لوّح أحد أكبر فصيلين سياسيين في العراق اليوم بالذهاب إلى المعارضة السياسية، وانتقد تأخر تشكيل الحكومة، مشددًا على مصالح العراق في الصراع الأميركي الإيراني.. منتقدًا مظاهر انتشار السلاح وتفاقم الانتحار والمخدرات وارتفاع نسب الطلاق والإلحاد.. فيما أدى عبد المهدي صلاة العيد في الكاظمية وزار مراقد شيعية وسنية.

إيلاف: انتقد عمار الحكيم رئيس تحالف الإصلاح والإعمار في خطبة صلاة العيد في بغداد الأربعاء ما أسماه التلكؤ الواضح في اكمال التشكيلة الحكومية بعد سبعة اشهر من اعلانها منقوصة، حيث لا تزال وزارات عدة بلا وزراء، وأخرى بحاجة الى تعديل وزاري ومواقع حساسة ومهمة ما زالت تُدار بالوكالة.

دعوة الحكومة الى مصارحة الشعب أو الذهاب الى خيار المعارضة
ودعا الحكيم وهو رئيس تيار الحكمة الحكومة الى مصارحة الشعب ليعرف ما تم انجازه وما لم يتم واسباب عدم الانجاز .. منوها بأنه على ضوء ذلك سيحدد تحالف الاصلاح خياراته المستقبلية.. وقال "ان خيار المعارضة السياسية الوطنية لا يزال قائماً، وانما تم تجميده لإعطاء مزيد من الوقت للتقييم والمراجعة".

عبد المهدي ملتقيا رئيس المجمع الفقهي السني العراقي

اضاف "مثلما نسأل الحكومة ونعاتبها، ونطلب منها مصارحة شعبها، فإننا نسأل مجلس النواب أيضاً عن انجازاته خلال الفصلين التشريعيين في دوره الرقابي والتشريعي وانتظام عمله ولجانه، ونتمنى مصارحة الشعب وإطلاعه، فمجلس النواب يفترض ان يكون بيت الشعب وممثله الشرعي".

مشكلة حقيقية وقصور سياسي
اضاف ان "القصور السياسي الذي نشاهده اليوم يدل على وجود مشكلة حقيقية في طبيعة التفاعلات السياسية الجارية وعلى وجود خلل كبير في إجراءات المعالجة الخدمية في الأداء الحكومي.. سيما واننا مقبلون على صيف لاهب، وما زالت مؤشرات تحسن الطاقة الكهربائية دون المستوى المطلوب".

واشار الى ان هناك تحديات اكبر و ظروفا معقدة، لكن هذا القصور السياسي سيزيد من ظروف التعقيد والتحديات.. وسينتج أزمات تلو أخرى، خاصة وان الواقع الخدمي والاقتصادي وملف مكافحة الفساد ما زال يعاني ويسير ببطء.. داعيا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الى مكاشفة الشعب وتسمية الأمور بمسمياتها والكشف عن الجهات المعطلة لذلك.

عبد المهدي يتلو سورة الفاتحة في مرقد الامام ابو حنيفة النعمان

وأشار الى انه "رغم ان المعلن من قبل الجهات المشكلة للحكومة هو انها خوّلت وما زالت على تخويلها لرئيس الوزراء في ملفه الحكومي" فإن "سياسة رمي الكرة في ملعب الاخر غير مجدية في ظل ما يعيشه العراق من واقع وتحديات خطيرة.. فلم يعد منطق التبرير السياسي مقنعاً لدى الشعب الذي عبر عن سخطه ورفضه لمخرجات العملية السياسية بشكل واضح.

الاعلان عن تشكيل مجالس للخدمة
وأعلن الحكيم في كلمته التي وزعها مكتبه الاعلامي وتابعتها "إيلاف" عن تشكيل مجالس للخدمة في مقار تيار الحكمة بجميع المحافظات "لتكون مواقع للإطلاع على مشاكل المواطنين والعمل الجاد لمعالجتها وتخفيفها بما يمتلكه من امكانات وعلاقات وتأثير اجتماعي وسياسي وحكومي. ويتحمل المسؤولون التشريعيون والحكوميون من أبناء الحكمة مسؤولية متابعة مشاكل المواطنين.&

وحذر من ان "ايَّ مسؤول ينتمي الى الحكمة وفي أي مستوى كان، اذا لم يخدم الناس ولم يتفاعل مع ما يقدم الى مجالس الخدمة من تظلمات المواطنين لن يكون له مكان في التيار". &
&
دعوة القيادات السياسية الى اجتماع عاجل&
وطالب بمراجعة عدد من الملفات الحساسة التي تمس الامن المجتمعي على الصعد الأمنية والسياسية والاجتماعية وتحديد الموقف منها، وهي تتعلق بالأوضاع الامنية الاخيرة في محافظتي كركوك وديالى وحزام بغداد وعدد&من المدن الاخرى، منوها بانها تكشف عن وجود تحديات حقيقية تهدد الوحدة الوطنية وتعرّض السلم المجتمعي الى الخطر.. داعيا الى اجتماع عاجل للجهات السياسية والقيادات المعنية للوقوف على الأسباب ومعالجتها بإجراءات حاسمة بعيداً عن المجاملات والصفقات السياسية.

انتشار السلاح
واضاف الحكيم ان الفوضى وانتشار السلاح بين الناس ومعالجة هذه الظاهرة تتطلب ابرام عقد سياسي واجتماعي توقع عليه جميع القوى السياسية والعشائرية تلتزم بموجبه بحصر السلاح بيد الدولة وعدم احلال نفسها محل السلطة والقانون والا يساء إستخدام حرية التعبير عن الرأي للمساس بهيبة الدولة.. مطالبا الحكومة بتحمل مسؤولياتها الدستورية في هذا الشأن وأن تتخذ الخطوات العملية المطلوبة بحزم وقوة.

ونوه بأن الأمراض المجتمعية الفتاكة كالأنتحار والمخدرات وارتفاع نسب الطلاق والالحاد تتطلب الشروع بوضع برنامج وطني شامل لمكافحة الآفات المجتمعية تشترك في صياغته وتنفيذه المؤسسات الحكومية والدينية والثقافية والأعلامية والأكاديمية.. وشدد على ضرورة اصلاح المنظومة الادارية عبر هندسة النظام اللامركزي في العراق من خلال اجراء التعديلات المطلوبة على قانون مجالس المحافظات.. وطالب بتفعيل المواد الدستورية في تنظيم العلاقة بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية والتعاطي العادل والدستوري في ملف النفط والمناطق المتنازع عليها والامور العالقة الاخرى بما يضمن حقوق المركز والأقليم وعدم إهمال هذا الموضوع الخطير بما يحمله من حساسيات قد تتفجر بشكل غير محسوب وتخاطر بوحدة البلد واستقراره.

حيتان الفساد
واشار الى ان ملف مكافحة الفساد غير واضح المسار في مخرجاته العملية "اذ نسمع عن إجراءات ونوايا للمحاسبة والمكاشفة لكن للأسف لم نشهد لحد الان وضوحا حاسما في المكافحة والعقاب. وشدد على ان مكافحة الفساد أولوية وطنية لا يمكن التساهل بشأنها فلا يمكن تحقيق تطور حقيقي لاقتصاد البلد من دون محاسبة الفاسدين، كما لا يمكن القضاء على الإرهاب والتطرف وتحقيق الامن والسلم والعدالة الاجتماعية من دون محاسبة الفاسدين.. وقال "إن الفساد رأس كل خطيئة في عملنا ومشهدنا السياسي، ولا بد من مواجهته ومكافحته بالأفعال قبل الاقوال والشعارات".

الحكيم متحدثا&

وطالب بمحاكمة لصوص القانون وايداعهم في السجون والبدء باصطياد حيتان الفساد، معتبرا تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد خطوة مهمة، ولكنها غير كافية، ان لم تؤد الى اتخاذ خطوات عملية حقيقية &في هذا المجال.&

العراق ضد حصار الشعب الايراني وتجويعه
وبيّن الحكيم ان العراق يقع في قلب الصراع الأميركي الإيراني ما يحتم عليه دوراً ريادياً في مواجهة الازمات التي تعصف بالمنطقة.

واشار الى انه في هذا المجال يجب الانطلاق من سياسة وطنية مستقلة قائمة على المصالح العليا للعراق، بحيث لا يكون تحت ظل المواقف التابعة او الموجهة، "لدينا&مصالحنا وامننا الوطني كما لغيرنا مصالحه وامنه الوطني الخاص وليس بالضرورة ان تكون تلك المصالح متقاطعة، بل يمكن ان تكون متبادلة ومتشابكة، ما دام الهدف نابعاً من استقرار المنطقة وحفظ امنها وسلامة شعوبها.

واكد قائلا "لسنا حياديين تجاه سياسات الحصار والتجويع الذي يتعرّض له الشعب الايراني المسلم والشقيق بعقوبات آحادية مستنكرة، ونحن في العراق نعرف اكثر من أي بلد آخر ماذا يعني حصار الشعوب بعد المرارة التي تحملها شعبنا في تسعينيات القرن الماضي".

واشار الى ضرورة عدم السماح لأي تصرفات غير مسؤولة او غير منضبطة في الساحة المحلية تخرج عن سياق استقلال العراق ووحدته. ودعا الى مواصلة الانفتاح الدولي وترسيخ المشتركات والمصالح المتبادلة والحفاظ على المنجز السياسي المتحقق على الصعيد الإقليمي والدولي في الانفتاح والتواصل مع الجميع.

تحذير من سياسات تعزل العراق دوليًا
وحذر الحكيم من خطورة الانجرار الى سياسات غير حكيمة قد تعرّض العراق الى عزلة دولية، وحينها يكون قد رجع الى المربع الأول الذي ابتدأ منه.

وقال ان مفهوم الانفتاح والتواصل الدولي يتطلب تضامنا وطنيا من جميع الجهات وخطابا وسلوكا موحدا يعي ويدرك الأولويات الوطنية والمصالح العليا للبلد.. مستدركا ان هذا لا يجب ان يكون على حساب تغييب الإرادة العراقية في اتخاذ المواقف الحاسمة تجاه الثوابت الوطنية.. منوها بانه "لا يمكن تحقيق الريادة العراقية من دون مواقف شجاعة وواضحة تجاه أزمات المنطقة انطلاقا من مصالح العراق العليا ومراعاة المصالح المتبادلة والمتشابكة مع دول الجوار من الاشقاء والأصدقاء".. مشددا على ان مصلحة العراق تقتضي تعميق العلاقة مع الدول ومع العمق العربي والجوار الأسلامي والمجتمع الدولي.

واكد الحكيم في الختام قائلا "لا يمكن ان نكون طرفا في أي محور تصادم.. كما لا يمكن ان نقف متفرجين في الوقت عينه حينما يتعلق الامر بمصالح العراق وامنه القومي".

عبد المهدي يؤدي صلاة العيد بالكاظمية ويزور مراقد شيعية وسنية
أدى رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي اليوم صلاة العيد في مدينة الكاظمية مع جموع المصلين، كما ادى مراسم زيارة الامامين الكاظمين عليهما السلام، والتقى عددا من العلماء والفضلاء والمسؤولين.&

ثم توجه الى مدينة الاعظمية، وزار مرقد الامام ابي حنيفة النعمان، والتقى علماء الدين والمشايخ المقيمين على المرقد. كما التقى في جولته المواطنين مهنئا بعيد الفطر "داعيا الله ان يجعله عيد خير وسلام ومحبة لجميع العراقيين". كما قال مكتبه الاعلامي.

يشار الى ان سنة العراق احتفلوا امس بعيد الفطر، فيما احتفل به شيعته اليوم وسط اجراءات امنية وفتح كامل للمنطقة الخضراء وسط العاصمة بعد 15 عاما من اغلاق ابوابها امام الجمهور.

واعلن المجمع الفقهي العراقي وديوان الوقف السني الثلاثاء اول ايام عيد الفطر في البلاد، بينما اعلن المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الاربعاء اول ايامه.&
&
وبهذه المناسبة فتحت السلطات العراقية شوارع "المنطقة الخضراء" وسط العاصمة بغداد بالكامل للمرة الاولى منذ 15 عاما.
وقال مصدر رسمي إن "المنطقة الخضراء قد فتحت بالكامل على مدار 24 ساعة ابتداءً من الثلاثاء أول أيام عيد الفطر الرابع من&يونيو الحالي. واوضح عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي أن هذه الخطوة تعني أن الحكومة "مطمئنة على الوضع الأمني وتريد أن يتحرك الشارع والمصالح والاسواق في مدينة بغداد" التي تعد ثاني عاصمة عربية من حيث الكثافة السكانية ويسكنها نحو ثمانية ملايين نسمة.

والمنطقة الخضراء المحصنة أنشأتها قوات التحالف الدولية التي دخلت العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية عام 2003 واطاحت بنظام الرئيس السابق صدام حسين.

من جانبها، هيأت امانة العاصمة 104 متنزهات وحديقة عامة لاستقبال المواطنين والتمتع بافيائها توزعت على جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، اضافة الى متنزهات الزوراء والعطيفية و14 يونيو&وحدائق ابو نؤاس والصقلاوية والجادرية، والتي تجاوز مجموع رقعتها الخضراء اكثر من 10 الاف دونم.

يشار الى انه خلال الاشهر الاخيرة ظهر وجه جديد لبغداد لم يعهده العراقيون منذ سنوات بعد إزالة الحواجز الكونكريتية من معظم الشوارع وحوّل الادارات الرسمية ومقار الأحزاب والمناطق السكنية التي باتت مكشوفة أمام بعضها البعض بغض النظر عن دين ومذهب قاطنيها. ويقول عراقيون انه بعد ازالة تلك فقد بدأ يزال معها الشعور بالخوف من الآخر وعدم الثقة بين المناطق.


&&