باتت أشجار الأرز اللبناني التي يتخذها هذا البلد شعارًا له، وتُعد من أشهر معالمه الحضارية، مُهددة بالاختفاء بالكامل بسبب التغييرات المناخية.
إيلاف من بيروت: تواجه أشجار الأرز في لبنان التي تزين علمه الوطني، تهديدات بالانقراض، بسبب التغير المناخي.
تشير صحيفة "نيويورك تايمز"الأميركية في تقرير نشر اليوم الجمعة 20 يوليو، إلى أنّ ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في مناخ لبنان وخاصة في المنطقة الجنوبية أصبح يؤثر على الأماكن المُتعارف عليها لنمو غابات الأرز، فعدد من المحميات الطبيعية سُيصبح قريبًا جدًا غير صالحة للزراعة مرة أخرى لعدم توفر الظروف المناسبة لنمو أشجار الأرز هناك.
وتحتاج أشجار الأرز، التي يصل عمرها إلى ما يقرب من 3000 عام، وجميعها تقريبا محمية الآن، إلى حد أدنى من الثلوج والأمطار من أجل الحصول على تجدد طبيعي، ولكن بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن هذه الأشجار أصبحت تتعرض لشتاء أقصر وثلجا أقل، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وتقدر الحكومة اللبنانية أن الغطاء الثلجي من الممكن أن ينخفض بنسبة 40٪ مع حلول عام 2040.
وأشارت "نيويرك تايمز" إلى أنه بنهاية القرن الحالي، وتحديدًا في 2100 يمكن أن تنتهي زراعة أشجار الأرز في لبنان كما عرفها العالم من قبل.
زراعة أشجار الأرز في لبنان، وبفعل التغييرات المناخية التي تحدث، تنتقل من الطبيعة العادية إلى المناطق الأكثر ارتفاعًا بالتدريج، وتحديدًا باتجاه المواقع ذات الجبال العالية، وخاصة المتواجدة شمال البلاد لأنها وفقًا لطبيعة وظروف البلد أعلى كثيرا من نظيرتها الجنوبية، ولكن تلك الجبال على الجانب الآخر تعاني من نوع مُختلف من المشكلات، حيث تم القضاء على حوالي 7% من الأشجار المتواجدة هناك بسبب نوع غير معروف من الحشرات المتفشية منذ عام 1997.
ولفتت الصحيفةإلى أن أخشاب شجر الأرز تم استخدامها في حضارات مختلفة على مر التاريخ، واعتمد عليها الناس في بناء المراكب والمعابد بمصر وفلسطين وحتى في حضارات أخرى.
وسلط التقرير الضوء على أن جبال الأرز اللبنانية التي تتعرض حاليًا لخطر الإزالة والانقراض ليست فقط مجرد مساحات خضراء أعطت لبنان جمالا ميزها عن بقية دول العالم، لكن هذه الاشجار العريقة، لها قيمة حضارية ودينية كبيرة، فعلى سبيل المثال، فإن واحدة من أشهر المناطق في غابات الأرز والمعروفة باسم "أرز الرب" كانت الحكومة تحاول حمايتها بوضع سياج حولها منذ عام 1876، حيث أن تلك المنطقة يُعتقد أن المسيح تجلى فيها لأتباعه.
التعليقات