إيلاف من القاهرة: تسود أجواء من التوتر الشديد في مصر، بسبب الدعوة التي أطلقها رجل الأعمال والممثل محمد علي المقيم في أسبانيا، للخروج في مظاهرات مليونية غدا الجمعة المقبل، 27 سبتمبر الجاري.

وكعادتها تحاول جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كتنظيم إرهابي في مصر والسعودية والإمارات والبحرين، استغلال غضب المواطنين، والمشاركة في المظاهرات، من أجل كسب تعاطف العالم.

وكشف تسريب صوتي لمكالمة هاتفية بين القيادي الجماعة علي بطيخ، المقيم في تركيا، مع أحد شباب الإخوان بالداخل، عن خطة الجماعة لاستغلال المظاهرات غداً الجمعة في حالة خروج المصريين.

وقال بطيخ في المكالمة الهاتفية المسربة: "أنا حابب في البداية أبلغك وكل الأخوة في مصر، إننا فخورين بما حصل في مصر الأيام الماضية من المظاهرات، وخاصة إنها أحرجت النظام بشكل كبير جدا، ووضعته في حجمه الطبيعي أمام العالم".

وتابع: "أنا مستبشر إنه في نصر كبير سيتحقق خلال اليومين الجايين، وإن شاء الله خلال الفترة الجاية سيكون عندكم مهام كبيرة وكثيرة، حتى نحقق مكتسبات جديدة من خلال المظاهرات، ونستعيد القدرة التنظيمية للحشد والتظاهر الفترة القادمة".

وواصل: "أوصيكم بالصبر، نحن نستعيد تعاطف العالم معانا بشكل كبير، والإخوة هنا في تركيا مصرين على المساعدة والمساندة، ونحن لازم نتبع نفس السياسية بالظهور في المظاهرات والاختفاء وقت الضرورة إذا لزم الأمر".

وقال الشاب الإخواني: "أنا فاهم حضرتك يا دكتور، وأطمئن حضرتك أننا جاهزين، ونرشد الإخوة في كل المحافظات حتى نحتشد الجمعة المقبلة للمظاهرات".

ووجه القيادي الإخواني تعليماته إلى شباب الإخوان في الداخل بضرورة الابتعاد عن الكنائس والأديرة، وقال علي بطيخ: "لست في حاجة، إني أكد عليك مرة أخرى في التعليمات الأخيرة، وخاصة ممنوع الاقتراب من الأديرة والكنائس تماما، نحن نجهز لهم حاجة ستزيد الأمر اشتعالا".

وواصل: "خلال الفترة الجاية الابتعاد عن الكنائس والأديرة، وأبشركم بعمل كبير سيهز البلد بجد".

بينما عرضت وسائل إعلام مصرية اعترافات لشباب ألقي القبض عليهم، أنهم تلقوا تعليمات من الخارج للحشد والتظاهر، استجابة لدعوة الممثل محمد علي غدا الجمعة. وقال أحد المتهمين، ويدع عبد الرحمن حسن، إنه سوداني الجنسية، من مواليد 1997 ودخل الأراضي المصرية بتاريخ 28 أغسطس 2019، ويقيم في منطقة وسط المدينة، موضحًا أنه من العناصر الإخوانية السودانية وشارك في العديد من التظاهرات ضد النظام بدولة السودان.

أوضح أنه صدر له توجيه من جماعة الإخوان الإرهابية بالسفر للقاهرة والإقامة بالقرب من ميدان التحرير للعمل على الرصد والحشد للتظاهرات بالتنسيق مع عناصر سودانية عقب دخولها للبلاد، وكذا عناصر موجودة داخل البلاد.

وقال متهم آخر يُدعى إبراهيم مالي، إنه تايلاندي الجنسية، مشيرا إلى أنه يعتنق الفكر الجهادي وأنه شارك في التظاهر ضد الدولة المصرية. وتابع: "أنا إبراهيم مالي، من دولة تايلاند أنا اعتنقت فكر الجهاد ، وأنا في مصر &لتعلم اللغة العربية ، والعلوم الشرعية أنا ذهبت إلى ميدان التحرير لمشاركة المتظاهرين لأني أريد ثورة إسلامية".

وأضاف أنه مواليد شهر ديسمبر 1993، وهو طالب بمعهد اللغة العربية، وتّبين اعتناقه الفكر الداعشي، ويرتبط بالعديد من العناصر ذات الفكر المتطرف بمختلف دول العالم، كما أنه يتواصل معهم عبر جروبات سرية، صُدر له التكليف بالتوجه لميدان التحرير والاشتراك بالتظاهرات لإسقاط النظام وإقامة الدولة الإسلامية.

وفي السياق ذاته، أحال النائب العام البلاغ المقدم من المحامي أشرف فرحات يطالبه بإصدار قرار بضبط وإحضار المقاول الهارب محمد علي لإساءته للدولة المصرية ورئيس الجمهورية والمؤسسة العسكرية إلى نيابة أمن الدولة العليا لمباشرة التحقيق.

وجاء في البلاغ أن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت خلال الأيام الماضية، بفيديوهات لمن يدعى محمد على، الذي يعمل في مجال المقاولات بجانب عمله في بعض الأدوار الفنية الثانوية ولكن ربما ظن نفسه بطلًا رغم هروبه من مصر وقام بنشر فيديوهات وأخبار مسيئة عن الدولة والقوات المسلحة ورئيس الجمهورية.

وأضاف البلاغ أن الهارب محمد على افتقر الدليل حتى ضد شقيقه أحمد الذي بادرة بسيل من الاتهامات ووصفه بأكل مال اليتيم، وأن ما يفعله ما هو إلا واجهة للجماعات الإرهابية تستغله لنشر سمومها في مصر كما سبق وفعلت مع محمد شومان وهشام عبد الله وغيرهم من المأجورين فتلك الجماعات تحرص على إبرازه كبطل عبر مواقعها ومنصاتها الإلكترونية والتي أصبحت حديثهم ومحط اهتمامهم فقط دون سواها.

وكان رجل الأعمال والممثل محمد علي من أسبانيا، بث عدة فيديوهات كشف فيها عن وقائع فساد وإهدار وتبديد للمال العام في بناء فنادق فخمة وقصور تابعة للرئاسة والجيش، ما أثار غضب المصريين، لاسيما مع ارتفاع معدلات الفقر، الذي وصل إلى أكثر من ثلث المصريين خلال العامين الأخيرين، 2017 و2018.

وأطلق محمد علي دعوة جديدة، طالب فيها المصريين بالخروج في مظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل، للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعاهم إلى الاستمرار في الميادين حتى يتم تسليم الحكم إلى رئيس مدني.