إيلاف من نيويورك: تدرس الحكومة الأميركية خطة تتضمن إبقاء بعض القوات المتواجدة في سوريا بقاعدة نائية تقع جنوب شرق البلاد لمواجهة النشاط الإيراني.

ورغم تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، غير ان حكومته تريد مواجهة نشاط ايران وفق ما نقلت مجلة فورين بوليسي عن مصادر خاصة.

وأنشأت القوات الأميركية قاعدة التنف لمساعدة الجماعات السورية المسلحة على محاربة تنظيم داعش، وتمتلك موقعا جغرافيا مهما فهي تقع على مقربة من الحدود الشرقية مع الأردن، وأيضا على طول طريق إمداد إيراني محتمل من العراق إلى سوريا.

وينظر العديد من المتابعين الى قاعدة التنف على انها تشكل دعامة حاسمة في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وقالت المجلة الأميركية، "يساعد وجود الولايات المتحدة في التنف على إعاقة آمال إيران في "الهلال الشيعي"، وهو جسر بري يمتد من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.

ولا تنبع أهمية قاعدة التنف من موقعها الاستراتيجي فقط، بل إعلانها من قبل واشنطن على أنها "منطقة عدم اشتباك" نصف قطرها 55 كيلومتراً، مما يسمح للقوات الأميركية بالدفاع عن نفسها في مواجهة القوات الإيرانية، أو غيرها العناصر التي تتحرك عبر تلك المنطقة، بحسب ما قال مصدر قريب من المناقشات الحكومية.

أهمية قاعدة التنف

&وقال أحد كبار القادة العسكريين الأميركيين السابقين، "ان قاعدة التنف تشكل عنصرا حاسما في الجهود الرامية إلى منع إيران من إنشاء خط اتصال بري من إيران عبر العراق وسوريا إلى جنوب لبنان لدعم حزب الله اللبناني".

قضايا قانونية بوجه الادارة

لكنّ أحد مسؤولي الحكومة الأميركية قال "إن البقاء في التنف قد يثير قضايا قانونية بوجه الإدارة، وجادل الخبراء بأنها -الإدارة- &سوف تكون مهددة في استخدام تصريح عام 2001 لاستخدام القوة العسكرية (والذي يأذن بمحاربة الجماعات المسلحة غير الحكومية مثل الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة في أفغانستان) لتبرير الحفاظ على وجود في سوريا لأي سبب آخر غير محاربة داعش".

وأضاف المصدر أن "الهدف المنطقي الوحيد الذي تعمل بمقتضاه قاعدة التنف هو السماح للولايات المتحدة "بمراقبة وتعطيل تدفق الميليشيات المدعومة من إيران"، وإلى جانب مشكلة طبيعة استخدام القوة العسكرية، تظهر مشكلة أخرى تتمثل في البقاء في التنف يتعارض مع أوامر ترمب الذي اكد مرارا ان قوات بلاده تتواجد في سوريا لهزيمة تنظيم داعش دون ان يأتي على ذكر مواجهة ايران هناك.