ينتظر المراقبون ما ستسفر عنه الاتصالات بين عمان وتل أبيب في شأن مصير مواطنين أردنيين تعتقلهما السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع، مما أثار قلقًا في عمّان، وهدد العلاقات المتوترة أساسًا بهزة قوية قد تسفر عن سحب السفراء.&

إيلاف: استدعى الأردن منذ أيام سفيره في تل أبيب للتشاور على خلفية استمرار اعتقال هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي في إسرائيل منذ أغسطس وسبتمبر الماضيين لدى عبورهما جسر الملك حسين نحو المناطق الفلسطينية المحتلة.

ردًا على اعتقال اللبدي ومرعي، غرّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على موقع (تويتر) محمّلًا "إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

وأعلن الصفدي يوم الثلاثاء الماضي أنه "في ضوء عدم استجابة إسرائيل لمطالبنا المستمرة منذ أشهر بإطلاق المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، واستمرار اعتقالهما غير القانوني وغير الإنساني استدعينا السفير الأردني في تل أبيب للتشاور.. خطوة أولى".

سلامة الاردنيين

أضاف: "إن تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار"، وهدد بـ"اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

وكان الوزير قد التقى في وقت سابق أهالي الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية بعد اعتصام نظمه الأهالي أمام الوزارة، واعدا بترتيب زيارات فردية وجماعية لأبنائهم.

يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية كانت اعتقلت هبة اللبدي (25 عامًا) في 20 أغسطس أثناء ذهابها مع والدتها وخالتها لحضور حفل زفاف أحد أقاربهن في الضفة الغربية، وحكم عليها بالسجن الإداري لمدة 5 شهور، وتخوض اللبدي إضراباً عن الطعام منذ نحو خمسة أسابيع، رفضاً لاعتقالها الإداري.

كما اعتقل عبد الرحمن عدنان مرعي (29 عاما) والقابع حاليًّا في معتقل "عوفر" الإسرائيلي، في 2 سبتمبر أثناء توجهه الى حضور حفل زفاف أحد أقاربه في الضفة، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 4 شهور.

تلميحات

أمام الرفض الإسرائيلي بشأن الافراج عن اللبدي ومرعي، صدرت تلميحات من عمّان إلى أن هناك إجراءات دبلوماسية اخرى ممكن ان يتخذها الأردن للضغط على إسرائيل لتصبح حالة استدعاء السفير الأردني قرارا بسحبه من تل ابيب.

عبدالرحمن مرعي اعتقل ولا محاكمة بعد&

قال وزير الإعلام الأردني السابق محمد المومني إن نقل المعتقلة الأردنية في سجون الاحتلال هبة اللبدي الى مركز صحي تابع لإدارة السجون يعتبر تقدمًا في القضية واستجابة من الاحتلال للأردن.

واوضح المومني في تصريح نقله موقع (عمون) أن الدبلوماسية التي تقتضي التدرج بالإجراءات قد تطلب من السفير الاسرائيلي في عمّان مغادرة المملكة احتجاجا على التجاهل الاسرائيلي لمطالبة الأردن، وقد يتبع ذلك طرد السفير الاسرائيلي الى حين حل هذه المشكلة.

تابع: "ممكن للأردن الحديث مع سفراء الدول الصديقة واعضاء مجلس الأمن حول انتهاكات اسرائيل القانونية لحقوق الأردنيين". وأكد أن في الوقت نفسه يمكن للأردن البدء بالترتيبات الميدانية لإنهاء فترة حق الاستخدام لأراضي الباقورة والغمر التي استمرت مدة 25 عاما.

حزب الله&

الى ذلك، فإنه في الوقت الذي قالت فيه صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إن احتجاز هبة اللبدي هو للاشتباه في اتصالها بحزب الله اللبناني، أطلق الأردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية تحت هاشتاغ #الحرية لهبه وعبدالرحمن مطالبين الحكومة الأردنية بالعمل جدياً على إطلاق سراح المعتقلين.

في المقابل، حسب تقرير لـ(بي لي سي)، أبدى عدد من المغردين عدم مبالاتهم لما حصل مع هبة اللبدي بسبب مواقف سابقة لهبة مؤيدة للنظام في سوريا. فاعتبر بسام محمد أن حال هبة في السجن الإسرائيلي أفضل من حال قريناتها السوريات والفلسطينيات في سجون نظام الأسد الذي تؤيده.

وقالت لين إن مشاعرها تجاه تغيرت لما عرفت أنها أنصار الأسد تغيرت مشاعري تجاهه مليون درجة لكنها طالبت الحكومة باتخاذ الإجراءات المناسبة للإفراج عنها.

متسلل إسرائيلي

ومع تطورات قضية اللبدي ومرعي، ألقت السلطات الأردنية، مساء الثلاثاء الماضي، القبض على مواطن إسرائيلي تسلل بطريقة غير شرعية إلى الأراضي الأردنية، بحسب وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، ما أكده الجيش الإسرائيلي لاحقا.

وطالب ناشطون اردنيون حكومة بلادهم بالقيام بتبادل بين المتسلل ومرعي والبدري المعتقلين في سجون إسرائيل. وأكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أن "السلطات المعنية ألقت القبض على مواطن إسرائيلي تسلل بطريقة غير شرعية إلى أراضي المملكة عبر الحدود في المنطقة الشمالية".

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، إن "السلطات المعنية تتحفظ على المتسلل، وتجري التحقيقات اللازمة معه تمهيدا لإحالته على الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه".

وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي "اعتقال السلطات الأردنية مواطن إسرائيلي عَبَرَ الحدود نحو الأردن"، وأضاف الجيش في بيان مقتضب، أن المواطن "خضع للتحقيق لدى أجهزة الأمن الأردنية". وأضاف البيان إلى أن "المواطن تسلل طوعا وبإرادته".

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن "السلطات الأردنية عادة ما تعيد المتسللين"، مشددة على أن "المناخ اليوم مختلف قليلا"، في إشارة إلى استدعاء السفير الأردني لدى إسرائيلي على خلفية اعتقال السلطات الإسرائيلية مواطنين أردنيين إداريًا، من دون تقديم لائحة اتهام ضدهم.