بعد تصريح رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري بأن قرار بريطانيا اعتبار حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي إرهابيًا يخص بريطانيا ولا يخص لبنان، يطرح السؤال حول إمكانية عودة العلاقات إلى مجاريها بين تيار المستقبل وحزب الله.

بيروت: لا يزال خبر وضع حزب الله اللبناني بجناحيه العسكري والسياسي على لائحة الإرهاب في بريطانيا يشغل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بشكل خاص وعدد من الدول العربية بشكل عام.&

وتصدّر اسم حزب الله باللغتين العربية والإنكليزية مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول حاصدًا أكثر من 42 ألف تغريدة انقسمت بين مؤيد ومعارض للقرار.

وعلى الصعيد الرسمي اللبناني، اعتبر رئيس الوزراء سعد الحريري أن القرار البريطاني بإدراج الجناح السياسي لحزب الله اللبناني على قائمة الإرهاب، "يخص بريطانيا ولا يخص لبنان".

تعقيبًا على الموضوع وعلى الرد الدبلوماسي للحريري باتجاه حزب الله، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن الإيحاءات الإعلامية التي تتحدث عن تقارب بين تيار المستقبل وحزب الله تبقى عمليًا تصدر عن مقربين من حزب الله أكثر من تيار المستقبل، ومن بعض المحللين الذين يستندون إلى مظاهر إعلامية من دون التوغل في حقيقة الموضوع، ويلفت علوش إلى ان حزب الله علاقته مع تيار المستقبل تنحصر في إدارة شؤون الدولة في الحكومة اللبنانية، أما العلاقة السياسية والمسائل الأخرى فيختلف الفريقان عليها، خصوصًا أن حزب الله يبقى بنظر المستقبل ميليشيا لا تخضع لسلطة الدولة، وصولاً إلى العلاقات الإقليمية وتبعية حزب الله لإيران، وتأييده للرئيس السوري بشار الأسد، لذلك تبقى علاقة الفريقين فقط من ضمن إدارة شؤون الدولة لا أكثر ولا أقل.

الحوارات

أين أصبحت الحوارات بين تيار المستقبل وحزب الله؟ يؤكد علوش أن اللقاءات التي قامت على المستوى الثنائي نجحت في وقت لم تكن&هناك حكومة تضم تيار المستقبل بحزب الله، من خلال حلحلة بعض الأمور العالقة بينهما، لكن فشلت عشرات الحوارات بين الفريقين في القيام بأمور مجدية بينهما، على المستوى الإستراتيجي، أما الأمور اليومية والتي لها علاقة بإدارة شؤون الناس، فقد قامت بها الحوارات بشكل جيد، ويبقى ان الحوارات ليست مرتبطة فقط بتيار المستقبل لأن حزب الله ليس بخلاف حصرًا مع تيار المستقبل بل مع نصف اللبنانيين من قوى وأحزاب سياسية.

من هنا الحوار لا جدوى له بشكل ثنائي لكن بالتأكيد رئيس الجمهورية يجب أن يدعو الى حوار جماعي لحلحلة الأمور اللبنانية مع حزب الله.

انفتاح على الآخر

ولدى سؤاله في ظل موجة الانفتاحات على الفرقاء في لبنان، هل يمكن أن نشهد انفتاحًا من المستقبل باتجاه حزب الله؟ يؤكد علوش أن القضية مرتبطة بموقف حزب الله في أمور عدة، أولاً لا يمكن أن تتعايش الدولة اللبنانية مع الميليشيا، والسؤال هل حزب الله سيتحول الى حزب سياسي في يوم ما غير مسلح، وكذلك العلاقة الإقليمية هل سيخرج حزب الله من تحت العباءة الإيرانية والتي هي على عداء مع معظم الدول العربية، وكذلك تسليم المجرمين أو المتهمين بقضايا لديها علاقة بالإرهاب وبخاصة قضية رئيس الحكومة الاسبق&رفيق الحريري.

عن استفادة لبنان أمنيًا واقتصاديًا في ظل انفتاح الفرقاء على بعضهم البعض، يرى علوش أن الأمن في لبنان يبقى مسألة تتخطى الحدود، لكن المؤكد أن التفاهم بين الأجهزة الأمنية أدى إلى إحباط معظم العمليات "الإرهابية" بشكل استباقي، من هنا التفاهم على هذا المستوى يفيد لبنان.

ما مصير رسائل حزب الله الإيجابية باتجاه المستقبل والحريري بصورة خاصة؟ يؤكد علوش أن الرسائل الإيجابية يجب أن تترجم على الأرض من خلال تسليم الدولة اللبنانية القدرة على الحسم، أما على مستوى تيار المستقبل فيجب الذهاب إلى تسويات مفيدة على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى القضايا الأخرى.

ويؤكد علوش أننا لا نزال في حكومة ربط النزاع على الرغم من الحديث عن حكومة تؤمّن الإستقرار الوطني، لكن عدا عن ذلك تبقى الأمور متباعدة.

ويلفت علوش إلى أن حزب الله والمستقبل يختلفان تقريبًا في كل شيء، من الداخل الى الخارج.