عدن: حذر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس من انهيار اتفاق تقاسم السلطة في جنوب اليمن، مؤكدا تمسك الانفصاليين الجنوبيين بالاتفاق الذي رعته السعودية والذي يواجه تأخيرا في التطبيق.

وفي مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس في عدن، أكد زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي أن الاتفاق مهدد من قبل الاسلاميين في حكومة عبد ربه منصور هادي والأزمة الاقتصادية.

ورعت السعودية اتّفاقا لتقاسم السلطة بين الطرفين وقّعته الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، السلطة السياسية الأقوى في جنوب اليمن، في الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي. ونصّ الاتفاق على تولي القوة الانفصالية الرئيسة عددا من الوزارات في الحكومة اليمنية.

وشهد جنوب اليمن في أغسطس معارك بين قوّات مؤيّدة للانفصال وأخرى موالية للسلطة أسفرت عن سيطرة الانفصاليين على مناطق عدّة أهمها عدن، العاصمة الموقتة للسلطة المعترف بها منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014.

وبحسب الزبيدي فإن "التأخير أو التعثر في تنفيذ خطوات اتفاق الرياض يأتي من قبل جزء معطل في الحكومة وهم الإخوان المسلمين أي حزب الإصلاح الموجودين تحت مظلة الحكومة الشرعية".

وقال "المخاطر عديدة، وأهمها تنامي عمل التنظيمات الارهابية خاصة من تعمل تحت غطاء (الحكومة) الشرعية من الإخوان المسلمين".

ويتهم الانفصاليون الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي بالسماح بتنامي نفوذ الإسلاميين والتأثير على قراراتها السياسية والعسكرية، وخصوصا من حزب "التجمع اليمني للاصلاح" المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.

يحظى المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم من الإمارات التي تصنف "الإخوان المسلمين" على أنها "جماعة ارهابية" لانتقالي المعروفة باسم "الحزام الأمني".

وأضاف الزبيدي "هذه التنظيمات (الإسلامية) ستهدد اتفاق الرياض لأنها تنظيمات ارهابية وستقوم بعمليات ارهابية ومحتمل ان تؤدي الى فشل هذا الاتفاق". وحذر الزبيدي أيضا من أن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الجنوب قد تشكل عاملا إضافيا لإفشال اتفاق الرياض.

وقال "العملة اليمنية تتعرض الى انهيار كبير، ومن المحتمل خلال أشهر معدودة أن ننتقل إلى (استخدام) العملة السعودية او الدولار في الجنوب لأنها ستصبح لا قيمة لها نهائيا".

تابع "قد يؤدي إلى تعثر اتفاق الرياض والجانب الإنساني مهم جدا بالنسبة إلينا" مشيرا الى أن الجنوب يواجه تحديات كبيرة. وأكد الزبيدي "هناك نقص حاد من المخزون الغذائي، المخازن فارغة في الجنوب ولا يوجد فيها احتياطي لعشرة أيام، إضافة إلى ذلك يعاني أبناء الجنوب من تأخر الرواتب". ودعا الزبيدي السعودية والمجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات لليمن.

خطوة سياسية مهمة
كرر زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي تمسك جانبه باتفاق تقاسم السلطة موضحا "نحن متمسكون باتفاق الرياض، ونبذل جهدا كبيرا تحت قيادة المملكة العربية السعودية لانجاح هذا الاتفاق وإحلال السلام في المنطقة".

اعتبر الزبيدي "اتفاق الرياض خطوة سياسية مهمة بالنسبة الينا. حصلنا على اعتراف إقليمي ودولي بالمجلس الانتقالي، وسنمارس مهامنا طبعا بكل أريحية تحت مظلة اتفاق الرياض وبقيادة المملكة العربية السعودية كراع لهذا الاتفاق".

وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيس بين المتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، وقوات موالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة في البلاد قبل أكثر من خمس سنوات.

لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب الذي تتخذ الحكومة المعترف بها منه مقرّا، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال. وكان الجنوب دولة مستقلة قبل وحدة اليمن سنة 1990.

أصر الزبيدي "نحن لا نطمح خلال هذه المرحلة الى الاستقلال. نطمح الى شراكة تضمن للجنوبيين حقهم في المشاركة في وفد المفاوضات الذي ترعاه الامم المتحدة" في إشارة إلى محادثات السلام اليمنية. وأضاف في المقابلة "نحن نطمح إلى استعادة دولتنا وحق تقرير مصيرنا بكل الطرق الديمقراطية المكفولة لنا".

تسبّب النزاع على السلطة في اليمن بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية، خصوصا منذ بدء عمليات التحالف ضد الحوثيين لوقف تقدّمهم في اليمن المجاور المملكة في مارس 2015.

وإضافة إلى الضحايا، لا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.