إيلاف من لندن: يعقد مسؤولون أميركيون وأتراك اجتماعًا جديدًا يوم الاثنين لمحاولة الوصول الى اتفاق حول المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، وسط خلافات، وتباعد رؤى، وحشود تركية متزايدة على الحدود السورية.

وحول ما يعطل المنطقة الآمنة رأى القيادي في الجيش السوري الحر فاتح حسون في تصريح لـ "إيلاف" ان إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات "ليس عبارة عن رسم حدود لمنطقةجفرافية، فإضافة لذلك هي منطقة تحتاج لإدارة ولإشراف ولتواجد أمني عسكري يحفظ أمنها ويحميها، وكل ما سبق نقاط خلافية بين أنقرة وواشنطن".&

وقال" فكرة المنطقة الآمنة بحد ذاتها فكرة سياسية اشتركت الدولتان ( واشنطن وأنقرة ) بها، لكن هاتين الدولتين لهما مصالح متباينة وغير متقاطعة، وتصل لحد الخلاف".

تباين أفكار&

وأضاف حسون "جوهر الفكرة بالنسبة لتركيا هو حماية أمنها وحدودها من تنظيمات إرهابية تخطط وتعمل لزعزعة أمن واستقرار تركيا، وتضع أسس مرحلية لإقامة كيان انفصالي مستقبلا كارثي على عدة دول".&

وأما جوهر الفكرة بالنسبة لأميركا، بحسب حسون، في أحسن النوايا "هو إحداث منطقة نفوذ أميركية تضغط بها على تركيا للمساومة على ملفات مشتركة بين الدولتين". وأضاف أن الخلاف في جوهر الفكرة سيؤدي لخلاف بآلية وأدوات التطبيق.&

وقال "طول وعمق المنطقة، إدارتها، مصير ودور القوات الإرهابية الموجودة بها التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بي يي دي، ماهية وتبعية القوات التي ستضبط أمنها، ما هي إلا خلافات ظاهرية ناتجة عن خلاف حول جوهر وغاية المنطقة الآمنة".&

موضوع خلافي&

في وسط كل هذه الخلافات التي يرتبط حلها بملفات أخرى شائكة كملف الصواريخ الروسية إس 400 التي اشترتها تركيا، وبرنامج الطائرة إف 35 التي تنوي واشنطن إزاحة أنقرة عنه، اعتبر حسون أنه "ما زال إنشاء المنطقة الآمنة موضوعا خلافيا ومعقدا ويحتاج لاتفاق على جوهر فكرة الإنشاء والغاية منه، الأمر الذي يحتاج لفترة أطول لتحقيقه. مما يزيد بمعاناة السوريين المهجرين من هذه المنطقة بسبب ممارسات بي يي دي الإرهابية "على حد تعبيره.

الاجتماع السادس&

اجتماع الغد هو الاجتماع السادس للجنة العمل المشترك بين المسؤولين العسكريين الأتراك والأميركيين لبحث ملف المنطقة الآمنة.

وأكدت وزارة الدفاع التركية، في بيان إن مسؤولين عسكريين أميركيين سيصلون إلى أنقرة الْيَوْم الأحد لمناقشة المنطقة الآمنة التي من المخطط إقامتها بالتنسيق بين الجانبين التركي والأميركي في شمال سوريا، غداً بمقر الوزارة.

وكان الاجتماع السابق قد عقد في 23 يوليو (تموز) الماضي خلال زيارة وفد برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، لمناقشة المنطقة الآمنة.

لا حل&

لم تتوصل المباحثات الى حل، ولم تنجح في إنهاء الخلافات بين أنقرة وواشنطن بشأن عمق وأبعاد المنطقة الأمنة، ولمن تكون السيطرة عليها، وسحب أسلحة وحدات حماية الشعب الكردية، وإخلاء المنطقة منهم.

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، إن وفداً عسكرياً أميركياً سيزور تركيا كما أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري سيزورها أيضاً لعقد لقاءات ومباحثات مع الجانب التركي حول المنطقة الآمنة، والشأن السوري بجميع تفاصيله.&

فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن ما عرضه المبعوث الأميركي خلال مباحثاته في أنقرة لم يرضها، سواء من حيث عمق المنطقة أو أبعادها، أو من تكون له السيطرة عليها، وكذلك إخراج وحدات حماية الشعب الكردية.

واعتبر أن واشنطن تماطل بشأن المنطقة الآمنة، مثلما ماطلت وتماطل في تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج الموقع مع بلاده في 4 يونيو (حزيران) 2018، حيث لم تلتزم واشنطن بسحب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من منبج إلى شرق الفرات بموجب الاتفاق.

وأرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية متتالية الى الحدود خلال الفترة الاخيرة.&

وأعلن مجلس سوريا الديمقراطية أنه لم يتوصل لأي اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية حول طول وعمق "المنطقة الآمنة" المزمع إنشاؤها في سوريا، مؤكداً أنه لن يقبل بعمقٍ يزيد عن 5 كيلومترات.

وقالت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة، سينم محمد، إنهم "سيتباحثون مع الجانب الأميركي على عمق 5 كيلومترات لتلك المنطقة، وأنهم لن يقبلوا بعمق يفوق 5 كيلومترات"، حسبما نقلت مواقع كردية.

وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، اكد أيضا أنهم لم يتوصلوا لأي اتفاق مع تركيا بخصوص عمق المنطقة الآمنة، ولكن الولايات المتحدة ترى أن عمق هذه المنطقة يجب أن يتراوح بين 5 و14 كيلومتراً، مع إخراج الأسلحة الثقيلة منها.

خلاف كردي كردي

قال مسؤولون أكراد من المجلس الوطني الكردي الذي هو جزء من الائتلاف السوري المعارض الموالي لتركيا والذي يرتبط بخلافات مع الادارة الذاتية و حزب (بي يي دي) شمال سوريا "ان المنطقة الآمنة ستكون على عمق 29 ميلاً أي 35 كم سواء رفض (بي يي دي) أو قبل بها"، واعتبر أن المنطقة الآمنة أصبحت واقعاً وليس لـ (بي يي دي) أي دور فيها وأنها بين كل من تركيا وأميركا.

وأكد القيادي الكردي وعضو اللجنة المركزية في حزب الديمقراطي الكردستاني سوريا نوري بريمو "بأنه ليس هناك داعي المطالبة بـ 5 كم لان بالاساس جميع المناطق ككوباني والدرباسية وعامودة جميعها تصبح أنذاك ضمن المنطقة الآمنة".

وقال بريمو خلال لقاء متلفز بأن طلب ( بي يي دي ) "هي مثل فتاشة لا يستمع إليهم أحد الى رأيهم ولا أحد يشاورهم في شيء".

و تساءل ماذا يمكن أن تكون الخيارات، أحدهم يقول 5 كم والآخر يقول 35 كم إذا ما هي الخيارات، مضيفاً "بأنه هناك 3 خيارات في هذه الحالة:

1 الخيار الأول وهو خيار صعب حيث قد يعود النظام السوري مجدداً، وفي هذه الحالة سيعود للانتقام لأن حزب الاتحاد الديمقراطي قتل شباب العرب في دير الزور والرقة وتل حميس وحتى باغوز.

2 أو تعود تجربة عفرين وهذه أيضا، بحسب رأيه، مشكلة.

3 المنطقة الآمنة وهذه المنطقة ستكون آمنة لأنها ستكون برعاية أميركية شبيهة بحالة إقليم كردستان العراق".

وأشار "أنني أرى بأنه لا يستمع أحد الى مسألة طلب 5 كم وسوف لن يستمع أحد لا إلي ولا الى آلدار خليل (قيادي في الادارة الذاتية)، ونحن نرى بأنها سوف يكون 20 ميلاً أي 35 كم كما قالها ترمب وأردوغان علينا نحن الكرد أن نعلن قبولنا أو عدم أعتراضنا عليها وعلينا مشاركتها إداريا وسياسياً وعسكرياَ".

هذا واستهدف الجيش التركي بالمدفعية، بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، أحد مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة القامشلي، بمحافظة الحسكة، بعد أن تعرض جنود له على الحدود قرب مدينة نصيبين التابعة لولاية ماردين قبالة القامشلي لهجوم منسق شنه عناصر من حزب العمال الكردستاني من الجانب التركي، وعناصر من الوحدات الكردية من الجانب السوري، قتل فيه أحد الجنود الأتراك وأصيب اثنان آخران.

وأفادت ولاية ماردين، في بيان، أن عدداً من الجنود تعرضوا لهجوم في أثناء قيامهم بحماية مشروع طريق في ريف قضاء نصيبين التابع لماردين. وأضاف البيان أن القوات المسلحة التركية شنت عملية واسعة في المنطقة على خلفية الهجوم.