نصر المجالي: كشف النقاب أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، هو من يقف وراء رفع أسعار البنزين وهو قرار أجج الاحتجاجات الشعبية، وكشف مكتبه عن رسالة سرية وجهها للبرلمان الإيراني بعد يومين من إعلان القرار، محذرا إياه من أي تحرك لإلغاء القرار.

وذكرت مجلة "خط حزب الله" التابعة لموقع خامنئي، اليوم الخميس، أن الرسالة قرأها رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، في اجتماع سري انعقد يوم 17 نوفمبر الماضي.

وكان خامنئي قد أيد في ذلك اليوم، قرار زيادة أسعار البنزين وتقنين توزيعه، وهو قرار اتخذته الحكومة بشكل مفاجئ وأثار تظاهرات في عدة مدن إيرانية.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، في حينه أن خامنئي ساند القرار، منحياً باللوم في "أعمال التخريب" على معارضي الدولة والأعداء الأجانب. كما نقل عن خامنئي قوله إن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب دعمها.

ومنذ 15 نوفمبر الماضي شهدت عدة مدن إيرانية، خاصة جنوب البلاد، احتجاجات مترافقة بأعمال عنف على قرار الحكومة رفع أسعار البنزين بصورة حادة، فيما تحدث ناشطون عن سقوط قتلى بين صفوف المتظاهرين في اشتباكات مع قوات الأمن.

ظروف حساسة&

وإلى ذلك، جاء في الرسالة، حسب المجلة: "ينبغي إبلاغ النواب المحترمين بأن أي إجراء يخص قرار رفع أسعار البنزين في البرلمان يجب أن يجري في إطار قرارات مجلس الأمن القومي وألا يتم تخطي ذلك مع مراعاة الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد".

وأضافت أن البرلمان شهد اجتماعا صاخبا صباح ذلك اليوم، بينما استعد نواب لتقديم مشاريع قوانين لإلغاء قرار رفع أسعار البنزين، مشيرة إلى أن البرلمان هدأ بعد قراءة رسالة المرشد.

وقال التقرير إنه مع اتساع رقعة الاحتجاجات والاضطرابات في عدة مدن إيرانية، واستنادا إلى المادة 176 من الدستور، عقد مجلس الأمن القومي اجتماعا طارئا لاتخاذ قرار بشأن التطورات الأخيرة في البلاد.

وخلال الاجتماع كان هناك إجماع على ضرورة تطبيق القرار بعد الإعلان عن اتخاذه "وإلا فإن التراجع عنه سيؤدي إلى تصعيد الاضطرابات وانتشار الفوضى في البلاد".

وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن القومي أجمعوا على أن إقناع نواب البرلمان خارج قدرات لاريجاني، ولذا كان من الضروري طلب مساعدة المرشد لحل القضية.