نصر المجالي: رأى متابعون للشأن الإيراني، أن طهران التي تعاني من أزمات داخلية عديدة يتصدرها الانهيار الاقتصادي والانقسام السياسي، فضلا عن الحصار الذي تواجهه من الخارج، تمارس مواقف مزدوجة ومتضاربة في شأن علاقاتها مع دول الجوار.&

وأمام مبادرت الوساطة لتهيئة الأجواء لحوار جاد لحسم جميع قضايا الخلاف، تسارع طهران من جهتها لتقديم اقتراحات مع عدم تخليها عن التهديد بالقوة في منطقة الخليج، مع فرض شروط للاخلال بالتوازن الأمني وهي مطالبتها بسحب القوات الأجنبية.&

&وفي اليومين الأخيرين، وتزامنا مع القمم الثلاث التي استضافتها مكة المكرمة "الإسلامية العادية والعربية والخليجية الطارئتين" تصاعد الحديث عن المقترح الإيراني للتوقيع على "معاهدة عدم اعتداء" وهو ما قالت وسائل الإعلام الإيرانية&أن الرئيس العراقي برهم صالح نقله إلى السعودية والإمارات والبحرين.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية "إسنا"، عن السفير العراقي سعد عبد الوهاب جواد قنديل قوله إن "العراق رحب بالمقترح الذي أعلنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (معاهدة عدم الاعتداء)".

موقف العراق

وأوضح قنديل، أنه "بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إيران، وكل من السعودية والبحرين والإمارات فقد قرر المسؤولون العراقيون نقل هذا المقترح بالنيابة عن إيران"، مشيرا إلى أنه يمكن اعتبار بغداد وسيطا لتبادل الرسائل بين طهران والرياض وأبو ظبي والمنامة.

وكان&نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تحدث، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية خلال زيارته إلى قطر يوم الأربعاء الماضي عن "معاهدة عدم الاعتداء"، مشيرا إلى أن "الفكرة التي قدمناها تخص توقيع معاهدة عدم اعتداء بين دول الخليج، وهذه الفكرة مبدئية، لدينا تفاصيل لها لكننا لم نناقشها لأننا ننتظر ردا من بلدان المنطقة".

وأكد عراقجي: "طرحنا هذه المسألة منذ يومين فقط خلال اللقاءات في الكويت وعمان، وبالطبع علينا إعطاؤهم وقتا كافيا لدراستها… إلا أننا لم نتلقَ أي ردود فعل&سلبية، مما يمثل أمرا جيدا".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال، السبت، إنه مستعد&لزيارة الرياض "غدا شريطة تغيير سياستها"، وذلك في رده على سؤال بشأن إمكانية زيارته السعودية التي عادةً ما توجه لبلاده اتهامات تنفيها الأخيرة.

زيارة الرياض&

وقال ظريف في مقابلة خاصة مع فضائية "العالم" الإيرانية، أوردتها عبر موقعها الإلكتروني: "إذا کان لدی الحکومة السعودیة الاستعداد لتغییر سیاستها، بإمکاني أن أکون في الریاض یوم غد".

وتطرق ظريف إلى جولته الإقليمية التي أجراها مؤخرا إلى دول آسيوية والعراق، وكذلك الزيارات التي أجراها نائبه عباس عراقجي، إلى قطر وسلطنة عمان والكويت، الأسبوع الماضي.&

وحول أبرز نقاط رسالة الجولتين، قال إنها "الدعوة إلی الحوار مع الدول الإقلیمیة، والتوقیع علی معاهدة عدم الاعتداء". مؤكدا انفتاح بلاده علی جمیع دول الخليج.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني، أن "الهدف من الحوار مع الدول الجارة في حقیقة الأمر هو طرح الوقائع، وما هي وجهات نظرنا مقابل إیجاد التوتّر من قبل أميرکا، وما هي طریقة الحلّ للخروج من هذا الوضع، إضافة إلی طریقة الحلّ للمنطقة".&

تحالف وعدم اعتداء

وإلى ذلك، نقلت وكالة (فارس)، اليوم الأحد، عن اللواء يحيى رحيم صفوي المساعد والمستشار الاعلى للمرشد علي خامنئي اقتراحا لإبرام معاهدة عدم اعتداء مع بعض الدول في المنطقة وتشكيل تحالف مع البعض الاخر منها.

وأكد اللواء صفوي بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى على الدوام لارساء علاقات ودية مع الدول الجارة وكان الامام الراحل الخميني يؤكد وكذلك قائد الثورة منذ اعوام طويلة على مسألة وحدة الامة الاسلامية وقال، ان استراتيجيتنا هي عدم النزاع مع الجيران وحتى ان ايران جاهزة لابرام معاهدة عدم اعتداء مع الدول الجارة حيث جرى طرح هذا الموضوع من قبل وزير الخارجية اخيرا، وبالطبع فإنني اقترح ابرام معاهدة عدم اعتداء مع بعض الدول وتشكيل تحالف مع البعض الاخر.

واضاف، انني آمل بأن تعتبر دول المنطقة الاميركيين والصهاينة اعداءها بدلا عن ان تعتبر ايران عدوة لها بايحاءات من افكار شيطانية.

قواعد عسكرية&

وأشار اللواء صفوي إلى أنّ للأميركيين اكثر من 25 قاعدة عسكرية في انحاء المنطقة منها قيادة القوات الجوية (سنتكوم) في قطر وقيادة القوات البرية في الكويت وقيادة القوات البحرية في البحرين ويتواجد في هذه القواعد اكثر من 20 الف عسكري.

وقال إن الاميركيين يعلمون جيدا بأن هذه القوات هي في مرمى صواريخ ايران كما ان كل الاسطول الاميركي والاجنبي في الخليج (الفارسي) هو في مرمى صواريخ "ساحل – بحر" للقوة البحرية للحرس الثوري وان هذا المدى البالغ اكثر من 300 &كم يصل من ساحل ايران إلى ساحل الدول المقابلة.

وفي الأخير، لفت صفوي ان ترمب قد اضفى الطابع الاقتصادي على الامن ولن يدخل ابدا أي حرب ان لم تكن فيها جدوى اقتصادية واضاف، انه (ترمب) يعلم بأن أي حرب مع ايران ستنتهي بهزيمته العسكرية وتكلفه نفقات اقتصادية كبيرة.
&