مع تقارير شبه رسمية عن ترتيبات لزيارة محتملة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، لم يتم الكشف عن موعدها، قالت تقارير أخرى إن الرياض وموسكو تستعدان لتعاون في مجالات السياحة، فضلًا عن تعاونهما القائم وتفاهماتهما في مجالات عديدة.&

إيلاف: نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية مقالًا للباحثة والكاتبة المستقلة ماريانا بيلينكايا، تحدثت فيه عن اهتمام السعودية بالسائح الروسي، ونقلت فيه تأكيدًا للمدير العام لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديميترييف، عن إمكانية التعاون بين الرياض وموسكو في المجال السياحي.
&
وقال ديمترييف إن ثمة خططًا لأن يستثمر الصندوق الروسي-الصيني-السعودي، الذي أنشئ بقرار من الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وشركائه، في العام الماضي، في السياحة في المملكة العربية السعودية.

جاء في المقال: المملكة العربية السعودية مستمرة في الإعلان عن نفسها للعالم، على الرغم من الظروف المحيطة بقتل الصحافي جمال خاشقجي. فبحضور ولي العهد محمد بن سلمان، تم عرض أول وجهة سياحية في البلاد، هي منطقة العلا، حيث توجد مواقع تراثية ترعاها اليونسكو.&

خاشقجي
وأشارت الكاتبة بيلينكايا: وهذا حدث ذلك بعد أيام قليلة من إعلان لجنة الأمم المتحدة عن جمع أدلة كافية على "تورط السلطات السعودية في جريمة القتل، وتقدّم أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين بمبادرة لخفض إمدادات الأسلحة إلى المملكة"، فيما تنفي الرياض جميع الاتهامات، وتوضح بكل وسيلة ممكنة أن "قضية خاشقجي" لم تؤثر على علاقات البلاد بالعالم الخارجي.

تضيف الباحثة الروسية: "ومن وجهة نظر تطوير السياحة، هناك مشكلة أخرى. فهذه ظاهرة جديدة بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، التي، حتى وقت قريب، لم تكن تصدر تأشيرات سياحية. وبشكل عام، في مجتمع مغلق مثل المجتمع السعودي، تعد السياحة الشاطئية مشكلة... الخريف الفائت، تم إدخال تأشيرات إلكترونية إلى المملكة على صلة بأنشطة محددة".

وتقول: "إلا أن السعوديين، إضافة إلى إنشاء مشاريع البنية التحتية، سيكون عليهم فعل الكثير لتطوير السياحة، بما في ذلك أن يتقنوا التنظيم أكثر. فعلى سبيل المثال، نسوا ببساطة مجموعة الصحافيين الروس الذين نظموا لهم جولة بمروحية لرؤية جمال العلا، نسوهم على جرف صخري طوال ساعة. إنما حماسة السعوديين تعوّض عن نقص الخبرة والتنظيم. فهم يريدون حقًا أن يكونوا أكثر انفتاحًا، ناهيكم بأن السياحة تعني فرص عمل جديدة، والبطالة (خاصة بين الشباب) واحدة من مشاكل المملكة".

إلى ذلك، فإن نشر المقال يأتي متزامنًا مع تقارير تحدثت عن زيارة يعتزم الرئيس الروسي القيام بها للسعودية تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان أدى زيارة دولة إلى روسيا في أكتوبر 2017.&

تصريحات&
يشار إلى أن تصريحات المسؤولين الروس في الكرملين أو وزارة الخارجية وغيرهما من دوائر القرار تسلط الضوء بين حين وآخر على تطور العلاقات في مجالات عديدة بين الرياض وموسكو.

مثل هذه التصريحات اللافتة تستند دائمًا إلى العلاقات الخاصة التي تربط الرئيس الروسي بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الذي التقاه بوتين لمرات عديدة، في موسكو أو قمم في الخارج، وكانت آخرها قمة العشرين في الأرجنتين، حيث جرت المصافحة الحارة بينهما التي لفتت أنظار العالم حينها.&

وكان ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، رد على سؤال عن المصافحة الحارة بالتعليق: "العلاقات الشخصية الجيدة هي أساس التعاون الثنائي الفعال". وحينذاك، أعلن المتحدث أن الرئيس فلاديمير بوتين سيقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في العام المقبل (أي 2019)، ولكن موعدها لم يتحدد بعد.

ويشير مراقبون إلى أنه في الوقت الذي عرضت فيه قضية خاشقجي العلاقات السعودية - الأميركية إلى الكثير من المطبات، يبدو جليًا في المقابل التقارب السعودي - الروسي، والذي بدأ منذ فترة وتحديدًا منذ تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد "كما شهد البلدان تقاربًا متعدد الأوجه في العديد من الملفات، ربما من أبرزها ما كان على مستوى الطاقة والدفاع".
&