توفي الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، اليوم أثناء محاكمته في قضية التخابر. وحصلت "إيلاف" على تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة مرسي، بينما أعلنت القوات المسلحة والشرطة حالة الاستنفار، خشية شن هجمات "إرهابية".

إيلاف من القاهرة: حصلت "إيلاف" على تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس المعزول محمد مرسي، وكشفت مصادر أمنية، أنه حضر إلى مقر المحاكمة أمام محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار شيرين فهمي، وكانت يتمتع بصحة جيدة، ولم يكن يشكو من أية آلام، مشيرة إلى أن الدليل على تمتعه بكامل صحته "أنه لم يقدم طلبًا إلى وزارة الداخلية لتأجيل نظر الجلسة، لأسباب صحية".

ووصل مرسي من سجنه إلى مقر المحاكمة في ضاحية القاهرة الجديدة، للمثول في القضية المعروفة بـ"التخابر"، وجلس بين قيادات جماعة الإخوان، ولم تبد عليه علامات المرض، بحسب ذات المصادر التي تحدثت إلى "إيلاف" شريطة عدم الكشف عن هويتها.

وأثناء النظر في القضية، طلب محمد مرسي الكلمة وهو موجود في قفص الاتهام الحديدي، ومنحه رئيس المحكمة المستشار شيرين فهمي الحق في الحديث، وقال "إنه بريء من اتهامات التخابر"، مشيرًا إلى أنه "سبق أن برأته محكمة أخرى من هذه الاتهامات"، وردد القول إن "محاكمته باطلة لأنه رئيس جمهورية".

وتحدث مرسي بانفعال واضح لمدة تتراوح ما بين 20 و25 دقيقة، ثم توقف بعد أن شعر بالإرهاق، وسقط مغشيًا عليه وسط قيادات جماعة الإخوان، بحسب رواية مصادر "إيلاف".

وسادت حالة من الهرج في قاعة المحاكمة، واضطر رئيس الجلسة إلى رفعها فورًا، وحضرت سيارة إسعاف ونقلته إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في قفص الاتهام، متأثرًا بنوبة قلبية مفاجئة.

وأعلنت القوات المسلحة المصرية ووزارة الداخلية حالة الاستنفار القصوى في البلاد بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي في قاعة المحكمة أثناء نظر قضية التخابر المتهم فيها.

وعلمت "إيلاف" أن وزارة الداخلية نشرت الآلاف من قواتها في العاصمة القاهرة، وكثفت من تواجدها الأمني في محيط المقرات الحكومية والسفارات الأجنبية، والكنائس والفنادق.

وقرر وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، منع الإجازات لأي من الضباط أو القيادات أو عناصر الشرطة، مع تطبيق الحالة "ج" التي تبيح للشرطة توسيع دائرة الاشتباه، خشية استخدام جماعة الإخوان المسلمون حادث وفاة مرسي، لشن هجمات "إرهابية" في البلاد.

وولد مرسي في أغسطس 1951&في محافظة الشرقية، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975م، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم ماجستير في هندسة الفلزات من الجامعة نفسها 1978، وحاز درجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982م.

وعمل مدرساً مساعدًا في كلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرسًا مساعدًا في جامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذًا مساعدًا في جامعة نورث ردج في كاليفورنيا بين عامي 1982- 1985م، وعمل في وكالة ناسا الأميركية في هذه الفترة أيضاً، شارك في تطوير محرك المكوك الفضائي الخاص بالوكالة.

وعمل أستاذًا ورئيس قسم هندسة المواد في كلية الهندسة جامعة الزقازيق من العام 1985م وحتى العام 2010م، وانتخب عضوًا في نادي هيئة التدريس في جامعة الزقازيق.

وانتخب مرسي نائباً في البرلمان في الفترة بين عامي 2000 و2005، وترأس الكتلة البرلمانية للإخوان. وتزوج مرسي في 30 نوفمبر 1978 وهو أب لخمسة أبناء هم: أحمد، شيماء، أسامة،عمر، عبد الله. ولديه ثلاثة أحفاد.

وتولى مرسي حكم مصرفي 30 يونيو 2012، لمدة عام واحد، وعزله الجيش من منصبه، بعد مظاهرات مليونية في 30 يونيو 2013، وقدم للمحاكمة في عدة تهم من بينها التخابر من قطر وحماس، وتسريب بيانات الجيش، واستخدام العنف ضد المتظاهرين.