شنت المؤسسات الحكومية المصرية وجميع وسائل الإعلام هجومًا حادًا على إحدى الألعاب الإلكترونية التي راجت أخيرًا في &مصر، وكانت سببًا مباشرًا في حصد العديد من الأرواح على غرار لعبة الحوت الأزرق، التي حصدت أرواح مئات الأطفال؛ لما فيها من خاصية تفاعلية تجعل الأطفال يعيشون داخل اللعبة وتجعلهم لا يستطيعون الفصل بين الخيال والواقع.

إيلاف من القاهرة: شن العديد من المؤسسات الحكومية والدينية والإعلامية حملات توعية لتحذير المواطنين من استخدام لعبة "مومو"، وهي إحدى الألعاب الإلكترونية التي ظهرت خلال نهايات العام الماضي، إلا أن صيتها ذاع خلال الفترة الأخيرة في صفوف المجتمع المصري.&

وحذرت الجهات الأمنية المصرية من خطورتها على أمن وسلامة المواطنين، حيث أدت إلى مقتل بعض الأطفال، ولمن لا يعرف فإن اللعبة سميت على اسم "مومو"، وهي شخصية خيالية مخيفة مستوحاة من صورة لأحد التماثيل الموجودة في متحف الفن المرعب في الصين، وهي لعبة تستهدف مستخدمي واتس آب عند تحميلها على الهواتف المحمولة، حيث تستمر في طرح الأسئلة على الأطفال، على أن تتم الإجابة مرة واحدة عن أسئلتها، ومن المرجح أن تكون اللعبة من إنتاج مبرمج ياباني، حيث إن الرقم الخاص بها يحمل كود اتصال داخل طوكيو.

تسببت اللعبة بحالة من الذعر داخل العديد من البلدان، الأمر الذي جعلها تدرج تحت بند الألعاب المحظورة لخطورتها الكبيرة، حيث إنها تحضّ الأطفال على فعل تصرفات سيئة تجاه الأشخاص المحيطين بهم وتجاه أنفسهم في الوقت نفسه، الأمر الذي كاد أن يتسبب في وفاة طفلة صغيرة جراء اللعب بها.

العالم الافتراضي

من جانبه أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه تابع عن كثب ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من ألعاب تخطف عقولَ الشباب خاصة وكثيرًا من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عقباه، ومن ذلك ما انتشر أخيرًا كلُعبة تُدعى "مومو" وما يماثلها، وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب، وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و"pubg".

أضاف المركز أن هذه اللعبة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرّض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبّي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية؛ لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة "البقاء للأقوى".

رصد قسم متابعة وسائل الإعلام في المركز أخبارًا عن حالات قتل من قبل مستخدمي هذه اللعبة، وقد نهانا الله عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين، فقال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، كما قال "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ".

وحذر مركز الأزهر العالمي للفتوى من خطورة هذه الألعاب وأهاب بالسادة العلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع، والتأكيد على حُرْمة هذا النوع من الألعاب؛ لخطورته على الفرد والمجتمع، ويجرم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية هذا النوع من الألعاب، ويهيب بأولياء الأمور وكل الفاعلين في المجتمع والجهات المختصة بمنع هذا النوع من الألعاب.

جرائم قتل

وقع&خلال الأيام الماضية العديد من حوادث القتل بسبب انتشار الألعاب الإلكترونية بين الأطفال، حيث لقي طفل مصري يبلغ من العمر 15عامًا، مصرعه في الكويت، إثر تلقيه طعنة نافذة في القلب من قبل أحد أصدقائه المصريين الذي يصغره بعام واحد بعد مشاجرة اندلعت بينهما، وسقط الجاني خلال وقت قياسي في قبضة رجال المباحث الجنائية.

وكشفت التحقيقات الأولية أن القتيل والضحية صديقان، وأن سبب الخلاف بدأ في لعبة "PUBG" ثم تطورت الأمور بينهما وتحوّلت إلى مشاجرة من لعبة العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، كما اعترف الجاني بأن المجني عليه كان يعايره بأمه السيلانية.

كما قام طفل عمره عشر سنوات بقتل زميل له في المرحلة الابتدائية كانوا يقومون بممارسة اللعب، ووقع بينهما خلاف أدى إلى قيام الأول بطعن زميله في البطن، حيث تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من إحدى المدارس في محافظة القليوبية، عن حدوث شجار بين طالبين في المرحلة الابتدائية، نتيجة الخلاف على ممارسة إحدى الألعاب الإلكترونية، مما أدى إلى وفاة أحدهم نتيجة طعن في البطن أدى إلى نزيف حاد.

حظر التداول

من جانبه، قال ياسر مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات في جامعة عين شمس: "إنه لمن الصعب تطبيق قانون لحظر الألعاب الإلكترونية؛ لأنها لا توجد على قائمة التطبيقات، بل هي متاحة "أونلاين" للجميع، وبالتالي ليس أمام الحكومة المصرية سوى التحذير من استخدام هذه الألعاب، وجميع المؤسسات الدينية والاجتماعية والإعلامية والشبابية مطالبة بالمشاركة في حملات التوعية".

أكد خبير تكنولوجيا المعلومات، لـ"إيلاف"، أن لعبة "مومو" من ألعاب الواقع الافتراضي التي ظهرت خلال الأعوام الأخيرة، والتي يركز عليها المطورون وخبراء البرمجيات، ولكن ليس هدفها سرقة البيانات أو التجسس على الهواتف المحمولة، ولكنها تطلب في رسائل عبر الواتساب الإجابة عن أسئلة على غرار الاسم والعمر والعمل والحالة الاجتماعية، ثم تسأل عن الرغبة في الاستمرار في اللعب من عدمه.

خطورة أمنية

في السياق عينه، قال&علي المليجي، خبير علم النفس السياسي، لـ"إيلاف": "إن الدراسات التي قامت داخل مراكز البحوث الاجتماعية أثبتت مدى خطورة الألعاب الإلكترونية على نفسية الأطفال، حيث تسبب في اكتساب السلوك العدواني، وبالتالي فإنه ينتظر في حالة استمرار انتشار تلك الألعاب خلق جيل لديه الإقبال على العنف، والقتل والإرهاب لاحقًا، وهذا مكمن الخطورة الأمنية على سلامة المجتمع المصري من انتشار تلك الألعاب بين الأطفال في الوقت الحالي".

وطالب جميع جهات الدولة، وعلى رأسها المؤسسات التعليمية والإعلامية، بالتحذير من خطورة تلك الألعاب سواء على المستوى الاجتماعي أو الأمني للمجتمع المصري.

&