إيلاف من أمستردام: شارك رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، في مراسم تشييع قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ومساعديهما الذين قتلوا فجر الجمعة في بغداد.

وكان العديد من المشيّعين يرتدي ملابس سوداء، شاركوا في موكب التشييع في انطلاقًا من مدينة الكاظمية بكرخ بغداد قبل أن ينتظم موكب التشييع الرسمي في منطقة الجادرية في بغداد صباح اليوم، حيث انضمت شخصيات سياسية عراقية وأعضاء في الحشد الشعبي، يتقدمهم زعيم منظمة بدر رئيس تحالف الفتح هادي العامري المرشح لشغل منصب أبو مهدي المهندس والأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو ولاء الولائي، وآخرون. فيما غاب آخرون مثل قيس الخزعلي زعيم منظمة عصائب أهل الحق الذي رجح متبعون عراقيون تواجده في مدينة النجف التي سينتهي إليها موكب التشييع، حيث سيدفن القتلى العراقيون، على أن يدفن سليماني في مسقط رأسه في مدينة كيرمان في إيران.

وأظهرت لقطات مباشرة توافد آلاف العراقيين إلى وسط بغداد للمشاركة في التشييع الذي ينتقل بعد العاصمة بغداد إلى مدينة كربلاء (105 كم جنوب العاصمة بغداد) ثم إلى مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد).

وحاول بعض المشيعين اقتحام المنطقة الخضراء، التي تضم السفارة الأميركية وسط بغداد.
وجرت محاولة الإقتحام بالتزامن مع وصول موكب التشييع من منطقة الكاظمية في بغداد إلى ساحة الحرية قرب جسر الطابقين القريب من المنطقة الخضراء.
وتوجهت مجموعة صغيرة من المشيعين الغاضبين إلى إحدى بوابات المنطقة الخضراء وحاولت تسلق البوابة، لكن اللجان المنظمة للتشييع منعتهم من ذلك وانتهى الأمر دون حدوث تطور أكبر، كما حدث الأربعاء الماضي أمام السفارة الأميركية.
وأظهرت صور عددا من المشيعين وهم يحاولون اختراق إحدى بوابات المنطقة الخضراء أو تجاوزها عبر الصعود عليها، فيما بدا عناصر من الجيش العراقي عن قرب وهم يراقبون المشهد.

وكانت هيئة الحشد الشعبي أغلقت الطرقات المؤدية إلى منطقة الجادرية والمنطقة الخضراء، وأصدرت بيانًا في وقت سابق، قالت فيه إن العراق يشهد السبت الساعة العاشرة صباحًا المراسم الرسمية لتشييع جثامين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني ومرافقيهما الذين قتلوا في الهجوم.

وأضاف البيان إن "التشييع الرسمي سيليه التشييع الشعبي من بوابة المنطقة الخضراء باتجاه الجادرية الساعة الحادية عشر صباحًا".

ذكرت قناة العالم الإيرانية على تليغرام أن جثمان سليماني يشيّع اليوم في بغداد ثم في كربلاء والنجف، ثم ينقل إلى مشهد، وبعدها إلى طهران ثم يدفن في كرمان.

بدأ التشييع بنقل نعوش العراقيين الخمسة إلى الكاظمية على سيارات بيك-آب رفعت عليها أعلام عراقية، وسارت بين الحشد. ورفعت على السيارات التي تنقل القتلى الإيرانيين أعلام إيران. ورفع عدد من المشاركين في الحشد صورًا للمرشد الإيراني علي خامنئي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وكان سليماني الذي قتل في سن الـ62 عامًا، شخصية أساسية في النظام الإيراني، يحظى بشعبية في البلد، وكان محوريًا في ترسيخ نفوذ الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط. وقد اغتيل بصحبة أبو مهدي المهندس وستة مساعدين لهما قبيل فجر الجمعة قرب مطار بغداد الدولي بوسطة طائرة أميركية من دون طيار.

وتوعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي "بانتقام قاس" لمقتل سليماني، وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام في البلاد. وقام كل من آية الله خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة عائلة سليماني الجمعة لتقديم التعازي.