أدت العقوبات على صناعة النفط الإيراني إلى هبوط حاد في اقتصاد الدولة
AFP

أثارت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تساؤلات حول موقف إيران إزاء بدء سريان قرار واشنطن عدم تمديد الاستثناءات الممنوحة لعدد من الدول لشراء النفط الإيراني دون التقيد بالعقوبات الأمريكية على طهران.

وأعرب معلقون عن قلقهم إزاء تهديد قوات الحرس الثوري الإيراني مؤخراً بإغلاق مضيق هرمز البحري الحيوي، بينما توقع آخرون اضطرار إيران إلى "الرضوخ إلى نداءات المجتمع الدولي".

ويطبَّق القرار بدءا من شهر مايو/أيار، ويشمل دولاً حليفة مقربة من الولايات المتحدة قد تواجه الآن عقوبات في حالة استمرارها في شراء النفط الإيراني.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الهدف هو "حرمان النظام (الإيراني) الخارج على القانون من الأموال التي يستخدمها في زعزعة استقرار الشرق الأوسط".

"توازن رعب"

في صحيفة رأي اليوم اللندنية، حذر عبد الحي زلوم من أن "الأيام القادمة خطيرة بكافة المقاييس حيث أن الخطأ في الحسابات أو النتائج عن قانون العواقب غير المحسوبة ستقود إلى حسابات خاطئة ومدمرة".

وأضاف الكاتب: "هناك توازن رعب وليس توازن ردع بين إيران والقوة التي تدعمها وبين الولايات المتحدة وحلفائها ممن تدفعهم ليكونوا وقوداً لحروبها ومصالحها من حيث يعلمون أو لا يعلمون ... وإذا اشتعلت الاشتباكات العسكرية فمن البديهي أن قوة الولايات المتحدة هي الأعتى في التاريخ لكنها وبالرغم من ذلك فقد هُزمت في كل حروبها في القرن الواحد والعشرين".

وحذر محمد نادر العمري في صحيفة الوطن السورية من أن الأيام القادمة "تبدو أنها حبلى بالتصعيد وهذا التصعيد قد يكون ضمن ثلاثة احتمالات. الأول: تصعيد عسكري مضبوط ومحدود ضمن توظيف الوكلاء مجدداً في استهداف القوات الإيرانية... الثاني: التوجه نحو فرض المزيد من العقوبات على إيران... الثالث: التصعيد الشامل وفي هذا السيناريو الذي تبدو مؤشراته حتى اللحظة أقل ولكنه وارد الحدوث".

وأشار الكاتب إلى أن إيران "قد تقدم على إغلاق مضيق هرمز... هذا المضيق بأهميته الجغرافية الذي يعتبر شريان الحياة والرئة بالنسبة لإيران ودول الخليج... ولكن إغلاقه قد يعني إغلاق إيران على ذاتها، وهذا قد يكون هدفا أمريكيا بحد ذاته".

من جهة أخرى، انتقد ياسر الزعاترة في الدستور الأردنية سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران "التي يمارس معها الابتزاز أيضا من أجل الصهاينة، وليس من أجل عيون الدول العربية، وسواءً دفعت الأخيرة أم لم تدفع، فإن البرنامج ماضٍ على حاله".

هل تغير إيران سياساتها؟

أشار بشير عبد الفتاح في صحيفة الحياة اللندنية إلى أن النظام الإيراني أصبح "أكثر قرباً من أي وقت مضى إلى الرضوخ مضطراً إلى نداءات المجتمع الدولي ومطالباته، في ما يتصل بتغيير سياساته العدوانية حيال محيطه الإقليمي وعلى المستوى الدولي، ويبدو أن هذا التفنن الأميركي والدولي في آليات وأساليب الضغط على إيران بدأ يؤتى أكله".

وأضاف الكاتب: "بمرور الوقت، بدأت تلوح في الأفق إشارات لتحول جوهري في تفكير النظام الإيراني، تمهيداً لتغيير سياساته بشكل تدريجي، على نحو بدا جلياً على مستويات عدة: أولها، جنوح الولي الفقيه للإقلاع عن تهديداته الجوفاء والاتجاه إلى توسّل سبل يظنها كفيلة بطمأنة جيرانه العرب".

في سياقٍ متصل، كتب مصطفى فحص في الشرق الأوسط اللندنية تحت عنوان "هل تنكسر إيران أمام ترامب؟": "بعد أقل من 48 ساعة على دخول المرحلة الثانية من العقوبات الاقتصادية حيز التنفيذ، لم يعد النظام الإيراني قادراً على ضبط انفعالاته، وهو يدخل 'مرحلة اليأس من الوصول إلى صفقة مع واشنطن تفتح الطريق أمام تسوية باتت مستحيلة مع إدارة تتمسك بمطالب تعجيزية'؛ التي من شأنها، إن طبقت، أن تفتح السؤال حول سلوك النظام ونفوذه مستقبلاً".

وفي صحيفة البيان الإماراتية، قال محمد خلفان الصوافي: "نية إدارة الرئيس ترامب، وإصراره في تطبيق العقوبات، وفق ما هو موضوع له، تبرهن على أن النظام الإيراني سيكون أمام خيارين اثنين، أحلاهما مُر؛ عليه: إمّا أن يتجه نحو تغيير سلوكه، وهذا هو المطلوب، أو التضييق عليه من أجل استفزاز الرأي العام الداخلي عليه، الذي لم يعد تنطلي عليه ألاعيب النظام في إنفاق الأموال لمليشيات خارجية، لقيام ثورة ضده".