ناقشت صحف عربية استمرار مظاهرات العراقيين الغاضبين من تردي الخدمات والفساد والمطالبين بتغيرات سياسية في البلاد.

وتجددت المظاهرات مساء الجمعة في عدد من المدن العراقية ومن بينها العاصمة بغداد. وأشارت تقارير إلى مقتل متظاهر واحد، على الأقل، واعتقال عدد آخر في مظاهرات في مدينة الديوانية جنوبي العراق.

وطرح عدد من الكتاب والصحف وجهات نظر في ما يتعلق بكيفية إنهاء الأزمة.

"ابتزاز سياسي"

تحت عنوان "الحل الوحيد لأزمات العراق"، كتب أسعد عبد الله عبد علي في صحيفة "صوت العراق" الإلكترونية "العراق يغلي والجماهير تملئ الشوارع، خرجت لتعبر عن غضبها وسخطها على كل الطبقة السياسية العفنة، فالظلم لا يطاق، عقود طويلة من التفريط بحق الإنسان، منذ عهد صدام ثم الجعفري وتبعه المالكي وأخيراً العبادي".

ودعا الكاتب إلى "اجتثاث الطبقة السياسية الحالية.. وإعلان شخص يكون ثقة المرجعية الدينية لتشكيل حكومة مؤقتة.. مهمتها الأولى محاربة المفسدين.. وحل أزمة السكن والصحة والتعليم والبطالة في فترة تحدد بأربع سنوات.. وكتابة دستور جديد".

وحذرت نيفين مسعد في صحيفة "الأهرام" المصرية من أنه "طالما ظل التهميش فإن إسكات صوت المحتجين قمعاً أو سلما لا يعني إخماد النيران فتلك النيران ستشتعل مجددا في أي لحظة، وبالذات في ظرف الأزمة".

وأضافت الكاتبة "الحل السليم للمشكلة يقتضي تشخيصاً سليماً لها... رفعت حكومة البصرة للمركز قائمة بـ 26 مطلباً، والرقم دال لضخامته، وما لم يتعامل المركز مع هذه المطالب بجدية لا بسياسة التهدئة حتى تمر العاصفة، فسوف يظل الجنوب مهداً للاحتجاجات العراقية".

وذهبت افتتاحية صحيفة "الخليج" الإمارتية إلى أن "إيران تزيد من تدخلها في العراق، عبر تصدير متاعب جديدة للعراقيين، بهدف عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، بعد أن فقدت الأحزاب الموالية لها الكلمة الأولى فيها، وصارت منبوذة من قطاع واسع من العراقيين الذين ينادون بعدم خروج بلادهم من محيطها العربي".

ورأت الصحيفة أن "الأحداث التي يشهدها جنوب العراق... تعكس احتقاناً داخلياً تغذيه سلوكيات تقدم عليها الحكومة الإيرانية، وصفها مسؤول عراقي بـ 'الابتزاز السياسي'، بعدما كشف عن إقدام إيران مؤخراً على قطع الكهرباء المستورد منها، عن مدن جنوبي العراق".

بالمثل، أشار إلياس حرفوش في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إلى أنه "من الصعب فصل الجانب المطلبي في مظاهرات الجنوب العراقي عن الجانب السياسي وعن الضغوط الإيرانية التي تمارس على (رئيس الوزراء) حيدر العبادي. من الصعب أيضاً عدم التوقف عند توقيت هذه المظاهرات التي انطلقت بعدما قررت إيران وقف إمداد العراق بالكهرباء في عز موسم الصيف الحار، ما ساهم بشكل مباشر في إشعال الاحتجاجات الأخيرة".

وانتقد حامد الكيلاني أيضاً الأحزاب الحاكمة في العراق في مقال بصحيفة "العرب" اللندنية، إذ قال إن "نقطة ضعف الأحزاب الحاكمة هي تبعيتها للولي الفقيه، تبعية عقائدية تتجاوز الوطن وتجاهر بالاستسلام لمشروعه الطائفي في المنطقة، ليس من باب رد الوفاء لإيوائها فقط، بل لإيمان هذه الأحزاب بإمكانية تحويل العراق، أرضا وشعبا، إلى ملحقية تابعة للسفارة الإيرانية في بغداد".

التغطية الإعلامية

في سياق آخر، تساءل وليد الزبيدي في صحيفة "الوطن" العمانية عن "دوافع الإعلام العربي بتجاهله لموجة كبيرة وواسعة من المظاهرات التي ما زالت متواصلة في الكثير من المدن العراقية".

وأضاف الكاتب "يرى البعض أن هذا التجاهل المتعمد من قبل مختلف وسائل الإعلام العربي يدلل على أن مشروع غزو العراق واحتلاله والذي أفضى إلى تدمير هذا البلد وتخريبه ما زال مستمرا وبذات الضراوة والهمجية، وأن هذا الاحتلال حظي للأسف الشديد من الدول العربية ووسائل إعلامها بدعم منقطع النظير".

وعلى النقيض، أشار عباس الصباغ في صحيفة "الصباح" العراقية إلى أن "الكثير من القنوات الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي أعطت صورة مغايرة عن الواقع الذي صوّرته كأنه حرب أهلية طاحنة وأن العراق مقبل على شفا فوضى عارمة لا تبقي ولا تذر، وأنها حرب ضروس بين الأحزاب تحت هامش الانتخاب والشروع في تشكيل الحكومة المرتقبة، فأوصلت رسالة مشوشة ومشوهة إلى المجتمع الدولي بعد أن أسهمت في حدوث إرباك شديد في الشارع العراقي بإشاعة أخبار ملفقة عن أحداث لم تكن بالصورة التي وقعت أو أنها لم تقع أصلاً".

------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.