بانكوك: أصدر ملك تايلاند ليل السبت بيانا نادرا عشية أول انتخابات يجريها المجلس العسكري الحاكم في البلاد منذ نحو خمس سنوات، استعاد فيه دعوة والده الراحل إلى تأييد قادة "أخيار" من أجل تفادي "الفوضى".

ويأتي بيان الملك ماها فاجيرالونغكورن بعد أقل من شهرين من نسف قرار ملكي ترشيح حزب مرتبط برئيس الوزراء السابق الملياردير تاكسين شيناواترا شقيقته الأميرة أوبولراتانا لرئاسة الحكومة.

ولاحقا حلّت المحكمة الحزب في فصل جديد من فصول التقلّبات السياسية التي تشهدها البلاد.

واعتبر حينها الملك ترشيح شقيقته لرئاسة الوزراء خطوة "غير ملائمة"، فيما أكد بيان صادر عن القصر أن "الملكة وولي العهد وأفراد الأسرة المالكة يفترض أن يكونوا فوق السياسة ولا يمكنهم تولي وظائف عامة لان ذلك مخالف للدستور".

وكان انقلاب أطاح في عام 2006 تاكسين شيناواترا الذي اختار بعد عامين المنفى، علما أن الأحزاب المؤيدة له فازت بكافة الانتخابات التي شهدتها تايلاند مذّاك.

والجمعة حلّت أوبولراتانا ضيف شرف على حفل زفاف ابنة تاكسين شيناواترا وسرعان ما انتشرت صور لها وهي تعانق الملياردير التايلاندي مبتسمة.

وقد تضمّن البيان الملكي عبارات استخدمها الملك الراحل بوميبول أدولياديج عندما دعا في عام 1969 الشعب إلى "دعم الأخيار لحكم المجتمع والسيطرة على الأشرار" لمنعهم من "خلق الفوضى".

ودعا فاجيرالونغكورن الشعب إلى "تذكّر وإدراك" فحوى عبارات والده الذي توفي في عام 2016.

ويأتي بيان الملك قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع في أول انتخابات تشهدها البلاد منذ انقلاب عام 2014.

ودعا الملك الشعب والجيش والشرطة والخدمة المدنية إلى الاستجابة لكلمات والده.

وتابع البيان أن "صاحب الجلالة قلق بإزاء استقرار الأمة ومشاعر الشعب وسعادته".

ويخوض مجلس عسكري ملكي وحلفاؤه الانتخابات في مواجهة الماكينة الانتخابية الناجحة التابعة لشيناواترا.

- لعبة أرقام -
ورشّح حزب فالانغ براشارات التابع للمجلس العسكري قائد الجيش الذي أصبح رئيسا للحكومة العسكرية برايوت شان أو شا لرئاسة الوزراء. ويتعرّض الحزب لضغوط كبيرة لتحقيق نتيجة جيدة في انتخابات تشكّل عمليا استفتاء على شعبيته.

وكان برايوت أطاح في عام 2014 الحكومة المدنية التي ترأستها شقيقة تاكسين يينغلوك، في انقلاب هو الثاني عشر في البلاد في أقل من قرن.

وقد وضع المجلس العسكري أنظمة جديدة للانتخابات تهدف إلى الحد من عدد المقاعد التي يمكن للأحزاب الكبرى، وتحديدا حزب شيناواترا "فو تاي"، الفوز بها.

ويتوقع أن يحقق الحزب فوزا كاسحا في شمال البلاد وفي معاقله في شمال شرق تايلاند ويسعى إلى تشكيل تحالف ضد المجلس العسكري.

ومن المفترض أن يمنح مجلس شيوخ مؤلف من 250 عضوا عيّنهم المجلس العسكري، اضافة الى نظام نسبي، حزب فالانغ براشارات التابع للمجلس العسكري الفوز في الانتخابات.

ويحتاج الحزب بالإضافة إلى أصوات مجلس الشيوخ إلى الفوز بـ126 مقعدا في مجلس النواب لضمان الغالبية البرلمانية.

في المقابل يحتاج حزب "فو تاي" إلى الفوز بـ376 مقعدا في مجلس النواب للحصول على الغالبية المطلقة، وهو أمر شبه مستحيل من دون تشكيله تحالفات معقّدة مع أحزاب مؤيدة للديموقراطية.

وتعتمد تايلاند نظام الملكية الدستورية. لكن الملك يتمتع بصلاحيات غير محدودة كما تحظى العائلة المالكة في تايلاند بحماية قانون صارم.