يستمر الحراك في لبنان مع إضراب شامل وقطع بعض الطرق، وكان لافتًا أمس ما شهدته منطقة الرينغ في بيروت من اعتداء على المتظاهرين، وفي اليوم الأربعين للحراك يتحدث البعض عمّا&يحمله الموفد البريطاني إلى لبنان.

بيروت: يستمر الحراك في لبنان مع موجة مرتفعة اليوم من&إضراب شامل وقطع بعض الطرق، وكان لافتًا أمس ما شهدته منطقة الرينغ في بيروت من اعتداء على المتظاهرين، وفي اليوم الأربعين للحراك يتحدث البعض عمّا&يحمله الموفد البريطاني ريشارد مور، والذي ترتكز زيارته الى لبنان على عدم اعتراض الرباعية الأوروبية، أي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، على عدم عودة الحريري الى رئاسة الحكومة شرط ألا يستفز اسم رئيس الحكومة المقبل الساحة السنية في لبنان.

كما ترتكز نقاط زيارته الى لبنان على عدم وجود لأي ربط ما بين مسار "سيدر" والحريري. كذلك لا فيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة.

وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أن الاوروبيين راغبون في ايجاد مخرج سريع للأزمة الحكومية نتيجة القلق من الوضع الاقتصادي وعطفًا على تقارير تصل من قبل دبلوماسيين اوروبيين في بيروت بشأن المخاوف المتزايدة من انهيار الوضع المالي كليًا.

&فضلاً عن أن البريطانيين يستغلون هذه الأزمة لإعادة تفعيل العلاقات مع دول المشرق العربي، معوّلين على قدرتهم التأثيرية على الأميركيين التي تفوق قدرة الفرنسيين.

وتتشارك بريطانيا والولايات المتحدة الخشية نفسها من تعاظم الدور الروسي في الساحة اللبنانية، وتلقيهما مؤشرات جدية على محاولة الروس التأثير في بعض الملفات، مما يتطلب تحركًا سريعًا من قبلهما.

غير أن البريطانيين يرون أن أي بحث في نزع سلاح حزب الله في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة "ضرب من الجنون" ويتوافقون مع الفرنسيين على أولوية معالجة الانهيار المالي و"تنفيذ الاصلاحات".

وكانت فرنسا أوفدت الى بيروت الأسبوع الماضي مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، بهدف إستطلاع الوضع الحالي في لبنان ولقاء بعض السياسيين والمسؤولين والعسكريين وممثلين عن المجتمع المدني لا سيما بعد انطلاقة الإنتفاضة الشعبية منذ 17 أكتوبر الفائت، والتي أدّت كخطوة أولى الى استقالة حكومة سعد الحريري، ودخول لبنان في نوع من "الفراغ" الحكومي.

ورأى البعض في هذه الزيارات "تدخّلاً في شؤون لبنان الداخلية"، رغم أنّ بعض المتظاهرين من الحراك قد طالب بتحرّك المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان من الأزمة التي يمرّ بها.

&ومع كثرة الوفود الغربية إلى لبنان في الفترة الأخيرة، فما الذي يجذبها لزيارته، وما هي المصالح التي تستهدفها الدول الغربيّة من الإهتمام المتنامي بلبنان؟

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ "إيلاف" أنه من الواضح أن المنطقة تشهد تغييرات جذرية، وهناك حراك هائل دموي ومدمر في المنطقة على مدى السنوات الست&الماضية على الأقل وربما أكثر لكن الأهمية الأساسية للحراك الدولي تعود إلى الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في لبنان، وهم عمليًا مع عدم العناية بهم سيؤدي الأمر إلى تخريب الإستقرار المحلي أولاً، وربما يؤثر أيضًا في ما بعد على الإستقرار العالمي، فالوفود موجودة &للمساعدة أو على الأقل للإستطلاع، ولكن في الوقت عينه لاستكشاف كيف يمكن تأمين بعض الإستقرار أو التوصل الى حل يؤدي إلى استمرار الإستقرار في البلد على المستويين&السياسي والأمني.

مصالح

عن مصالح الدول الغربية تجاه لبنان، يرى علوش أن مصالح الدول الغربية لا علاقة لها بمصلحة لبنان بقدر ما لها علاقة بمصالحها الشخصية، خصوصًا في ما يتعلق بعدم تهجير أو على الأقل ترحيل الإشكالات الواقعة في لبنان إلى بلدانها الغربية، وبخاصة في ما يتعلق بموضوع اللاجئين إلى الدول الغربية، فتبقى الوفود الغربية إلى لبنان محاولة لحصر المشاكل خارج أراضيها وحدودها.