دخلت موريتانيا مرحلة الصمت الانتخابي تمهيدًا للانتخابات الرئاسية يوم غد السبت، وفي آخر تصريح مع ختام الحملة الانتخابية هاجم رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز حكومة قطر، واتهمها بدعم الإرهاب ورعايته.

إيلاف: شنّ الرئيس الموريتاني خلال مؤتمر صحافي هجومًا لاذعًا على قطر، وقارن بين سياساتهم وألمانيا النازية. أضاف: "ما قامت به قطر تجاه بعض الدول العربية يعادل ما فعلته ألمانيا النازية".

وشدد على أن النظام القطري ساهم في "خراب تونس وليبيا وسوريا واليمن، إضافة إلى تهديد أمن بعض الدول الأوروبية والغربية عبر دعمها الإرهاب ونشر التطرف والعنف".

تابع ولد عبدالعزيز قائلًا: "قرار قطع العلاقات مع قطر سيادي ومستقل، وتم وفق قناعتي الشخصية، وليس لكوني تابعًا لبعض الدول مثل ما يروّج لذلك البعض". وأكد أنه ليس "نادمًا على قطع العلاقات مع قطر"، وأن "لديه موقفًا قديمًا منها".

الرئيس الموريتاني خلال حديث للصحافة&

أضاف: "ولو كنت تابعًا لدول يقصدونها، لقطعت العلاقات مع إيران... شرف كبير لي قطع العلاقات مع قطر مثل ما فعلت مع إسرائيل، وأتحمل كامل المسؤولية عن ذلك، وهذا قرار كنت مستعدًا للقيام به منذ البداية".

وسخر ولد عبد العزيز ممّا سماه "تشدق قطر بالديمقراطية والحرية". أضاف ساخرًا: "توجد ديمقراطية في نصف هكتار من هذه الدولة الصغيرة أسس فيه تلفزيون يتعرّض لجميع الدول، وله الحرية في الحديث عن كل شيء إلا ما يدور حول مقره... قطر سجنت شاعرًا، لأنه انتقد حكامها، وتقمع شعراءها، وتزعم نشر الديمقراطية".

يشار إلى أن ولد عبد العزيز السلطة سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب. ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون بداية مسار ديمقراطي في البلد، بعيدًا عن الانقلابات التي عانت منها موريتانيا.

صمت انتخابي
إلى ذلك، دخلت موريتانيا منتصف ليل الجمعة مرحلة الصمت الانتخابي، وذلك تمهيدًا لتصويت الناخبين الموريتانيين لاختيار رئيس جديد للبلاد صباح السبت.

وحسب وكالة الأخبار المستقلة الموريتانية، يتنافس على الكرسي الرئاسي ستة مرشحين، هم:
1. محمد ولد الغزواني، وهو وزير الدفاع السابق لأشهر عدة، وقائد الأركان لأكثر من عقد الزمن، ورفيق الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز.

ويتقدم ولد الغزواني في السباق الرئاسي مدعومًا من أحزاب الغالبية، إضافة إلى أحزاب وقيادات معارضة.

وكان ولد الغزواني ترشح لكرسي الرئاسة عقب تقاعده من الجيش، وهو في العقد السادس من عمره، وينتمي إلى أسرة صوفية ذات نفوذ روحي في ولاية العصابة في وسط البلاد.

2. سيدي محمد ولد بو بكر: وهو وزير أول سابق لفترتين، أولاهما في أواسط التسعينات إبان حكم الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، والثانية إبان الفترة الانتقالية 2005 – 2007، كما عمل سفيرًا في عواصم غربية وعربية عدة.

حصل ولد بو بكر على دعم عدد من الأحزاب المعارضة، من بينها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، وهو أكبر الأحزاب المعارضة، وأكثرها تمثيلًا في البرلمان خلال آخر انتخابات نيابية، كما نال ولد بو بكر دعم حزبي حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم"، والمستقبل.

كما حظي ولد بو بكر بدعم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، إضافة إلى مبادرات شبابية. وينتمي ولد بو بكر إلى ولاية البراكنه في وسط البلاد.

3. بيرام الداه أعبيدي: وهو ناشط حقوقي، ومؤسس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية "إيرا"، ونائب في البرلمان الحالي. وظهر ولد أعبيدي خلال العقد الأخيرة كأحد أبرز مكافحي الاستقرار في موريتانيا، ودخل السجن مرات عدة، كما نال جوائز دولية عديدة.

يحظى ولد أعبيدي بدعم حزب الصواب الذي دخل باسمه البرلمان من السجن، كما نال دعم حركات شبابية، ومبادرات سياسية.
كما ينحدر ولد أعبيدي من ولاية الترارزة، في جنوب العاصمة نواكشوط، ويدخل السباق الرئاسي للمرة الثانية بعد دخوله 2014، وحلوله في المرتبة الثانية بنسبة قاربت 9%.

4. محمد ولد مولود: وهو أحد أبرز قادة المعارضة خلال العقود الأخيرة، يترشح باسم تحالف يضم حزب اتحاد قوى التقدم الذي يرأسه، إضافة إلى حزبي تكتل القوى الديمقراطية، والتناوب الديمقراطي "إيناد"، إضافة إلى حركات شبابية.

ويعمل ولد مولود أستاذًا في التاريخ في جامعة نواكشوط، ويتكئ على تاريخ من معارضة الأنظمة المتعاقبة في موريتانيا من أول رئيس للبلاد المختار ولد داداه، والذي حكم البلاد بعد استقلال في العام 1960 وحتى الانقلاب 1978.

ينحدر ولد مولود من ولاية تكانت في وسط البلاد، وقد نال عضوية البرلمان في آخر انتخابات بعدما قاد اللائحة الوطنية لحزبه. وهو يدخل السباق الرئاسي للمرة الثانية بعد ترشحه في العام 2007.

5. محمد الأمين المرتجي الوافي، وهو أصغر المرشحين سنًا، حيث دخل السباق بعيد وصوله السنة القانونية التي يسمح بها الدستور، وهي أربعون سنة.

يطمح الخبير المالي إلى تحقيق مفاجأة في الانتخابات من خلال دخول السباق من خارج ثنائية المعارضة والموالاة، ويقول إنه يعوّل على الشباب الذي يستحق أن يمنح الفرصة وأن يجرّب.

ينحدر الخبير المالي الشاب من ولاية الحوض الشرقي في أقصى الشرق الموريتاني، وهي الولاية الأكثر كثافة سكانية في البلاد.

6. كان حاميدو بابا: خبير اتصال، وأستاذ جامعي، ونائب سابق في البرلمان، ورئيس لحزب الحركة من أجل إعادة التأسيس. ويتقدم كان في المضمار الرئاسي مدعومًا من غالبية الأحزاب التي يرأسها زنوج، إضافة إلى حزب الجبهة الشعبية.

ويتخذ حاميد بابا من موضوع التعايش بين مكونات الشعب الموريتاني، وتعزيز الوحدة شعارًا لحملته. وهو ينحدر كان حاميدو بابا من منطقة أنتيكان في ولاية الترارزة في جنوب العاصمة نواكشوط.

1.5 مليون ناخب
تمت دعوة أكثر من 1.5 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع ابتداء من الساعة السابعة من صباح السبت 22 يونيو، وسيستمر التصويت حتى السابعة مساء، ليبدأ الفرز بعدها بشكل مباشر.

وينتظر أن تعلن لجنة الانتخابات النتائج الموقتة للانتخابات فور اكتمال النتائج لديها، على أن تحيلها على المجلس الدستور إعلان النتائج النهائية.

وسيصوّت الناخبون في 3870 مكتب تصويت، موزعة على 15 ولاية داخل البلاد، وست جاليات موريتانية في الخارج.

&