إيلاف من لندن: أعلن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش أنه قد أكمل استخراج الرفات من 12 مقبرة جماعية في قرية كوجو بقضاء سنجار العراقي موطن الايزيديين.. فيما دعا الصدر متظاهريه الى الهتاف للعراق وحده&لابعاده عن تداعيات حرب أميركية إيرانية متوقعة.

وفي التقرير الثاني&ليونيتاد (فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش) المقدم الى مجلس الأمن مساء امس والذي يعرض بالتفصيل التقدم الذي أحرزه فريق التحقيق في تنفيذ ولايته لدعم الجهود المحلية لمساءلة داعش في جمع الأدلة للجرائم التي ترقى لجرائم الحرب، جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل التنظيم في العراق.&

وقد أبلغ يونيتاد الذي أنشئ بموجب قرار مجلس الأمن 2379 لعام (2017)، في تقريره الى مجلس الامن واطلعت على نصه "إيلاف" الجمعة، ان الموظفين الأساسيين و المرافق الخاصة بفريق التحقيق وسياقات جمع الأدلة متوفرة حالياً في العراق، في حين ان الوثائق الأولية، والمواد الرقمية، ولوازم شهادات الشهود، والأدلة الجنائية يتم جمعها تماشيا مع إستراتيجية التحقيق.

وقد اطلقت يونيتاد خلال فترة اعداد التقرير أنشطتها الاولية لجمع الأدلة الجنائية في قرية كوجو في منطقة سنجار العراقية الشمالية، حيث تضمنت هذه العملية ابتداءً من الخامس عشر من مارس 2019 استخراج الرفات من سلسلة مقابر جماعية في القرية المذكورة وتم انجاز العمل بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية العراقية وبالأخص دائرة المقابر الجماعية التابعة لمؤسسة الشهداء ودائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة وبدعم وإرشاد متخصص من جانب خبراء يونيتاد.

وأشارت يونيتاد الى انه من خلال العمل الوثيق مع السلطات المحلية و مجاميع الدفاع عن الناجين، جرى اكمال استخراج الرفات من 12 مقبرة من مجموع 16 مقبرة جماعية تم تحديدها في قرية كوجو، حيث عمل فريق التحقيق على التأكد ايضاً من ان جميع المواد ذات الصلة بالادلة التي جُمعت من تلك المواقع يتم تخزينها وحفظها طبقا للمعايير الدولية.

وأفادت يونيتاد في تقريرها عن بدء العمل على تحديد الطرق الفعالة للاستفادة من الأدلة التي تم جمعها، من بين تلك الطرق التشاور مع بضع&دول في ما يخص استخدام الأدلة التي جمعت في المرافعات المحلية الجاري تنفيذها ذات الصلة بجرائم داعش.

وأضافت أن هذا الدعم المقدم من السلطات قد حظي بتعاون أوسع من شخصيات قيادية بارزة لعدد من الطوائف الدينية والعرقية في العراق لتشمل السنة والشيعة والمسيحيين والأيزديين والكاكائيين والشبك والتركمان.

وأوضحت يونيتاد ان التنفيذ الفعال للولاية المنوطة بفريق التحقيق قد شهد تنوعاً وتضمين شكلت الجزء الأساسي من روحية وشخصية يونيتاد، حيث يشكل الاناث نسبة 55% من الفريق الحالي، من ضمنهم أكثر من 50% في مناصب تنفيذية، كما ان الموظفين العراقيين يمثلون اكثر من ثلث الكادر من اصحاب الخبرة العملية.

واكدت يونيتاد انها مستمرة في زيادة طاقم فريقها وتوسيع عملياتها في العراق بالتزامن مع عملها دوليا لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش.

يشار الى ان فريق (يونيتاد) قد انشئ عام 2017 لدعم الجهود المحلية الرامية إلى مساءلة عناصر تنظيم داعش عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية، من خلال جمع الأدلة في العراق وحفظها وتخزينها بما يتماشى مع المعايير الدولية.&

&وقد كلف مجلس الامن المستشار الخاص رئيس فريق التحقيق بالدعوة على نطاق العالم الى المساءلة عن الأفعال التي قد ترتقي إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية التي ارتكبها داعش فيما تعمل يونتاد مع الناجين بطريقة تتماشى مع القوانين الوطنية لضمان تحقيق مصالح الناجين في مساءلة داعش بشكل كامل.

وكان قد تم البدء منتصف مارس&الماضي بفتح المقابر الجماعية للايزيديين في قرية كوجو بقضاء سنجار في محافظة نينوى العراقية الشمالية من اجل مساءلة عناصر تنظيم داعش عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبوها.&

واشارت يونيتاد الى ان الدلائل تشير الى أن المئات من سكان كوجو - رجالا وفتيان بسن المراهقة ونساء ينظر اليهن ممن فاتهن سن الإنجاب - قُتلوا على يد مقاتلي داعش في شهر&أغسطس عام 2014، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل وقد كان من المفهوم ان النساء والفتيات فوق سن التاسعة قد أجبرن على الاسترقاق الجنسي، حيث عانين من مجموعة واسعة من الانتهاكات ويقال إن الصبيان الذين تجاوزوا سن السابعة قد تم تجنيدهم قسراً للقتال كجزء من داعش.

&وقد تم تصنيف جرائم تنظيم داعش ضد الايزيديين من قبل العديد من المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية على انها ابادة جماعية، حيث قام عناصر التنظيم بالسيطرة على قضاء سنجار في الرابع من أغسطس عام 2014 وقتلوا الالاف منهم وسبوا العديد من النساء الإيزيديات، بينما هرب البقية إلى جبل سنجار حيث حوصروا هناك لعدة أيام ومات العديد منهم بسبب الجوع والعطش والمرض إلى أن تم بدعم جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من تأمين هروب الإيزيديين من جبل سنجار إلى مناطق أكثر أمانا وخدمة.

الصدر يدعو متظاهريه للهتاف للعراق وحده لتجنيبه حربا أميركية إيرانية

دعا مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري المشاركين في تظاهرات حاشدة ستنظم مساء اليوم في عموم العراق باستثناء محافظة النجف لدعم تجنيب البلاد "ويلات الحرب المرتقبة" على خلفية التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة الى الهتاف&للعراق وحده وتقبيل ارضه بصورة موحدة لترمز الى عشق الوطن.

وناشد التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي والسياسي مقتدى الصدر المتظاهرين الذين سيخروجون في التاسعة من مساء الجمعة في عموم البلاد الى رفع العلم العراقي وحده وحمل الورود والازهار البيضاء التي ترمز للسلام وحمل اغصان الزيتون ولبس الزي العراقي واطلاق حمائم بيضاء واطلاق بالونات عليها العلم العراقي أو الهشتاكات باللغات الثلاث&العربية والانكليزية والفارسية لعلها تصل الى سفارتي واشنطن وطهران.

ودعا المتظاهرين الى ارتداء قبعات بيض ترمز للتضحية من اجل العراق واطلاق هتافات موحدة لا تستهدف احدًا بل لنصرة العراق وسلامته فقط وتقبيل ارض الوطن بصورة موحدة لترمز عن عشق الوطن.

وكان الصدر حذر الاثنين الماضي من ان الحرب بين إيران وأميركا ستكون نهاية للعراق، مؤكداً ان أي طرف يزج العراق في الحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدواً للشعب العراقي.. وقال "نحن بحاجة الى وقفة جادة مع كبار القوم لابعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الاخضر واليابس فتجعله ركاماً".

وأوضح أن "التظاهرات تأتي دعما لأمن العراق وسلمه، وإبعادا له عن الصراعات الإقليمية والدولية، ولتجنيبه ويلات الحرب المرتقبة في المنطقة، والتي يجب ألا يكون العراق فيها طرفا ولدفع الحكومة بل الجميع بهذا الاتجاه".

وشدد على أن العراق وشعبه لا يتحملان حربا، مؤكدا الحاجة إلى السلام والإعمار، وأن أي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدوا للشعب العراقي.

وتصاعدت مؤخرا لهجة التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران بعد تصعيد العقوبات الأميركية إلى مستوى استهداف "تصفير صادرات النفط الإيراني" وهو ما ردت عليه طهران بإعلان تعليق التزامها ببعض بنود الاتفاق النووي مع القوى الغربية.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادرها أن واشنطن تلقت معلومات حول تخطيط إيران لاستهداف مصالح واشنطن في العراق وسوريا واليمن، إضافة إلى تهديدات محتملة أخرى لمصالح أميركية في منطقة الخليج، تمثل في هجمات باستخدام طائرات مسيرة. وأكدت المصادر أن معظم تلك التهديدات سيتم تنفيذها ضد المصالح الأميركية بواسطة جماعات مسلحة موالية لطهران في تلك البلدان.