واشنطن: رفعت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء دعوى قضائية ضد إدوارد سنودن، الموظف السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" ووكالة الأمن القومي، في مسعى إلى منعه من الاستفادة من عائدات كتاب جديد قام بإصداره.

تنص الدعوى المدنية بحق سنودن على أن العميل السابق، الذي يعيش في روسيا، بعد تسريبه معلومات حول برامج المراقبة الحكومية للولايات المتحدة، قام بانتهاك التعهدات التي وقعها خلال عمله الحكومي بعدم الكشف عن المعلومات المتعلقة بوظيفته.

الناشر مشمول أيضًا
رد سنودن عبر تويتر قائلًا إن كتابه "سجل دائم"، الذي تم طرحه للبيع الثلاثاء، هو "الكتاب الذي تريد منك الحكومة ألا تقرأه".
وتزعم الدعوى أن سنودن نشر كتابه من دون تقديمه أولًا للوكالتين الحكوميتين، حيث عمل لمراجعتهما قبل النشر.

وفي بيان قالت وزارة العدل إنها لا تحاول منع نشر الكتاب، لكنها تسعى إلى استرداد أي عائدات قد يحصل عليها سنودن منه، وهو الذي يواجه اتهامات بالتجسس في بلاده، قد تودي به إلى السجن لعقود.

أشارت الوزارة إلى أنه تم شمل ناشر الكتاب "ماكميلان بابليشرز" في الدعوى لـ"ضمان عدم تحويل أي أموال إلى سنودن".

وقالت مساعدة وزير العدل جودي هانت "لقد انتهك إدوارد سنودن التزامًا تعهّد به للولايات المتحدة عندما وقع اتفاقات كجزء من وظيفته لدى وكالة الاستخبارات المركزية وكمتعاقد مع وكالة الأمن القومي".

شهادة بمصداقيته
أضافت "أن قدرة الولايات المتحدة على حماية المعلومات الحسّاسة للأمن القومي تعتمد على التزام الموظفين والمتعاقدين باتفاقيات عدم الكشف عن المعلومات". تابعت "لن نسمح للأفراد بإثراء أنفسهم على حساب الولايات المتحدة ومن دون الامتثال إلى التزامات المراجعة قبل النشر".&

رد سنودن بالقول "من الصعب التفكير في خاتم مصداقية أكبر من قيام حكومة الولايات المتحدة برفع دعوى قضائية تزعم أن كتابك موثوق جدًا لدرجة أن كتابته كانت مخالفة للقانون".&

ويعيش سنودن في روسيا منذ تسريبه آلاف الوثائق السرية إلى الصحافة عام 2013 التي كشفت عن نطاق مراقبة الحكومة الأميركية للمواطنين بعد أحداث 11 سبتمبر.

العودة مقابل محاكمة عادلة
رغم أن المدافعين عن الحق بالخصوصية أشادوا به، باعتباره منبّهًا، إلا أن الولايات المتحدة اتهمت سنودن بتعريض الأمن القومي للخطر، ووجّهت إليه تهمًا بموجب قانون التجسس.

وفي مقابلة مع إذاعة "سي بي إس" الاثنين، أعرب سنودن عن رغبته في العودة إلى الولايات المتحدة "إذا كان بإمكانه الحصول على محاكمة عادلة".
&