في محاولة لتهدئة الاضطرابات الناتجة عن تجدد الاحتجاجات الشعبية في محافظات جنوب العراق لليوم الثامن على التوالي وسقوط قتلى وجرحى في اشتباكات مع الشرطة الاحد فقد أكد العبادي أنه وجه القوات الامنية بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين بينما تم الاعلان عن إقالة قادة أمنيين. 

إيلاف من لندن: أعلن في بغداد اليوم أن وزير الداخلية قاسم الاعرجي قد أقال قائد شرطة محافظة النجف وكلّف اللواء علاء غريب بإدارة شؤون مديرية شرطة المحافظة حيث جاء هذا الاجراء بعد ساعات من اقالة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لقائد الجيش في البصرة اللواء الركن جميل الشمري من منصبه وإجراء تحقيق عاجل بإطلاق النار على المتظاهرين.

العبادي يواجه قوات بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين

وكشف العبادي عن توجيهه القوات الامنية بعدم استخدام الرصاص الحي لمواجهة المتظاهرين المحتجين في المحافظات الجنوبية.

وقال خلال اجتماعه مع الوزراء الامنيين ورؤساء الاجهزة والقادة الامنيين والاجهزة الاستخبارية اليوم إن "التظاهر السلمي حق للمواطن ونحن نستجيب له ولكن اخراج التظاهرات عن سياقاتها بحرق بنايات مؤسسات الدولة وقطع الشوارع وحرق الاطارات والاعتداء على القوات الامنية يمثل محاولة لارجاع البلد إلى الوراء فهناك جهات من الجريمة المنظمة مهيئة لاحداث حالة فوضى".

 

الاحتجاجات الشعبية في محافظات جنوب العراق

 

وشدد على الاجهزة الأمنية "بأن تكون على اهبة الاستعداد لان الارهاب يريد ان يستغل اي حدث او خلاف مؤكدا على اهمية العمل الامني والاستخباري" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الاحد. وأشار إلى أنّ "التوجيهات للاجهزة الامنية هي بعدم استخدام السلاح الحي لمواجهة المواطنين غير المسلحين مبينا ان عدم استخدام الرصاص الحي لا يعني عدم التصدي الذي يجب القيام به ومن لايقوم به يعد متخاذلا"

وأضاف أن اكثر المتظاهرين سلميون ولكن هناك قلة تريد التخريب واستخدام مطالب المتظاهرين لاحداث ضرر فقد قام المخربون امس بضرب خط كهرباء بسماية وهذا فيه ضرر للمواطن وللدولة.

وأكد العمل على تجنب غرق العراق في النزاعات السياسية موضحا ان هذه لها مجالها الذي يتم البحث فيه محذرا من ان الاعتداء على المؤسسات الدينية وبيوت المراجع خط احمر".

قتلى وجرحى في اشتباكات المحتجين والشرطة

واليوم الاحد قتل ثلاثة متظاهرين وأصيب عدد آخر منهم كما اصيب ثلاثة عناصر من الشرطة في محافظة البصرة أثناء محاولة إقتحام مبنى المحافظة من قبل المتظاهرين. وقد وصلت قوات من الرد السريع إلى مدينة البصرة وتولت مهمة حماية المؤسسات الحكومية والمنشآت النفطية.

وفي محافظة ميسان اقدم محتجون على حرق مبنى قائممقامية مدينة المجر كما سيطروا على مبنى مجلس المحافظة وأحرقوا مقرات أحزاب ومنعوا سيارات الاطفاء من إخماد الحرائق فيها. كما اقتحم متظاهرون السور الخارجي لمقر حكومة محافظة ذي قار وسط مواجهات أسفرت عن إصابة 48 متظاهرًا وعدد من أفراد الشرطة. 

وفي محافظة الديوانية حاصر المحتجون مقر الحكومة المحلية واشتبكوا مع قوات الشرطة التي حاولت تفريقهم بخراطيم المياه. 

حرق مقار حزبية

وكان المتظاهرون قد أحرقوا في وقت سابق مقار احزاب ومليشيات موالية لايران بينها حزب الدعوة الحاكم وقطعوا الطرق والجسور واقتحموا مطار النجف الدولي وأوقفوا حركة الملاحة الجوية، إضافة إلى اقتحام مباني الحكومة المحلية في محافظات البصرة وميسان وذي قار وواسط والنجف وبابل أما في بغداد فشهدت مدينة الصدر ومنطقة الشعلة، مظاهرات مماثلة في ظل أجواء أمنية تمثلت في انتشار مكثف لعناصر القوات الأمنية العراقية ومسلحي الميليشيات. 

كما نجح المتظاهرون في اقتحام مبنى المحافظة في كربلاء بعد محاصرة لها استمرت لعدة ساعات فيما قتل متظاهران وأصيب ما لا يقل عن ثمانية اخرين عندما فتح حرس مليشيا "عصائب اهل الحق" النار صوب المحتجين الذي حاولوا اقتحام مقر الجماعة وسط النجف حيث عمدت السلطات المحلية إلى قطع الكهرباء التام عن المحافظة في محاولة منها للسيطرة على الاحتجاجات الشعبية الغاضبة.

 خطوط جوية دولية تلغي رحلاتها إلى النجف

ومن جانبها اعلنت اربع شركات طيران دولية الغاء رحلاتها الجوية إلى مطار النجف الدولي اثر اقتحام المحتجين لمبانيه والسيطرة عليه لساعات عدة.

وقالت شركة فلاي دبي المملوكة للحكومة الأحد إنها أوقفت الرحلات المتجهة إلى مدينة النجف بسبب تعطل على أرض المطار وذلك حتى 22 من الشهر الحالي. وأوضحت متحدثة باسم الشركة التي تسير رحلة واحدة ذهابا وعودة من دبي إلى النجف إن الشركة تراقب الوضع.

كما أعلنت شركة الخطوط الملكية الأردنية في بيان اليوم أنها علقت أربع رحلات أسبوعيا إلى مدينة النجف العراقية بسبب الوضع الأمني في مطارها. وقالت الشركة إن النجف أصبحت تاسع وجهة في المنطقة - من الموصل في العراق إلى عدن وصنعاء في اليمن - التي تعلق الرحلات إليها في السنوات القليلة الماضية جراء الاضطرابات. 

 وأضافة إلى ذلك قالت شركة الخطوط الجویة الكویتیة الیوم انها الغت رحلاتھا المتجھة إلى مدینة النجف حتى إشعار آخر بسبب الظروف الأمنیة الحالیة في المطار. وأشارت إلى إنھا "ستقوم إما بتغییر الحجز لرحلات طیران أخرى متجھة إلى النجف أو إعادة التذاكر بدون أي رسوم على العملاء"، معربة "عن شكرھا للجمیع على تعاونھم وتفھمھم".

وعلى الصعيد نفسه قال مدير العلاقات العامة في مطار مشهد الدولي في ايران ان الرحلات المتجة من مشهد إلى مطار النجف الدولي تم تغيير مسارها إلى إشعار آخر إلى مطار بغداد الدولي. وقال حسن جعفري اليوم انه "نظرا للاوضاع الامنية في مطار النجف وحتى استقرار الوضع هناك فأن جميع الرحلات من مشهد إلى النجف سيتم تغيير مسارها إلى بغداد".

يذكر أنه تم الجمعة اغلاق مطار النجف الدولي بوجه الرحلات القادمة وذلك بعد اقتحامه من قبل متظاهرين، لكن إدارة المطار اعلنت استئناف العمل أمام الرحلات الجوية. واتهمت إدارة المطار من وصفتهم بـ"مهندسي المؤامرة من بعض المسؤولين الحكوميين وبعض الأحزاب ذات الأهداف الاقتصادية والتي سعت طوال سنتين متتالية للسيطرة اقتصاديا على مطار النجف بتوجيه بعض المخربين لدخول المطار وتخريب الاجهزة والمعدات وإشاعة الفوضى مما تسبب بإغلاق المطار".

وأعلنت الحكومية العراقية مساء امس اتخاذ إجراءات تنموية لاحتواء الاحتجاجات في جنوب العراق غداة مقتل شخصين بإطلاق نار لم تتضح ظروفه ولإعادة فرض الأمن.

وأصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بيانًا مساء السبت وجّه فيه بـ"توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء في قطاعات السكن والمدارس والخدمات وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وإطلاق تخصيصات مالية إلى محافظة البصرة بقيمة 3.5 تريليون دينار فورًا (حوإلى ثلاثة مليارات دولار).كما وجّه العبادي بـ"إطلاق تخصيصات للبصرة لتحلية المياه وفك الاختناقات في شبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة". كذلك أمر العبادي بحلّ مجلس إدارة مطار النجف وذلك غداة اقتحامه من قبل المتظاهرين الغاضبين.