مقديشو: يشكل الاسلاميون الشباب رأس حربة تمرد مسلح في الصومال الذي يشهد فوضى منذ 2011 وتعرضت عاصمته مقديشو السبت لاعتداء دام جديد.

لكن أي جهة لم تتبن حتى الآن الاعتداء الذي نفذ بواسطة سيارة مفخخة في حي مكتظ في العاصمة وخلف عشرات القتلى.

- اسلاميون مرتبطون بالقاعدة -

ينبثق الشباب من فرع للمحاكم الاسلامية التي سيطرت لستة اشهر على وسط الصومال وجنوبه وخصوصا العاصمة مقديشو قبل أن تطيحها قوات اثيوبية.

اعلنوا العام 2010 مبايعتهم لتنظيم القاعدة قبل أن ينتموا رسميا اليه العام 2012. وثمة أقلية منهم اعلنت انشقاقها في الاونة الاخيرة وانضمامها الى تنظيم الدولة الاسلامية.

يقدر عددهم بما بين خمسة الاف وتسعة آلاف عنصر. ومنذ مقتل احمد عبدي غودان في ضربة أميركية في ايلول/سبتمبر 2014 بات زعيمهم احمد عمر ديري المعروف ب"ابو عبيدة".

ومنذ طردتهم قوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) البالغ عديدها 22 الف جندي (انتشرت في الصومال العام 2007) من مقديشو في آب/اغسطس 2011، اضطر الاسلاميون الشباب الى التخلي تدريجا عن غالبية معاقلهم.

لكنهم يواصلون السيطرة على مناطق ريفية مترامية ولا يزالون يعتبرون أكبر تهديد للسلام في الصومال. وهم يلجأون خصوصا الى حرب العصابات والهجمات الانتحارية. وفي 14 تشرين الاول/اكتوبر 2017، اسفر اعتداء بشاحنة مفخخة عن اكثر من 500 قتيل في حي مكتظ في مقديشو. وهو اسوأ هجوم في تاريخ البلاد.

منذ بداية 2016، استعادت حركة الشباب الاسلامية نشاطها واعلن الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد الذي انتخب في شباط/فبراير 2017 "الحرب" عليها.

من جهتها، توعدت الحركة بشن حرب "لا هوادة فيها" على الرئيس والحكومة الصومالية المركزية التي تحظى بدعم المجتمع الدولي.

وفي آذار/مارس 2017، اجاز الرئيس الاميركي دونالد ترامب للبنتاغون تنفيذ عمليات لمكافحة الارهاب دعما للحكومة الصومالية. وشنت القوات الاميركية مذاك ضربات جوية عديدة على الاسلاميين الشباب. وفي 12 تشرين الاول/اكتوبر 2018، اسفرت احدى هذه الضربات عن "مقتل نحو ستين إرهابيا" وفق الجيش الاميركي.

- كينيا هدف آخر لحركة الشباب -

كثف الاسلاميون الشباب هجماتهم في كينيا المجاورة منذ تدخل قوات كينية في الصومال العام 2011.

وفي 15 و16 كانون الثاني/يناير 2019 نفذت مجموعة منهم هجوما على فندق كبير في نيروبي اسفر عن مقتل 21 شخصا، وذلك ردا على نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل ابيب الى القدس.

لكن الهجوم الاكثر دموية وقع في الثاني من نيسان/ابريل 2015 حين هاجمت مجموعة فجرا جامعة غاريسا في شرق البلاد مخلفة 148 قتيلا بينهم 142 طالبا قتل بعضهم بدم بارد. كان هذا الهجوم الاكثر دموية في كينيا منذ الهجوم الانتحاري لتنظيم القاعدة في آب/اغسطس 1998 والذي استهدف السفارة الاميركية في نيروبي (213 قتيلا).

وفي ايلول/سبتمبر 2013، تبنى الاسلاميون الشباب هجوما كبيرا على مركز وست غيت التجاري في نيروبي خلف 67 قتيلا بعد حصاره لأربعة ايام.

- استهداف دول أخرى -

تبنى الشباب في 2010 هجومين في كمبالا عاصمة اوغندا، أكبر مشارك في قوة الاتحاد الافريقي في الصومال. ففي 11 تموز/يوليو، فجر انتحاريان نفسيهما في مطعمين في كمبالا كان روادهما يشاهدون المباراة النهائية لكأس العام في كرة القدم، ما اسفر عن 76 قتيلا وأكثر من ثمانين جريحا. وشكل ذلك أول هجوم واسع النطاق للاسلاميين الصوماليين خارج حدود بلادهم.

وفي 24 ايار/مايو 2014، تبنى الشباب أول اعتداء في جيبوتي استهدف مطعما في العاصمة يرتاده غربيون وعسكريون، كون البلاد تضم قاعدتين فرنسية واميركية.

واعلنوا أنهم استهدفوا "التحالف الصليبي الغربي المتمركز في جيبوتي"، مطالبين سلطات البلاد بسحب جنودها المنتشرين في اطار اميصوم.