شارك الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، في منتدى الإعلام السعودي، فقال إن علينا كمسلمين التصدي للخطاب المتشدد الذي خلق صورة مشوهة عن الإسلام وقلقًا من الدين الاسلامي لدى الآخرين.

إيلاف من الرياض: بمشاركة 1000 إعلامي من 23 دولة، وبحضور نخبة من قادة الإعلام والفكر والخبراء، انطلق اليوم في الرياض منتدى الإعلام السعودي بنسخته الأولى، رافعًا شعار "صناعة الإعلام... الفرص والتحديات".

ضمن فعاليات اليوم الأول، تناولت جلسة حملت العنوان "الإسلاموفوبيا أزمه فكر أم أزمه إعلام"، علاقة الرسالة الإعلامية بظاهرة الإسلاموفوبيا، ومهام صناعة الإعلام في مواجهة هذه الظاهرة وتغيير الصورة النمطية التي يعكسها الإعلام المضاد، مع بيان معنى "إسلاموفوبيا" ومخاطر المصطلح، وأثر الرسالة الإعلامية المأزومة بالإسلاموفوبيا، والجهود المأمولة لمواجهة تنامي المصطلح وتطبيقاته.

عن خطاب الإسلاموفوبيا

في الجلسة، تحدث الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، فقال: "خطاب الإسلاموفوبيا لم يقتصر على العالم العربي والإسلامي، وعلينا إيضاح الصورة الحقيقة للإسلام والتصدي للأفكار المتطرفة"، لافتًا إلى أن الخطاب الديني المتشدد وضع صورة مشوهة عن الإسلام ووصفه بدين رافض لغيره.

أضاف العيسى: "إن تزايد مصطلح الإسلاموفوبيا وآثاره السلبية مع تزايد وجود المنظمات المتطرفة والإرهابية المحسوبة زورًا على الإسلام، والرابطة حاورت بعضًا من اليمين المتطرف وأعلنوا تراجعهم"، مؤكدًا أن مصطلح الإسلاموفوبيا مهم في دراسته والبحث عن كافة تفاصليها، "وهذا المصطلح هو باختصار الخوف من الإسلام والمسلمين والقلق من الإسلام والمسلمين".

وتابع العيسى: "يجب علينا كمسلمين التصدي للخطاب المتشدد الذي أثر في العالم الإسلامي وخلق صورة مشوهة عن الإسلام وخلق قلقًا من الدين الإسلامي لدى الآخرين".

وإذ قال العيسى إن 50 في المئة من أسباب الإسلاموفوبيا تأتي من داخل العالم الإسلامي، دعا كل من يعيش على أرض أن يحترم دستورها وقانونها.

إعلام وحقيقة

كذلك انعقدت جلسة عنوانها "الإعلام الحديث واضطراب الحقيقة"، تحدث فيها منصور ابراهيم المنصور، مدير عام المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أكد أن التغير والتطور من سمات الحياة، ولا يمكن جيل أن يعيش بمفردات وآليات الجيل السابق، مبينًا أن العالم يعيش الثورة الصناعية الرابعة، "الثورة الرقمية التي غيرت من السلوك البشري بشكل لا يمكن تجاهله، والتكنولوجيا الحديثة نقلتنا إلى عصر حديث فيه المعلومة للجميع".

قال المنصوري: "في سنوات قليلة امتلكنا القدرة على أن نكون مصادر للأخبار عبر جهاز صغير في أيدينا، والجميع يدرك الإيجابيات وانعكاساتها على آليات النشر والوصول للجمهور بشكل أكبر وأوسع"، مؤكدًا أن الإعلام لم يعد ينحصر بالتوثيق، "بل أصبح في أحيان كثيرة صانعًا الحدث واتخاذ القرار".

سيل جارف من المعلومات

في مداخلته، أشار المنصوري إلى أن 300 مليون مستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي يشكلون 48 في المئة من سكان العالم، وهؤلاء يقومون يوميًا بنشر سيل جارف من المعلومات والصور والفيديوهات، "وعلى سبيل المثال، هناك 300 مليون صورة يتم نشرها يوميًا على منصة الفيسبوك، ويوجد 50 منصة للتواصل الاجتماعي، وهذا الكم الهائل من المعلومات يضعنا أمام سؤال مهم: من يدير المشهد الإعلامي اليوم ومن يضمن صحة تلك المعلومات؟"

أوضح المنصوري أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت عادة، "ومن المعروف أن العادة ليس من السهل التخلي عنها، لذا فإن التوعية الرقمية يجب أن تكون الحل الأمثل لمواجهة جزء كبير من المعلومات المشوهة والأخطار الكاذبة التي تنشر عبر هذه الوسائل"، لافتًا إلى أن التوعية الرقمية يجب أن توجه للمجتمع مستهدفة في المقام الأول الفئة العمرية في مرحلة بمعنى أن نجعل الطفل قادرًا على معرفة كيف يتعامل مع تلك المعلومات قبل مشاركتها مع الآخرين. قال: "بهذه الطريقة نكون قد رسخنا قيمًا وعادات تعين الأفراد على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة إيجابية".

ختم المنصوري قائلًا: "على وسائل الإعلام أن تكون جزءًا من معادلة التغيير، والتكنولوجيا أدوات جامدة، الإنسان من يوظفها ويستخدمها، ولا بد أن نسخر تلك الوسائل والتقنيات لخدمة الإعلام ونشر المعلومات الموثقة".