تعليقًا على تبني أميركا تنفيذ غارات جوية في شمال غرب سوريا السبت، أدت إلى مقتل أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة في العراق والشام، قال قيادي في الجيش السوري الحر إن مقتل أبي بكر البغدادي هو إغلاق لصفحة الاٍرهاب الأسود في سوريا.

إيلاف: أكد لـ "إيلاف" العقيد الركن فاتح حسون عضو الائتلاف السوري المعارض وقائد حركة "تحرير وطن" أنه بمقتل البغدادي "يكون الستار قد أسدل على مشهدٍ أسود، من تاريخٍ أسودْ، لإرهابٍ أسودْ لا يعرفه تاريخ المنطقة الحديث". ورأى أن "هذا الاٍرهاب استثمرته واستثمرت فيه جهات متباينة كل منها حسب مصلحتها".

ثلاث جهات&
واعتبر حسون أن "أول هذه الجهات هي نظام الأسد المجرم الذي سهّل وصول وانتشار الخلايا الأولى لداعش من العراق بعدما كانت استخباراته تدعمه في العراق. ثانيها إيران التي أمدّته بالسلاح والمال والعتاد بشكل مباشر وغير مباشر، ومكنته من السيطرة على أجزاء كبيرة من مناطق السنة في العراق، ليتم اجتياحها لاحقًا، وإلحاق الأذى المستقبلي بتركيبتها، وثالثها ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي أوجدت ونمت كذبًا على فكرة محاربة داعش، وما كان لها أن تسيطر على مساحات شاسعة لولا تسليم هذا التنظيم الإرهابي إياها".

خلافة بتت خرافة
ورأى حسون أنه "بسبب داعش وبغداديها خسرت قوى الجيش السوري الحر خيرة مقاتليها مع مساحات واسعة من سوريا، وأصبحت تحت سيطرة داعش التي سلمتها إلى جهات أخرى".

أضاف "لقد قتلت الولايات المتحدة بعملية عسكرية أمنية مشتركة المجرم البغدادي غير مأسوف عليه، وأصبح من الماضي الأسود، مصطحبًا معه صندوقه الأسودْ، الذي لم يكن له أن يتنقل به كاشفًا شيئًا من أسراره، بائحًا بين فينة وأخرى بخفاياه، فقد ارتضى أن يكون زعيمًا لتنظيم إرهابي، شارك العديد من الجهات في تضخيمه وامتداده حتى بات أسطورة، ما لبث أن تلاشى كالفقاعة، مخلفًا وراءه ذكرى سوداء سمّاها يومًا ما خلافة، ولم تكن في الحقيقة سوى خرافة".

واعتبر حسون أخيرًا أن التنظيم "لم ينته بشكل كامل بمقتل البغدادي، ولن يكون لمقتله أثر سلبي كبير على خلايا التنظيم، التي باتت تعمل بدون مركزية قرار، فقد باتت هذه الخلايا تعمل تحت إملاءات فكرية إرهابية"، متوقعًا أن يأتي "مدعيّ جديد بعده تنصبه من "جهات ما" خليفة جديد يقود قطيع من ذوي العقول المتحجرة، والجيل الجديد المنتمي إلى مقاتلي داعش الذين يكبرون ونصب أعينهم الانتقام والثأر، وسيبقى هذا التنظيم داء، نحتاج سنوات طويلة للتخلص منه ومن آثاره السلبية".