تم الإثنين الافتتاح الرسمي لأسبوع أبوظبي للاستدامة 2020، الذي تحول وجهة عالمية للاستدامة، ويشمل فاعليات تمتد إلى 18 يناير الجاري، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من قادة الدول وممثليها ورؤساء الوفود وشيوخ الإمارات.

إيلاف من أبوظبي: شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد من قادة الدول وممثليها ورؤساء الوفود وشيوخ الإمارات اليوم حفل افتتاح دورة هذا العام من "أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020"، الذي يقام تحت عنوان "تسريع وتيرة التنمية المستدامة".

بدأ حفل الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت ترحمًا على روح الراحل السلطان قابوس بن سعيد، ثم السلام الوطني لدولة الإمارات، تلاه فيلم خاص تمحور حول دور الشباب وأهمية تعاونهم من أجل ضمان مستقبل أفضل، إضافة إلى دعوة موجهة لجميع الجهات الفاعلة وأصحاب القرار للعمل معًا لتحقيق النهضة المنشودة من خلال الالتزام بترسيخ الاستدامة.

لمستقبل أكثر استدامة

رحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقادة الدول وممثليها والخبراء والضيوف الذين يجتمعون في دولة الإمارات لبحث قضايا وتحديات الاستدامة وسبل توسيع آفاق الحوار وتكثيف الجهود وتضافرها للتوصل إلى حلول تمضي بالعالم نحو مستقبل أكثر استدامة.

أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الإمارات تواصل دورها الحيوي، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، للإسهام في توحيد الجهود من أجل إيجاد حلول للتحديات التي يواجهها العالم خاصة في مجالات الطاقة واستدامة البيئة.

وقال الشيخ محمد بن زايد إن ما نشهده اليوم من تجمع عالمي كبير في أبوظبي من خلال دورة جديدة من اسبوع أبوظبي للاستدامة يؤكد المكانة الرائدة لدولة الإمارات بوصفها داعمًا أساسيًا لمبادرات الاستدامة ومناقشة قضاياها وتعزيز المشاركة الفاعلة للمجتمع الدولي في إرساء دعائم التنمية الشاملة، مؤكدًا أن الأسبوع يعد منبرًا للحوار وصياغة الأفكار واستراتيجيات العمل التي تتمحور حول قضايا الاستدامة، ويمثل تكريسًا لنهج الوالد المؤسس الشيخ زايد، الذي تبنى الاستدامة منهج عمل لتحقيق التقدم في جميع المجالات، ومنوهًا بأن الإمارات تقدمت خطوات كبيرة نحو ترسيخ الاستدامة بوصفها ركيزة أساسية في جهود التنمية الوطنية وتبنيها إطار عمل مؤسسي، وفقًا لـ "رؤية الإمارات 2021".

صورة جماعية في حفل الافتتاح

أوضح الشيخ محمد بن زايد أن النهضة الحضارية التي حققتها الإمارات منذ تأسيسها كانت نتاج هذه العقلية المنفتحة على الحوار مع الآخر وتبادل المعرفة مع مختلف الأطراف، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز هذا الانفتاح في ظل استعداد الدولة هذا العام لرسم ملامح الخمسين عاما المقبلة.

قال: "نحن نتطلع إلى المستقبل بمزيد من الإصرار والثقة لمواصلة مسيرة الوطن وتحقيق ما هو أفضل لأجيالنا القادمة والبشرية جمعاء".

وجهة عالمية للاستدامة

ألقى سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر"، كلمة رحب فيها بضيوف القمة، مثمنًا دعم القيادة الرشيدة لقطاع الطاقة النظيفة والمستدامة، ومشيرًا إلى أن أسبوع أبوظبي للاستدامة شهد على مدى العقد الماضي تطورًا كبيرًا، "ليصبح وجهة عالمية للاستدامة مرسخًا إرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتزامه بدعم العمل الإنساني والتنمية المستدامة".

وأعرب جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا، عن شكره لقيادة الإمارات وعن سعادته بالمشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه "مصدر" ويجمع خبراء الاستدامة من حول العالم، مؤكدًا ضرورة العمل المشترك لمواجهة تداعيات التغير المناخي وإيجاد مصادر طاقة بديلة لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة، ومشيرًا إلى الدور الفاعل الذي تقوم به إندونسيا لدعم مساعي التحول نحو الوقود الحيوي حيث تعد إندونيسيا الأولى على مستوى العالم في إنتاج الوقود الحيوي المستخرج من زيت النخيل، الذي يشكل 40 في المئة من إجمالي الوقود الحيوي المستخرج من عناصر نباتية آخرى في العالم، ما يساهم في تحقيق وفر كبير في التكلفة والحد من الانبعاثات الكربونية.

ودعا الرئيس الأندونيسي إلى بناء مدن تقوم على دعائم الاستدامة وتتبنى معايير تراعي البيئة من أجل الأجيال القادمة على غرار "مدينة مصدر" في أبوظبي، مشيرًا إلى المشروعات الحيوية التي تخطط لها بلاده لترسيخ الممارسات المستدامة، لا سيما خططها لبناء عاصمتها الجديدة التي تحاكي نمط العيش في المدن الذكية والمستدامة.

حضروا

حضر حفل الافتتاح جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا؛ وأرمين سركيسيان، رئيس جمهورية أرمينيا؛ وداني فور، رئيس جمهورية سيشل؛ وإبراهيم بوبكر كيتا، رئيس جمهورية مالي؛ وجوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون؛ وبول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا؛ وآنا برنابيتش، رئيسة مجلس الوزراء في جمهورية صربيا؛ والشيخة حسينة واجد، رئيسة وزراء جمهورية بنغلاديش الشعبية؛ وخوسايا فوريكي باينيماراما، رئيس وزراء جمهورية جزر فيجي؛ وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.

كما حضر الافتتاح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي؛ والشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان؛ والشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة؛ والشيخ سرور بن محمد آل نهيان؛ والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي؛ والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة؛ والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي؛ والشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي.

أعقب حفل الافتتاح مأدبة غداء رفيعة المستوى تمت استضافتها من قبل كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال في الإمارات، وجمعت أبرز قادة الاستدامة في العالم من القطاعين الحكومي والخاص والأوساط الأكاديمية للتواصل ومناقشة التوجهات والتدابير اللازمة لتعزيز الاستدامة حول العالم.

ستة محاور

يذكر أنه منذ انطلاقه خلال عام 2008، يركز أسبوع أبوظبي للاستدامة على تحفيز الحوار العالمي حول الاستدامة، وجرى في العام الماضي توسيع نطاق محاور الأسبوع ليغطي، إضافة إلى الطاقة المتجددة، مجالات وقضايا آخرى بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة وبما يتماشى على نحو أمثل مع "رؤية الإمارات 2021" وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة، فيما تشمل دورة عام 2020 من الأسبوع ستة محاور هي "الطاقة والتغير المناخي" و"المياه والغذاء" و "مستقبل التنقل" و"استكشاف الفضاء" و"التكنولوجيا الحيوية في قطاع الصحة وتكنولوجيا لحياة أفضل".

كما يناقش المشاركون ثلاثة موضوعات رئيسية هي الذكاء الاصطناعي والمجتمع والشباب ضمن محاور وبرامج الأسبوع كافة.

شباب من أجل الاستدامة

تستضيف القمة العالمية لطاقة المستقبل، الفعالية الرئيسية في أجندة أسبوع أبوظبي للاستدامة، أكثر من 850 شركة عارضة من 40 دولة، وتعقد الدورة الثانية من " قمة مستقبل الاستدامة " يومي 14 و15 يناير وسيكون موضوعها الرئيسي " إعادة النظر في أنماط الاستهلاك والإنتاج والاستثمار في العالم " وستجمع قادة من القطاعين العام والخاص عبر سلسلة من الجلسات الحوارية التي تناقش مواضيع الاستدامة والابتكار والانعكاسات الاقتصادية الناجمة عنهما.. وتشمل قائمة المتحدثين في الأسبوع قادة دول ورؤساء حكومات وعددا من كبار الشخصيات الإماراتية والأجنبية وقادة القطاعات في العالم.

اسبوع ابو ظبي يركز على زيادة الاعتماد على التمويل المستدام

ويشهد أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام انعقاد الدورة الثانية من "ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام"، الذي يركز على زيادة الاعتماد على التمويل المستدام وتوجيه رأس المال نحو الاستثمارات التي لها انعكاسات إيجابية على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

يوفر مركز "شباب من أجل الاستدامة" منصة للطلبة والمهنيين الشباب والمبتكرين ورواد الأعمال للاطلاع على مستقبل قطاع الاستدامة والتواصل مع خبراء القطاع، فيما يواصل ملتقى "تبادل الابتكارات بمجال المناخ - كليكس"، أحد المكونات الرئيسية لمركز "شباب من أجل الاستدامة" دوره كفعالية رئيسية ضمن الأسبوع حيث سيعمل على الجمع بين الجهات الاستثمارية وأصحاب الأفكار المبتكرة بهدف صياغة شراكات مؤثرة تسهم في دفع عجلة الجهود المبذولة للوصول إلى حلول مستدامة تسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ.

دور المرأة في النهوض

يشهد الاسبوع انعقاد "ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" تحت شعار "دور المرأة في النهوض بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة" في 14 يناير، فيما أطلق الملتقى خلال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال عام 2015 بهدف التركيز على ثلاثة محاور أساسية: تعليم المرأة، وإتاحة فرص التواصل أمامها، وتمكينها عبر تزويدها بالمهارات اللازمة للمشاركة بدور فاعل وقيادي في قطاعات الاستدامة كافة.

كان أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 قد بدأ فعالياته بانعقاد أعمال الجمعية العامة العاشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي يومي 11 و12 يناير، ويختتم فعالياته بالمهرجان الذي يقام خلال عطلة نهاية الأسبوع في مدينة "مصدر"، ويهدف إلى تشجيع الوعي البيئي.

الفعاليات تمتد إلى 18 يناير الجاري