إيلاف من لندن: كشف تقرير اليوم عن عدد الحركات الاحتجاجية الشعبية والمهنية التي شهدتها إيران العام الماضي مؤكدا بلوغها 9596 احتجاجًا بمعدل 25 يوميًا شارك فيها المعلمون وسائقو الشاحنات والتجار والعمال والمزارعون واعتقل خلالها 8 الاف شخص وقتل 45 آخرون.&

وأشار تقرير استقصائي من معاقل الاحتجاجات داخل البلاد اصدره المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الثلاثاء وارسلت نسخة منه إلى "إيلاف" إلى أنّ الاحتجاجات الشعبية الواسعة والاشتباك مع قوات النظام في مدون كرج وكازرون وخرمشهر والأهواز مستمرة منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في ديسمبر عام 2017.

احتجاجات في 142 مدينة

&فقد تم تسجيل 9596 احتجاجًا شعبيًا ومهنيًا خلال العام الماضي 2018 في 31 محافظة إيرانية وبمعدل 27 حركة احتجاجية يوميا من قبل الشرائح المختلفة للشعب الإيراني. واوضح التقريران أهم الحركات الاحتجاجية الواسعة وبالنظر إلى مناخ الكبت والتعتيم الحاكم في إيران، فإن العديد منها لم يكن لها امكان الانعكاس للخارج، وهو ما يؤكد ان عدد الاحتجاجات هو أكثر من هذه الارقام.&

واضاف التقرير ان احتجاجات الشعب الإيراني قد بدأت بمطالبات نقابية لكنها سرعان ما تحولت لحركات شعبية غاضبة تنادي بشعارات سياسية ضد الحكومة ثم استقطبت تضامنا شعبيا واسعا بشكل ملفت وخاصة الحضور النشط للشبان والنساء الذي كان جليا ومؤثرا للغاية.&

وبين ان الخاصية المهمة الأخرى في الاحتجاجات كانت ارتباط شرائح المجتمع المختلفة مع المقاومة الوطنية المنظمة في إيران و استخدام الفضاء الافتراضي من أجل تنسيق وتوسيع وإيصال صوت الاحتجاجات.&

توسع وانتشار الاحتجاجات

ونوه التقرير إلى أنّ الاحتجاجات التي تفجرت في ديسمبر 2017 قد تحولت بسرعة لانتفاضة وطنية استمرت خلال الأشهر الماضية وحتى الآن وهي في حال التوسع والانتشار.

&

&

رسم بياني لعدد الاحتجاجات في إيران موزعة على أشهر العام الماضي

&

يشار إلى أنّ انتفاضة 28 ديسمبر بدأت على أساس دعوة تم الإعلان عنها مسبقًا حيث نظم ما يقرب من 10،000 مواطن في مدينة مشهد مظاهرة كبيرة أمام مبنى البلدية احتجاجًا على ارتفاع الاسعار، وفي غضون أيام انتشرت إلى 142 مدينة في جميع أنحاء إيران وأظهرت أن المجتمع الإيراني متوتر جداً وتسوده حالة من الاستياء العام تنذر بانفجار شعبي شامل.&

كما أظهرت أن حكم ولاية الفقيه أضعف مما كان يتصور، وأن المبالغ الهائلة من الأموال التي حصل عليها مسؤولو النظام بعد خطة العمل الشاملة المشتركة فشلت في احتواء عدم استقرار النظام وكشفت عن رفض الشعب الإيراني لجناحي النظام اللذين يطلق عليهما المحافظون والمعتدلون، وتطلعه للتخلص منهما.

إختراق جدار الخوف

وقد أفرزت الاحتجاجات تغيرات رئيسية تجسدت في اختراق جدار الخوف بين الناس في مدن مختلفة فعلى سبيل المثال، كانت واحدة من ميزات شبابها شجاعتهم حيث تم إبطال أسطورة اقتدار قوات الحرس الثوري للنظام، التي انهارت امام اتساع الاحتجاجات ولهذا السبب لم تستطع منع انتشار الانتفاضة ولم يتمكن خامنئي من انهائها حتى اليوم.&

وأوضحت أن المجتمع الإيراني يمتلك قوة في داخله قادرة على إسقاط النظام وهو امر دفع المرشد الاعلى علي خامنئي في التاسع من&يناير الحالي إلى القول "هذه الاحتجاجات كانت منظمة ومنظمة مجاهدي خلق قامت بتنفيذها".. مضيفا ان هذه المنظمة كانت جاهزة منذ أشهر وأن وسائل الإعلام التابعة لها كانت تدعو اليها.&
&
8 آلاف معتقل و45 قتيلاً

وخلال هذه الاحتجاجات تم اعتقال قرابة 8000 شخص، وقتل 45 آخرون مات عدد منهم في السجون تحت التعذيب ولكن جهاز المخابرات وقضاء النظام ادعيا ان سبب وفاتهم هو الانتحار.

واستنادا الى تصريحات مسؤولين حكوميين، فقد تعرض 60 مكتبًا لأئمة الجمعة للهجوم من قبل المواطنين وكان أحد الشعارات الأكثر أهمية للانتفاضة في جامعة طهران هو "أيها الإصلاحيون وأيها الأصوليون انتهت اللعبة".. و"ويل لكم عندما نتسلح".. وسأقتل من قتل أخي".. و"الموت لخامنئي".. "الموت للدكتاتور" و"تسلقوا الإسلام وأذلوا الناس".&
&