دانت منظمة العفو الدولية قيام السلطات الإيرانية سرًا بإعدام صبيين لم يتجاوزا من العمر 17 عامًا وذلك بعد جلدهما، واعتبرت تلك الحادثة "انتهاكًا مروّعًا" للقانون الدولي و"ازدراء تامًا" لحقوق الطفل.

إيلاف: أكدت منظمة العفو الدولية، في بيان لها أصدرته قبل يومين، أن سلطات إيران أعدمت الفتيين&القاصرين&مهدي سهرابي‌ فر، وأمین صداقت، يوم 25 أبريل الماضي، في سجن عادل أباد في شيراز، في مقاطعة فارس في جنوب إيران.

زيارة عائلية من دون إحاطة
بحسب بيان المنظمة الدولية، فإن السلطات الإيرانية كانت ألقت القبض على الصبيين وهما في عمر 15 عامًا، وتمت إدانتهما في تهم اغتصاب متعددة إثر محاكمة وصفتها المنظمة بالـ"جائرة".

لم يكن الصبيان يدركان - كما توضح أمنستي - أنه قد حُكم عليهما بالإعدام حتى وقت قصير قبل تنفيذ إعدامهما، وكانت آثار الجلد ظاهرة بوضوح على جسديهما، ولم يتم إخبار أسرتيهما ولا محاميهما بعملية الإعدام.

تجدر الإشارة إلى أن القاصرين كانا محتجزيْن في مركز إصلاح الأحداث في شيراز منذ 2017. وفي 24 أبريل الماضي، نُقلا إلى سجن عادل آباد. وفي اليوم نفسه فقط، سُمح لعائلتيهما بزيارتهما، إلا أنه لم يتم إخبارهم بأن هذه الزيارة هي "الأخيرة" والوداعية تمهيدًا لتنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما.

تجاهل القوانين الدولية
تلقت العائلتان فجأة في اليوم التالي 25 إبريل 2019 مكالمة من منظمة الطب الشرعي الإيرانية، وهي مؤسسة حكومية للطب الشرعي، تبلغهما بتنفيذ الإعدام بحق ابنيهما، وتطلب منهما تسلّم الجثتين.

أسف فيليب لوثر، مدير البحوث وكسب التأييد للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، للحادثة الشنيعة. وقال: "لقد أثبتت السلطات الإيرانية مرة أخرى أنها على استعداد، بشكل مثير للاشمئزاز، لإعدام الأطفال، في تجاهل صارخ للقانون الدولي".

ورجّح أن "السلطات الإيرانية يبدو أنها لم تُعلم هذين الشابين، بحكم الإعدام الصادر بحقهما على مدى عامين، وعرّضتهما للجلد في اللحظات الأخيرة من حياتهما، ثم نفذت عملية الإعدام فيهما سرًا".

الأكثر إعدامًا للأطفال
لوثر أكد أن "استخدام عقوبة الإعدام ضد الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عامًا وقت ارتكاب الجريمة أمر محظور تمامًا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويشكل اعتداء صارخًا على حقوق الطفل".

يشار إلى أن إيران لا تزال من أكثر دول العالم تنفيذًا لأحكام الإعدام بحق الأطفال. وسجلت منظمة العفو الدولية إعدام 97 شخصًا في إيران، كانوا قاصرين لدى ارتكابهم جريمتهم، بين عامي 1990 و2018. ولا يزال أكثر من 90 شخصًا عرضة لخطر الإعدام.