نصر المجالي: حيث تتصاعد الهجمات الإعلامية من جانب تركيا ضد تحركاته في الغرب الليبي، أكد قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، أن قواته ستواصل القتال حتى تحرير العاصمة طرابلس من الإرهابيين.

وتتواصل الهجمات التركية الكلامية من خلال تصريحات عديدة للقادة الأتراك يتقدمهم الرئيس أردوغان ومن بينهم وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ضد المشير حفتر، متهمة إياه بالسعي إلى إجهاض جميع الحلول السياسية في ليبيا، ومعتبرة أن "تطرفه بلغ حد الإرهاب".

ورد قائد الجيش الليبي في حوار له مع وكالة "بلومبرغ" الأميركية على التهديدات التركية بالقول إنه يواصل القتال لتحرير طرابلس من الإرهابيين.

وكان وزير الخارجية التركي قال إن "حفتر يعادي بلاده لأن أنقرة تدعم الطرف المحق في الصراع الدائر في ليبيا". وأوضح جاويش أوغلو، في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التركية الرسمية، أن "حفتر لا يمتلك حسا إنسانيا ويستهدف الشعب الليبي بلا رحمة"، محذرا إياه من مغبة اختطاف المواطنين الأتراك مرة أخرى.

تقاسم سلطة&

وأضاف الوزير أن "رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، مستعد لتقاسم السلطة في البلاد، بينما حفتر المدعوم من دول مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، يرفض الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصف قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بـ "القرصان"، ونقلت صحف تركية يوم الخميس الماضي عنه قوله إن "حفتر ليس أكثر من قرصان"، بعد احتجاز قوات المشير الليبي لستة بحارة أتراك هذا الأسبوع.

وأضاف الرئيس التركي: "نأمل في غضون فترة قصيرة أن تأتي فرصة لليبيا لإجراء انتخابات، وأن يحصل الناس على فرصة تمثيل ديمقراطي لحقوقهم".

تطرف

وقال المبعوث التركي إلى ليبيا النائب البرلماني عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، أمر الله إيشلر، في حديث مع وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، إن حفتر يسعى لدفع ليبيا نحو التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن احتجاز قواته 6 مواطنين أتراك كانوا يعملون في مدينة بنغازي الليبية يؤكد هذا النهج.

وأكد أن بلاده قادرة على حماية مواطنيها في أي بقعة من الأرض، وأنها لن تتردد في اتخاذ أي إجراء في هذا الصدد.
وشدد إيشلر على أن تركيا تريد حلا سياسيا للأزمة الليبية تقوده الجهات الشرعية لتحقيق تحول سياسي في البلاد، مشيرا إلى أن الذين يصرون على الحل العسكري يهدفون لزعزعة استقرار البلاد بخلاف الرغبة التركية.

وتابع المبعوث التركي إلى ليبيا قائلا: "تركيا تقيم تعاونا واضحا وتوفر الدعم اللازم بموجب القانون الدولي للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، بموجب الاتفاق السياسي الليبي المعتمد من قبل الجهات الفاعلة العالمية في روما، والذي جرى التوقيع عليه لاحقا في المغرب نهاية عام 2015".

غير شرعية

ونوه المبعوث التركي إلى أن مسلحي حفتر هم "عبارة عن مليشيات غير شرعية وفقا لجميع القواعد القانونية الوطنية والدولية"، وسعي البعض لتقديم قائد "الجيش الوطني الليبي" كأنه شريك في الحرب ضد الإرهاب "لا يلغي حقيقة أنه بدأ في القيام بأعمال إرهابية" بعد هزيمة مقاتليه أمام قوات الحكومة الشرعية.

من جانبه، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن أنقرة ستنتقم من أي هجوم واقع على مصالحها من جانب قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وقال آكار لوكالة الأنباء الحكومية التركية "الأناضول": "سيكون هناك ثمن باهظ للغاية للمواقف أو الهجمات العدائية، وسننتقم بأكثر الطرق فعالية وقوة".

وأكد أن جهود تركيا في ليبيا تسعى إلى "المساهمة في السلام والاستقرار في المنطقة"، مضيفا "يجب أن يكون من المعلوم أننا اتخذنا جميع أنواع التدابير للتعامل مع أي تهديد أو عمل عدائي ضد تركيا".