أسامة مهدي: فيما سقط في بغداد اليوم 33 قتيلا وجريحا في مواجهات بين القوات الامنية والمحتجين الذين يحاولون السيطرة على جسور في العاصمة فقد اصدرت السلطات تعليمات تقضي برصد الطلبة المضربين الملتحقين بالتظاهرات وتسجيل اسمائهم.&

فقد شهدت ساحات التظاهر في بغداد ومحافظات وسطى وجنوبية اليوم مليونيات احتجاج تحت شعار "جمعة الرفض" فيما سقط حوالي 33 قتيلا وجريحا في العاصمة وحدها من المتظاهرين خلال مواجهات مع قوات الامن التي تصدت لهم بقنابل الغاز والرصاص الحي. وقتل 3 متظاهرين واصيب حوالي 30 آخرين خلال مواجهات بين الامن والمحتجين الذين يحاولون السيطرة على جسري الاحرار والسنك وسط بغداد والمؤديين الى مكاتب حكومية عليا والى مبنى السفارة الايرانية. & &

&وأمس الخميس قتل 6 متظاهرين قرب هاذين الجسرين الأحرار والسنك الحيويين واللذين يؤديان إلى المنطقة الخضراء حيث معقل الحكومة ومكاتب البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الاشتباكات التي باتت تعرف باسم "معركة الجسور".

عراقية ترسم للثورة على أحد جسور بغداد

السلطات ترصد الجامعيين المضربين وتصور المدارس المضربة

وفي محاولة للحد من التحالق الالاف من طلبة المدارس والجاعات فقد اصدرت السلطات العراقية تعليمات بمحاكمة المحرضين على الاضراب وفتح سجلات للدوام في الجامعات لمعرفة المتغيبين من الملتحقين بالاحتجاجات.

فقد اصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية تعليمات الى الجامعات في محاولة لمنع الطلبة من الالتحاق بالاحتجاجات والذين اضاف انضمامهم الى المتظاهرين في مختلف المحافظات زخما كبيرا لحركة الاحتجاج الشعبي الواسعة المطالبة بالاصلاح الشامل والتي انطلقت في الاول من الشهر الماضي.

وقالت وثيقة صادرة عن الوزارة اطلعت عليها "إيلاف" انه "وفقا للمقتضيات التي تفرضها الأوضاع الأمنية فإن الجامعات ستقوم بفتح سجلات لحضور الطلبة داخل الأقسام والمحاضرات وذلك لإخلاء مسؤولية الوزارة ومؤسساتها التعليمية مما قد يلحق بالطلاب أثناء تواجدهم في الإعتصامات" بحسب قولها.

ومنذ الاربعاء الماضي انتشرت وحدات من الجيش العراقي قرب المدارس في العاصمة بغداد لمنع الطلبة من المشاركة في المظاهرات المتواصلة في مدن البلاد فيما تجبر عناصر من الاستخبارات العراقية إدارات المدارس على تزويدها بسجل حضور المدرسين وتلتقط صورا للمدارس التي تغيب طلابها عن الدوام استجابة لدعوات الإضراب العام.

جامعيات: الظاهرات أطلقت طموحاتنا ودورنا الاجتماعي

ومن جهتهن أعربت طالبات جامعيات يشاركن في التظاهرات التي تشهدها ساحة التحرير وسط بغداد عن طموحهن بالتغيير في البلاد مؤكدات ان مشاركتهن في الاحتجاجت اطلقت طموحاتهن ودورهن الاجتماعي.

وطالبت الطالبة هديل علي جبار بإستقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي "لانه لم يم يحقق مطالب الجماهير ومنهم الشباب لاسيما في التعيينات والسكن الكريم وباقي المطالبة المحقة". وأكدت جبار ان "الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لا يرعبنا ولن نخاف منه مادامت مطالبنا هي من ثوابت حقوقنا المشروعة في هذا البلد".

بنات العراق يهتفن للوطن

أما هاجر حميد وهي طالبة في جامعة ميسان فأكدت ل وكالة "ألفرات نيوز" المحلية التي اجرت مقابلات مع طالبات الجامعات العراقية واطلعت عليها "أيلاف" الدعم والمساندة للمتظاهرين. وقالت إن "مشاركة الطلبة في التظاهرات تعير عن مساندة ودعم للمتظاهرين في تغير الحال الى أفضل" مؤكدة "مواصلة الدعم والمساندة للمتظاهرين من أجل التغيير وعدم التراجع عن ذلك".

ومن جهتها أشارت الطالبة والفنانة التشكيلية رانية محمد عبد الجبار الى الوعي العالي للمشاركين في التظاهرات ومطالبهم المشروعة. وقالت "كنا ننتظر الفرصة كي نعبر عن رأينا في الحكومة ولدينا الكثير من النساء والطالبات يملكن المواهب وانا منهم فهوايتي الرسم وفي السابق كان من الصعب ان أخرج الى الشارع وأقوم بالرسم لكن الان أصبح الامر طبيعيا اذ رسمت على مجسرات او جدران فهذا الجيل قد أثبت انه جيل واعٍ".

وتابعت أن "الأغلب بل الكثير منا لا يخبرون أسرهم لدى خروجهم الى ساحة التحرير حيث نخرج من المدارس لان الأهل يرفضون ذلك خوفاً علينا لكن نحن ليس أفضل من الشهداء الذين سقطوا في ساحة التحرير، وقد جاءت الفرصة لكي نعبر عن ارائنا على ما يحدث في العراق".

ورغم الرصاص الذي يترصد المتظاهرين في الشوارع والساحات حيث قتل حوالي 400 شخصاً حتى الآن في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ الأول من الشهر الماضي فقد كانت مشاركة العراقيات فيها واحدة من ابرز ظواهر الحركة الاحتجاجية ضد فساد الطبقة السياسية حيث يتناقل نشطاء فيديوهات وصور لعراقيات يشاركن في الاحتجاجات دون أن يكترثن بالعنف الذي تواجه به السلطات الامنية المتظاهرين حتى الآن.

طلبة جامعة بغداد ينضمون الى الاحتجاجات

وأجمع مغردون عبر تويتر على أن النساء يشكلن عنصرا مهما في الحراك برغم كل ما يتعرضن له من مضايقات اجتماعية وسياسية لمشاركتهن في التظاهرات التي تنوعت بين المساهمة في إسعاف المتظاهرين الجرحى وتحضير الطعام للمتظاهرين وتنظيف ساحات التظاهر.

ودأب طلاب المدارس على مدار الأيام القليلة الماضية على الخروج في مظاهرات للساحات العامة في العاصمة بغداد في تحد لقرار وزارة التربية والتعليم الذي دعا الطلاب إلى استئناف الدراسة.
وتوقفت الدراسة في عدد كبير من مدارس العراق كما تعطلت الدراسة في غالبية الجامعات &على إثر الاحتجاجات التي تجتاح العراق منذ حوالي الشهرين.

يشار الى ان احتجاجات غاضبة قد تفجرت في العاصمة العراقية وتسع محافظات وسطى وجنوبية في 25 من الشهر الماضي سرعان ماتوسعت بأنضمام ملاين الطلبة والعمال والمحامين والمعلمين والاطباء والمهندسين للمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة ثم تحولت الى دعوات لاسقاط النظام والعملية السياسية القائمة على المحاصصة واجهتها السلطات بالعنف المفرط ما تسبب في مقتل حوالي 400 متظاهر واصابة اكثر من 16 الف آخرين.