يتساءل الكثيرون عن مصير التسوية الرئاسية بين رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون بعد خروج الصدام بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر إلى العلن.

إيلاف من بيروت: يعتبر المعنيون أنه منذ إبرام التسوية الرئاسية، وانتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية في 31 أكتوبر 2016، لم يخرج الصدام بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" إلى العلن مثل يومنا هذا.

ويؤكدون أنه لا شكّ أن معظم القوى السياسية الكبرى والأساسية تعيش تحت خيمة التسوية الرئاسية، حتى لو ظهرت خلافاتهم إلى العلن، لكن الجميع بات محكومًا بالعودة إلى روحية التسوية، لأن الكباش السياسي عاديّ في حياتنا الديمقراطية، لكون الأطراف السياسية ليست حزبًا واحدًا يتبع&قائدًا أوحد، بل لكل فريق رأيه وموقفه السياسي.

التسوية
تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك تسوية بين عون والحريري أنضجت انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، هذه التسوية من أبرز بنودها أن ينأى لبنان بنفسه عن كل الضغوطات الخارجية، وقد قبلت كل الأطراف من خلال هذه التسوية مجمل الأمور والبنود الموجودة فيها، ويتساءل طعمة ما الذي جرى اليوم كي تتغيّر الأمور؟.&

النازحون
ويلفت طعمة إلى أن الجميع متضايق من وجود النازحين السوريين في لبنان، ولا أحد يستطيع تحمّل وزر وجودهم، ويجب أن يعودوا اليوم قبل الغد، وهذا قد يحصل مع بروز المبادرة الروسية، ولكن من يتجرأ أن يضمن للسوريين عدم أذيتهم في سوريا، واليوم الحريري يقول إنه لا يتجرأ على قبول عودة النازحين إلا من خلال قرار وضمانات من الأمم المتحدة بسلامتهم.

مع كل هذه الأمور تصبح التسوية الرئاسية في خطر، يضيف طعمة، "وكل لبنان أيضًا سيواجه الخطر أيضًا، فكل الدول تدعم لبنان، ويجب أن نكون موحدين كي يستمر هذا الدعم الدولي لنا".

عون والحريري
وردًا على سؤال هل ستشهد العلاقة بين الحريري وعون تصدعًا في المستقبل؟. يجيب طعمة أن الحريري حريص على هذه العلاقة حتى لو كان الأمر على حساب شعبيته، لأنه يعتبر أن مصلحة لبنان أهم من مصلحته الشخصية، والحريري من أجل لبنان لا مشكلة لديه في أن يتنازل، وعون في المقابل يبقى أيضًا حريصًا على العلاقة مع الحريري، ويقول إن "الحريري يبقى شخصًا مسؤولًا، ويجب أن تستمر العلاقة معه، من هنا لا تأثير لما يجري على العلاقة بين الفريقين".

قاعدة الحريري
عن قاعدة الحريري الشعبية هل فعلًا لا تزال تؤيّد عون، وما موقف الحريري بالنسبة إلى قاعدته الشعبية؟. يؤكد طعمة أن الحريري يمثّل الإعتدال في لبنان، ورغم كل الضجيج فالجميع يريد الاعتدال في لبنان، وبعض جمهور الحريري يرى أن الطائفة السنيّة مغبونة اليوم، لكن هذا لا يعني أن الشعب ترك الحريري، وذهب إلى مكان آخر، رغم كل الضجيج من هنا وهناك، فالشارع السني وكل الشارع المعتدل في لبنان، لا يزال يؤيّد نهج رفيق الحريري، واليوم نهج ابنه سعد الحريري.

عون أم باسيل؟
عن مشكلة الحريري الرئيسة هل هي مع رئيس الجمهورية ميشال عون أم مع صهره وزير الخارجية جبران باسيل؟، يلفت طعمة إلى أن المشكلة ليست مع عون، وتبقى المشكلة آتية من بعض تصاريح باسيل التي يدلي بها من وقت إلى آخر.

عن كيفية حل كل التباينات مع التيار الوطني الحر، يرى طعمة أن الأمر يبقى صعبًا ومستحيلًا، غير أن العلاقة بين الحريري وعون تتضمن الكثير من الضمانات، ويجب أن تستمر، فرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هما حريصان اليوم على وحدة لبنان واستمرار العيش المشترك فيه.
&