تعرض طالب في مدرسة مصرية للضرب بقسوة بالعصا والركل على يد معلمه داخل قاعة الدرس. وقررت وزارة التربية والتعليم إيقاف المعلم المعتدي عن العمل وإحالته للتحقيق.

إيلاف من القاهرة: في واقعة جديدة، تثير الرأي العام في مصر، أقدم معلم في مدرسة بمدينة الإسكندرية على ضرب طالب بقسوة أثناء وجوده في قاعة الدرس بالمدرسة أمام أعين زملائه.

ونشر أحد الطلاب مقطع فيديو يظهر المعلم، وهو يضرب الطالب بالعصا بقسوة، ثم يلطمه على خديه، ويبصق في وجهه عدة مرات، بينما حاول أحد الطلاب الآخرين الدفاع عن زميله، إلا أن المعلم نهره، واستمر في ضرب الطالب، الذي يبدو من سياق الفيديو أنه ارتكب سلوكًا مشينًا مع معلمه، ما أثار حنق المعلم ودفعه إلى ضربه بهذه القسوة.

وانتشر مقطع الفيديو بسرعة هائلة بين المصريين، الذين لم يشغلهم حادث حريق قطار محطة مصر عن المطالبة بـ"توقيع عقوبة صارمة على المدرس"، معتبرين أن "ما ارتكبه الطالب من خطأ أيا كان لا يستحق معه الضرب والصفع والإهانة"، بينما دافع آخرون عن المعلم، وتساءلوا عن السبب الذي دفعه إلى استخدام هذا العنف المفرط مع الطالب، إلا إذا كان تعرض لإهانة كبيرة منه.

بينما كشف المعلم ويدعى أشرف عطية، تفاصيل الواقعة، وقال إنه يدرس لطلاب الصف الأول الثانوي بالإسكندرية، مشيرًا إلى أنه بينما كان يشرح الدرس للطلاب على السبورة، فوجئ&بأحدهم يناديه "يا مستر أشرف"، وعندما رد عليه، وجه إليه هذا الطالب تعبيرًا جنسيًا خادشًا للحياء.

وأضاف في تصريحات له، إنه استشاط غضبًا، ورد على الطالب وقال له إن أسرته فشلت في تربيته، منوهًا بأن الطالب لم يكتفِ بما فعله، بل رد على المعلم بأنه شتمه بأمه بألفاظ خادشة للحياء، وتابع المعلم: "تملكني الغضب، خاصة أنه في مثل سن&أولادي، كما أن أمي متوفية، ولا أحد يقبل أن يشتم المعلم بأمه في الفصل الدراسي، ولم أشعر بنفسي إلا أنني&أنهال عليه بالضرب".

وأشار إلى أنه اعتذر للطالب بعد انتهاء الدرس، عندما ذهب الغضب عنه، كما أن الطالب اعتذر له، &وانتهت الواقعة، على حد قوله.

ولفت إلى أنه لم يكن يعلم أن أحد الطلاب يصور الواقعة، وهو يضرب زميله، ونشرها عبر حسابه على فيسبوك، مشيرًا إلى أن الطالب الذي صور الواقعة لم يعرضها كاملة أمام الرأي العام، حتى يمكن الحكم على ما حصل، بل صور واقعة الضرب، ولم يصور أو لم ينشر واقعة السب والشتم والإهانة التي تعرض لها هو، مما وضعه في موضع المعلم الظالم والقاسي، على حد قوله.

تحقيق

ومن جانبها، أعلنت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، أنها قررت إحالة المعلم للتحقيق، واستبعاده من مدرسة الثانوية الصناعية بمنطقة أبيس الرابعة، لحين انتهاء التحقيقات بالشؤون القانونية بإدارة شرق الإسكندرية التعليمية، لكنها لم توضح أسباب الواقعة بشكل رسمي.

وتنتشر ظاهرة الضرب في المدارس المصرية، وتجرم وزارة التربية والتعليم هذا السلوك رسميًا، ويتعرض المخالفون للعقوبة التأديبية أو الجنائية.

وقال القاضي السابق، المستشار جمال المنسي، إنه ووفقًا لقانون العقوبات تصنف عقوبة استخدام العنف أثناء التعليم، على أنها جنحة، وتتراوح عقوبة المعلم الجاني إلى الحبس ما بين 24 ساعة إلى ثلاث سنوات.

وأضاف أن درجة العقوبة يقررها القاضي على قدر الإصابة التي تعرض لها الطالب، فإذا نتجت&عن فعل الضرب عاهة مستديمة أصبحت جناية، ويعاقب المدرس بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.

ومن جانبها، قالت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها: "الطفل قبل البلوغ ليس مكلَّفًا، فوجب التعامل معه - بغير ضرب - على جهة التأديب والتربية فقط لا على جهة العقاب؛ لأن العقاب إنما يكون على ارتكاب محرَّم أو ترك واجب".

وأضافت: "أما تلاميذ المرحلة الثانوية فالتعامل معهم يكون من منطلق أنهم مكلَّفون بالغون، والبالغ لا يُضرَبُ إلا في حدٍّ أو تعزير، وهو من سلطة ولي&الأمر ولا يكون إلا بإذنه، وإذا رأى ولي الأمر منعَ الضرب في المدارس بمراحلها المختلفة، بل وتوقيع&العقوبة على مُمارِسِهِ، فله ذلك شرعًا، ويجب الالتزام به".