أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس الاثنين في الدار البيضاء، على إعطاء انطلاقة البرنامج الوطني لدعم المشاريع الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين لموسم رمضان 2019، والذي يستهدف تحقيق الاندماج الاجتماعي والمهني لهذه الفئة من المواطنين.
إيلاف من الرباط: سيستفيد من هذا البرنامج، الذي تنفذه مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، 478 سجينًا سابقًا ينحدرون من جهات: الدار البيضاء - سطات، والرباط - سلا - القنيطرة، ومراكش آسفي، والشرق، وفاس - مكناس، وطنجة - تطوان -الحسيمة، والعيون - الساقية الحمراء، وكلميم - واد نون، وسوس - ماسة، ودرعة - تافيلالت. ورصد له خلال هذه السنة اعتماد مالي إجمالي يفوق 13.5 مليون درهم (1.43 مليون دولار)، مقابل 8.1 مليون درهم (852 ألف دولار) برسم السنة الماضية.
يقوم برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين رمضان 2019، على تقديم دعم مالي أو توفير التجهيزات للسجناء السابقين الحاملين لمشروع حياة فردي، يرتبط على الخصوص، بقطاعات التجارة، والصناعة والخدمات، والصناعة التقليدية، والمطعمة، والفلاحة، والبناء.
تتم صياغة مشروع الحياة الفردي بناء على تشخيص يتم إنجازه خلال فترة تمضية العقوبة السجنية بمساعدة مصلحة التهييء لإعادة الإدماج، وذلك في انسجام مع تكوين وخبرة المستفيدين وحاجيات سوق العمل.
يوجد من بين المستفيدين من هذا البرنامج، 18 شخصًا تمت إدانتهم في قضايا التطرف والإرهاب، وشاركوا في برنامج "مصالحة" الرامي إلى إعادة إدماج هؤلاء السجناء، ومصالحتهم مع المجتمع.
تعكس هذه المبادرة ذات الحمولة الاجتماعية القوية، الاهتمام الخاص الذي يوليه العاهل المغربي، لمستقبل المواطنين نزلاء المؤسسات السجنية، وعزمه الوطيد على تمكينهم من إدماج اجتماعي ومهني ملائم من دون تمييز أو استثناء، وذلك بمجرد إطلاق سراحهم.
كما تجسد الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز الأمن داخل المجتمع، ومحاربة الانحراف، وخفض معدل حالات العود مع إحداث أنشطة مدرة للدخل بغية تحسين مستقبل ومستوى عيش الأشخاص الذين سبق لهم خرق القانون.
يندرج برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين - رمضان 2019 في إطار الإستراتيجية المندمجة لإعادة الإدماج الاجتماعي والمهني التي تنفذها المؤسسة، والتي مكنت خلال سنة 2018، من تشغيل 453 سجينًا سابقًا من ضمنهم 87 من العنصر النسوي في مجموعة من الشركات المغربية. ويتم تنفيذ هذه الإستراتيجية، بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والقطاعات الوزارية المعنية بالتكوين، والمعنية بتقديم بعض الخدمات، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، فضلًا عن بعض الفاعلين في المجتمع المدني.
وشكلت هذه المقاربة التشاركية رافعة مهمة لتعبئة عدد كبير من المتدخلين، للانخراط في هذه الإستراتيجية التي يرعاها العاهل المغربي، والتي تروم أيضًا جعل الفضاء السجني مدرسة للفرصة الثانية، ووسطًا لإعادة الإدماج والتعلم واكتساب الخبرات وتغيير نمط العيش.
في هذا الإطار، تمكنت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، خلال الفترة الممتدة بين 2018 - 2019، من تسجيل ما مجموعه 9183 تدخلًا لمراكز المصاحبة وإعادة الإدماج في إطار المصاحبة الإدارية والقضائية، والاجتماعية والعائلية والصحية لفائدة المستفيدين.
بهذه المناسبة، سلم العاهل المغربي الملك محمد السادس تجهيزات وشيكات للدعم المالي لفائدة 26 سجينًا سابقًا حاملًا لمشاريع مدرّة للدخل، من بينهم ست نساء، ونزيلان سابقان في مراكز حماية الطفولة.
&
التعليقات