وجّه العراق من لندن نداء إلى المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أنه قد حارب الإرهاب نيابة عنه، لذلك فعليه دعمه في تحقيق الإعمار والاستقرار. وأكد أنه لا يرغب في أن يكون ساحةً للصراعات الدولية، بل نقطة التقاء الجميع.

إيلاف: قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي برفقة وفد نيابي خلال ندوة عن التحديات التي تواجه العراق في المرحلة المقبلة، نظمها مركز "تشاتهام هاوس" في لندن مساء أمس، قال إن "العراق خاض حربًا شرسة نيابة عن العالم كله ضد تنظيم متطرف، هو داعش، وقد تعرّضت غالبية بناه التحتية للدمار، ولا بد &للمجتمع الدولي من الإيفاء بالتزاماته تجاه العراق".. مشددًا على أن بلاده ماضية&في إعادة البناء والاستقرار، ولا طريق آخر أمامها.. منوهًا بالقول: "وإذا كان المجتمع الدولي راغبا في المساعدة، فإن الطريق سيكون أقصر".. لكنه بيّن "أن العراق ماضٍ في كل الأحوال في تحقيق هذه الأهداف، وسينجح حتى إذا تأخر ذلك الدعم الدولي المنتظر".

أضاف إن من أبرز التحديات التي تواجه العراق الآن ضعف الخدمات وتوفير فرص العمل للشباب، فالوظائف الحكومية لا تغطي أعداد المتخرجين، مع عدم توافر الفرص في القطاع الخاص، وهو ما يسهم في انتشار البطالة.. وأشار بالقول إلى "أننا بحاجة إلى خطط مُعدَّة مسبقًا لتوفير الخدمات وفرص العمل".

الحلبوسي ملتقيًا في لندن كريستيان تيرنر مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الوزراء البريطاني

وأوضح الحلبوسي أن العراق يعاني من مشكلة التخطيط بشكل واضح، بسبب تراكمات الحروب التي خاضها ضد الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، ولذلك لا بدَّ من توفير خطط واضحة لمعالجة الفساد الإداري والمالي. ونوه بأنَّ هناك تعاونًا بين السلطات الثلاث في العراق.. معبّرًا عن الأمل بنجاحها سوية في معالجة هذه الملفات وتوفير الخدمات للمواطنين وإيجاد فرص العمل، فضلًا عن توفير بيئة ملائمة للاستثمار، والتي ستسهم في حل مشاكل كثيرة.

عن طبيعة الأحزاب والتحالفات التي شكلت الحكومة العراقية الجديدة التي يترأسها عادل عبد المهدي، قال رئيس البرلمان العراقي "إنها لم تعد تقتصر على طائفة ومكوّن معيّن، وإنما يجمعها برنامج سياسي" بحسب قوله.. عادًّا ذلك ظاهرة إيجابية تعززت بعد الانتصار على داعش، ومن الضروري العمل على إنجاحها.

يشار إلى أن مركز (تشاتام هاوس Chatham House)، والمعروف رسميًا باسم (المعهد الملكي للشؤون الدولية) كان قد تأسس عام 1920، وهو يقدم نفسه بوصفه "عبارة عن منظمة غير حكومية محايدة مهمتها الأساسية هي تحليل الأحداث الدولية الجارية ومراقبتها وتقديم حقائق عنها إلى كل المهتمين، مما قد يساهم إيجابًا في تعميق فهم العالم لما يجري من أحداث وتطورات".&

كما يقوم المركز بإعداد الدراسات الرصينة في جميع المجالات الحيوية عالميًا. ويصف القائمون على المؤسسة معهدهم بأنه "تشكيل نادر يجتمع فيه الباحثون ومنظمات المجتمع المدني والدبلوماسيون والصحافيون والمنظمات غير الحكومية من أجل الخروج بنتائج تساعد على فهم التطورات والأحداث الجارية في أرجاء المعمورة". &

الحلبوسي: العراق لا يريد أن يكون ساحة للصراعات الدولية
على صعيد آخر، أكد الحلبوسي أن العراق لا يرغب في أن يكون ساحةً للصراعات الدولية، وإنما هو يسعى إلى أن يصبح نقطة التقاء الجميع.

وأشار المسؤول العراقي خلال اجتماعه في لندن مع مسؤول ملف الشرق الأوسط نائب مستشار الأمن الوطني البريطاني مستشار رئيسة الوزراء لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب كريستيان تيرنر إلى حرصَ العراق على تعزيز علاقاته مع الدول العربية والإقليمية والمجتمع الدولي وفق مبدأ المصالح المشتركة واحترام السيادة المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

شدد على أن العراق لا يرغب في أن يكون ساحةً للصراعات الدولية، في إشارة إلى إيران والولايات المتحدة، وإنما يسعى إلى أن يصبح نقطة التقاء الجميع. وقال "إن العراق انتصر في معركته ضد الإرهاب، الذي لم يتحقق لولا وحدة مواطنيه ومساندة أصدقائه".. مشيرًا إلى أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق للقضاء على الفكر المتطرف.

الحلبوسي مجتمعًا في لندن مع وزير الاستثمار البريطاني كراهام ستيوارت

ودعا الحلبوسي إلى دعم بلاده وإسنادها من خلال إعادة الإعمار ومشاركة الشركات البريطانية في هذا المجال وإعادة النازحين فضلًا عن الدعم الاستخباري وتدريب القوات العراقية والعمل على إعادة الاستقرار إلى المدن المحررة من تنظيم داعش.. مشددًا على "أن العراق المستقر سيسهم في استقرار المنطقة".

من جانبه، أكد المسؤول البريطاني مواصلةَ دعم بلاده للعراق والتزامها بالوقوف إلى جانبه في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية وجهود إعادة الإعمار.

تعزيز الاستثمارات البريطانية في العراق
كما بحث رئيس مجلس النواب العراقي برفقة وفد نيابي مع وزيرَ الاستثمار البريطاني كراهام ستيوارت بحضور المبعوث التجاري الخاص إلى العراق إيما نيكلسون تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجال الاقتصادي والتنموي.

وأوضح الحلبوسي أن "البيئة الاستثمارية في العراق ملائمة وجاهزة لاستقطاب الشركات الاستثمارية ذات الخبرة والكفاءة".. مؤكدًا حرصَ السلطة التشريعية والتنفيذية في البلاد على مكافحة الفساد وتقليل البيروقراطية التي تعرقل ملف إعادة الإعمار.

من جانبه، أكد المسؤول البريطاني استمرارَ دعم بلاده للعراق، مبيّنًا أن بريطانيا تبحث إيجاد أسواق جديدة لها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأضاف أنه بدعم الشركات البريطانية في الحصول على المشاريع ستتسنى للعراق الاستفادة من الدعم البريطاني بشأن ملف الصادرات المخصص له، والبالغ 10 مليارات دولار لمدة 10 سنوات.

يشار إلى أن المعونات البريطانية إلى العراق قد بلغت حوالى أربعة ملايين دولار من الدعم الإنساني، وأكثر من 180 مليون دولار لتمويل جهود تحقيق الاستقرار للشعب العراقي منذ عام 2014.

وتشهد الصادرات البريطانية من السلع والخدمات إلى العراق ارتفاعًا مضطردًا، وصلت في عام 2017 إلى 800 مليون دولار بزيادة قدرها 10بالمائة عن العام الذي سبقه.