نايجل فاراج (وسط الصورة)
AFP
تصدر حزب بريكست المعارض للاتحاد الأوربي، بزعامة نايجل فاراج (وسط الصورة)، انتخابات البرلمان الأوربي في بريطانيا.

ناقشت صحف عربية نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، التي شهدت زيادة دعم الناخبين لليبراليين والخضر والقوميين.

وأبدى كتاب تخوفهم، من صعود "الشعبويين اليمينيين والقوميين".

وتساءل آخرون، عما إذا كانت نتائج الانتخابات ستسرع برحيل بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

نهاية "ثنائية اليمين واليسار"

وصفت صحيفة الحياة اللندنية الانتخابات الأوربية بأنها "تنهي ثنائية اليمين واليسار"، وتقول الأخبار اللبنانية إنها "تقدم للشعبويين بلا سيطرة"، وبأنها "تعمق الشرخ الأوروبي".

وتقول الحياة: "تفيد تقديرات بأن كتلتي الحزب الشعبي الأوروبي (نحو 180 مقعداً) والاشتراكيين الديمقراطيين (150 مقعداً) لن تتمكنا من إعادة تشكيل ̕التحالف الكبير̔ الذي أتاح لهما بناء توافقات، حول نصوص تشريعية وتقاسم المناصب القيادية. وكان الحزب الشعبي الأوروبي يشغل 216 مقعداً، والاشتراكيون الديمقراطيون 185 مقعداً".

من جانبها، تقول الشروق المصرية: "أوروبا تنجو من فخ اليمين الشعبوي"، مضيفة أن النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي أظهرت "تعرض كتل يسار ويمين الوسط التقليدية لخسائر كبيرة، في الوقت الذي حققت كتلتا الليبراليين والخضر مكاسب كبيرة، في الوقت الذي زاد فيه معسكر اليمين المتطرف والشعبويين حصته، من مقاعد البرلمان دون أن يصل إلى كتلة برلمانية مؤثرة. وتشكّل هذه النتائج نهاية لحقبة الثنائية الحزبية، السارية منذ نحو 40 سنة في البرلمان الأوروبي".

"المدّ الشعبوي يزحف على أوروبا"

ويتساءل عبد الرحيم العسري في هيسبريس المغربية: "هل يهدد صعود اليمين المتطرف مصالح المغرب بالبرلمان الأوروبي؟"

ويقول: "يعوّل المغرب دائما،ً في البرلمان الأوروبي، لحماية مصالحه الإستراتيجية على الأحزاب اليمينية أو الوسطية، ونوعا ما على الأحزاب اليسارية؛ غير أن اكتساح اليمين المتطرف لنتائج الانتخابات يشكل تهديداً حقيقيا،ً للدبلوماسية المغربية".

وينقل الكاتب تعليق نبيل دريوش، الإعلامي المختص في الشأن الإسباني والعلاقات المغربية الإسبانية، أن "اليمين المتطرف تقوّى في هذه الاستحقاقات؛ لكنه بعيد عن التأثير في القوانين، لأنه لا يملك الأغلبية، ويمكن تمرير المشاريع الأوروبية بدون الحاجة إليه".

وفي الجريدة نفسها، يحذر عبد السلام الشامخ: "المدّ الشعبوي يزحف على أوروبا، والمهاجرون أمام أيام عصيبة".

ويقول: "فعلتها أحزاب اليمين المتطرف، وأسقطتْ كلّ الأحزاب اليمينية التقليدية في ̕امتحان̔ أوروبي كرّس هذهِ المرة زحْفَ المجموعات الشعبوية، والمعادية لفكرة الاتحاد على المشهدِ العامِ في القارة ̕العجوز̔، بعد تصدرها معظم نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، التي جرت في 28 بلداً عضوا في الاتحاد الأوروبي".

هل تسرع النتيجة برحيل بريطانيا؟

تتساءل رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها: "صدمة تقدم اليمين المتشدد في الانتخابات هل تجدد شباب الاتحاد الأوروبي العجوز؟ لماذا لا نقلق كثيرًا على مصير المُهاجرين العرب والمسلمين؟ وهل ستؤدي النتائج الصادمة إلى بقاء بريطانيا أم تُسرع رحيلها؟"

وتضيف: "أن يحصل كل من حزب ̕البريكست̔ اليميني المتشدد في بريطانيا، والتجمع الوطني، الذي ترأسه السيدة مارين لوبان في فرنسا، على المراتب الأولى لا يعني أنهما سيغيران الخريطة السياسية في البلدين تغييراً جذرياً، ولكن لا بد من الاعتراف بأن صعودهما المفاجئ شكل ضربةً قويةً، للأحزاب الرئيسية التقليدية في البلدين، المحافظين والعمال في بريطانيا والجمهورية والاشتراكيين إلى الأمام في فرنسا".

ويرى سعيد محمد، في الأخبار اللبنانية، أن الناخبين البريطانيين "عاقبوا الحزبين الكبيرين"، وهما حزب المحافظين وحزب العمال اللذان "استمرا، خلال السنوات الثلاث الماضية، في اتخاذ مواقف وسطية، أدخلت النظام السياسي البريطاني بمجمله في أزمة دستورية خانقة".

ويقول الكاتب: " وقد سيطرت مسألة الـ ̕بريكست̔، حصرياً، على طريقة التصويت من دون أي قضايا سياسية أو اجتماعية أخرى".