذلك بقوى متحالفة جديدة، وإظهار أن شيئًا بديلًا ليس ممكنًا فحسب، بل هو ضروري أيضًا".

أضافت: "بينما يتجادلون ويغوصون في صراعاتهم، نحن نشجع الأدب، ونشجع الناس الذين يحبون الأدب، ونحارب عدم المساواة، وكل شيء آخر لا يتلاءم حقًا مع بلدنا ووقتنا".

أكاديمية جديدة
إذًا، في غياب جائزة نوبل التقليدية، أسست باسكاليدو أكاديمية جديدة لإعطاء "جائزة الأدب الجديدة" بحسب النطاق الزمني المعتاد، مع الإعلان عن الفائز في أكتوبر، يليه عرض تقديمي واحتفال في ديسمبر.

تجدر الإشارة إلى أن "الأكاديمية الجديدة" تضم أكثر من 100 عضو، من مؤلفين وصحافيين وكُتاب سيناريو ومحامين ومترجمين.
في هذا السياق، قالت باسكاليدو: "بدأت للتو الاتصال بالزملاء الكُتاب والمؤلفين والصحافيين والممثلين والفاعلين من جميع مناحي الحياة. وبدأت الفكرة تتبلور منذ ذلك الحين بوجود أشخاص كثر ضاقوا ذرعًا بألكاديمية وفضائحها، وأرادوا المساهمة في شيء مفيد وبناء. أشخاص يشعرون بأننا نستطيع أن نقدم ما هو أفضل إذا تعاونا". ووعدوا التزام المبادئ التي أرادها نوبل، كما أضافوا بعضًا من مبادئهم الخاصة.

قالت: "الأدب ترياق للصمت والرقابة، لذلك نريد تمكينه في هذه الأوقات المضطربة، عندما تحاول الأنظمة في جميع أنحاء العالم السيطرة، ليس فقط على الكلمات، ولكن أيضًا على عقول الناس".

وختمت : "لدينا بعض المبادئ: لا مجال للتمييز على أساس الجنس، ولا للعنصرية، ولا للعنف في الأكاديمية. هذه هي معاييرنا لكل من يريد الانضمام".

الجُهد والعمل الجاد
جدير بالذكر أن الصحافية أفادت أن الإهتمام المحلي والدولي بالجائزة الجديدة كان "مذهلًا" بالفعل، على الرغم من عدم وجود بيانات صحافية أو حملات إعلانية من الأكاديمية الجديدة حتى الآن. "تلقينا الكثير من الطلبات، وليس لدينا الوقت الكافي لتوليها حتى، لأننا نعمل جميعًا على ذلك مجانًا، ونحارب في الوقت نفسه المواعيد النهائية الخاصة بنا، أنا شخصيًا أعمل على إنهاء كتابي التالي".

تابعت: "الأمر يتطلب الكثير من الجُهد والعمل الجاد، لكنني آمل أن يستحق العناء. ليس فقط من أجلنا، بل أيضًا من أجل الأدب والثقافة وبلادنا، وجميع أولئك الذين يأملون في شيء جديد".

خلافًا لجائزة نوبل للأدب، ستتم دعوة الجمهور إلى التصويت للمساعدة على تحديد الكتاب الفائز من قائمة الأعمال التي رشحتها المكتبات السويدية.

بعد ذلك، تختار لجنة التحكيم الفائز النهائي من قائمة نهائية مؤلفة من أربعة كتب، مقسمة بالتساوي حسب جنس المؤلفين، وسيحصل الفائز على جائزة قدرها مليون كرونة (115 ألف دولار) تم جمعها من التبرعات.



أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلًا عن موقع "ذا لوكال". الأصل منشور على الرابط:
https://www.thelocal.se/20180709/we-need-to-save-the-prize-why-this-journalist-created-a-replacement-for-the-nobel-literature-prize