الرباط: تنقل رواية "مؤنس الملك" للكاتب والفنان التشكيلي المغربي ماحي بنبين لـ "حكاية تفيض بسحر الحكايات الغابرة"، فيما "تغرق في كابوس مأساة إنسانية". هي أكثر من رواية تنحصر أحداثها ومصائر أبطالها بين دفتيها.

رواية بقدر ما هي ممتعة بمضمونها، يمكن اعتبارها "وثيقة" يستعيد من خلالها القارئ أحداثا ووقائع وشخصيات مؤثرة طبعت التاريخ المعاصر للمغرب، خصوصا ما ارتبط منها بحكم الملك الراحل الحسن الثاني، من قبيل المحاولة الانقلابية الفاشلة في 1971 أو المسيرة الخضراء في 1975.

مبررات والد

في "مؤنس الملك" نكون مع استحضار للحظة وقوع انقلاب الصخيرات الفاشل، لكن من الجهة حيث كان السارد بين ضيوف الملك، فيما كان الجنود يطلقون النار في كل اتجاه داخل القصر.

يخبرنا السارد، في الرواية التي كتبها ماحي بنبين على لسان والده: "ناورت كثيرا في كتابة سيرتي لكي أتجنب الحديث عن جرح يحز في نفسي منذ أمد بعيد، وهو يتعلق بابني البكر الذي خطر بباله القضاء في صباح واحد على مجهود حياة بكاملها ... جعلتني هذه المأساة أبدو في نظر الجميع حفّاراً لقبر ولدي، وأصبحتُ وحشاً، نذلاً وخائناً. وحوكمت وأُدنتُ مُسبقاً. كيف يمكنني ان اروي قصتي من دون أن أذكر قصة ابني، لحمي ودمي، الذي كاد يجرفني معه في سقوطه ... كنت أعلم أن موقعي في رأس الهرم يخولني الاطلاع على أسرار الدولة. ولكن كيف لم يفكر أي منكم ولو للحظة في أنني، وفي موقعي كوالد حاول ابنه اغتيال الملك، لم أكن أملك أي هامش للمناورة؟".

يتوجه السارد بخطابه إلى قرائه، مدافعا عن نفسه ضد كل الاتهامات التي وجهت إليه. يقول: "إن الاتهامات الباطلة، والاحتقار والكراهية التي واجهتُموني كلكم بها قد قضت عليّ. والضغط الذي تعرضت له باستمرار عذبني كثيرا. (...). ولكن كيف لم يُفكّر أي منكم ولو للحظة في أنّني، وفي موقعي كوالدٍ حاول ابنه اغتيال الملك، لم أكن أملك أيّ هامش للمناورة؟ ...الهدف الوحيد من تصريحاتي الرسمية كان إنقاذ باقي أفراد القبيلة. هل كنت أملك خيارا سوى أن أنكر لحمي ودمي، علنا وبأعلى صوتي؟ وأن أقطع كل علاقة لي بالمجرم الذي حاول قتل مولاي؟".

ما أشار إليه السارد (الوالد)، في "مؤنس الملك"، بحديثه عن تصريحات رسمية، نكون معها على لسان عزيز (الإبن)، في "تزمامَوْت"، حيث نقرأ كلاما يتضمن حوارا بين الملك والفقيه بنبين، جاء فيه: "كان والدي من المقربين إلى الملك، فلما وقع حادث الصخيرات سأله الملك:

- ماذا ترى يا بنبين، هل ترضى عما فعل ابنك؟
فرد والدي بما أفترض أنه كان دفاعه عن نفسه:
- يا صاحب الجلالة إنني أنكر عني هذا الشخص؛ فمن يخون ملكي لا يمكن أن يكون لي إبنا !.
ولاشك أنه جواب قد راق للملك؛ فلم يعد إلى مفاتحة والدي في ذلك الموضوع أبدا".
في "مؤنس الملك"، يعيد السارد الأمور إلى نصابها، حيث يقول: "حسنا، لقد كان ضابطا شابا. حسنا، لقد أطاع أوامر رؤسائه. حسنا، لم يكن يعلم أن القادة سيحاولون اغتيال الملك. لكنه أيضا لم يكن يجهل أن والده بين ضيوف الملك. فيما كان الجنود يطلقون النار في كل اتجاه في قصر الملك".

طرائف مؤنس

"مهنتي أن أضحك مولاي"، يخبرنا السارد الذي يستعرض عددا من الطرائف التي تخللت كل السنوات التي جعلته في خدمة الملك، مؤنسا وساردا للقصص. ومن ذلك، قوله: "كنت أفعل ذلك بكثير من الدقة والمهارة حتى أكاد أخدع نفسي. كنت أختار حديثي بعناية وحذر كبيرين، فلا تخرج من فمي كلمة، أو عبارة، أو حتى رنة واحدة إلا وغايتها تحسين الإطار الروائي للقصة التي أسردها، والتي أعمل على تعزيزها وتهذيبها وإسنادها بألف نادرة ونادرة. لم أكن أخفض صوتي إلا مع سماعي غطيط سيدي كهمس سعيد أنصت إليه بفرح، ويؤكد لي أن أحلام مولاي تحل بهدوء محل رواياتي، ولكن سيدي كان ينام أحيانا من دون أن يصدر عنه أي صوت، فأقع في الحيرة وأجهل متى علي الكف عن رواية قصتي. كان في جعبتي بعض الحيل للنجاة، فأذكر في روايتي أمرا غريبا، أو عبارة تقيم الموتى من قبورهم، كأن أقول مثلا إن هارون الرشيد استخدم المصعد الكهربائي في زمن العباسيين، فإذا لم تبدر عن الملك أية ردة فعل، أنهض بهدوء وأنتعل بابوجي وأغادر الغرفة بصمت. لكن في تلك الحيل مجازفات، وقد تتأتى عنها نتائج عكسية، كتلك المرة حين ذكرت أن أبا نواس ركب طائرة هليكوبتر في القرن الثامن ليزور عشيقته في الصحراء، فانفجر سيدي ضاحكا بقوة لم يجد بعدها سبيلا إلى النوم طوال الليل. كانت تأخذه أحيانا قهقهات أقوى منه في الوقت الذي أحاول فيه شيئا فشيئا إغراءه بالنوم. لذا كانت تلك الطريقة كسيف ذي حيدين، فإما ينجح الأمر وأتمكن من العودة إلى منزلي بهدوء، أو يفشل وأدفع ثمنا باهضا حتى شروق الشمس".

يشدد السارد على أنه كان "الشخص الوحيد القادر على تبديد غضب الملك"، حيث يقول، مستعرضا مؤهلاته في هذا المجال: "كنت بارعا في فن الارتجال، وقادرا على تغيير أسوأ الأوضاع وأحرجها، وتحويلها من حالة دراماتيكية إلى موضوع للسخرية، معتمدا على ترسانة غنية بالحيل والتعليقات الساخرة والذكية والمفاجآت، فأطلق سهامي في الوقت الملائم، لتصيب هدفها في كل مرة. كنت ألجأ مثلا إلى تضخيم المشكلة الراهنة ثم أعمد إلى تخفيف وقعها بطرفة لاذعة، مذكرا الجميع بأن لا شيء يستحيل العودة عنه، باستثناء الموت. كم من مرة ظهر، بعد هدوء الانفعالات، أن الموضوع الذي ألهب المشاعر كان تافها. وهكذا كنت أحول الغضب إلى طرفة، ومزاج سيدي السيء إلى حديث يغلب عليه المرح، ولكن شرط أن أعرف مسبقا جوانب المشكلة برمتها".

تازمامَوْت

لعل المثير والمفارق في حياة أسرة بنبين أنه في الوقت الذي كان فيه الأب يقوم بوظيفة إضحاك الملك داخل القصر الملكي، كان عزيز، الإبن المعتقل على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة، يتقمص ذات الوظيفة لكن في سجن تازمامارت، حيث كان يقص على مسامع السجناء قصصا أدبية.

وفي هذا الصدد، نقرأ لعزيز بنبين في مذكراته التي صدرت بالفرنسية تحت عنوان ""تازماموت"، قبل أن تصدر بالعربية، عن ترجمة لعبد الرحيم حزل: "في الصباح أنبري أقص مما حصدت في الليل على مسامع سجناء كانوا يتعلقون بصوتي ويستقترون كل كلمة من كلماتي، ويهتبلون تلك الفرصة للهروب من خلال تلك النافذة المشرعة على الحلم، وعلى ثقافة كانت جديدة على بعضهم: الماضي الأدبي لفرنسا والكتاب الروس الكبار في القرن التاسع عشر والكتاب الأميركيون في مطلع القرن العشرين. امتد هذا الأمر سنين. وقد كنت في بعض الأحيان أمنح نفسي استراحة، فينوب عني أحد الرفاق ليحكي قصة، لكنني كنت أنا بلا منازع النجم الذي تنتظره البناية عن بكرة أبيها. وذات يوم أرسل إلي أحد الرفاق بقطعة خبز. فكان لها في نفسي وقع كأنه الزلزال فلم أصدق أنا نفسي ما رأيت؛ أجائع يشرك آخر في قوته البائس ! وما كانت إلا طريقة في التعبير عن الشكر والعرفان. ثم لم أكد أفتح فمي بكلمة شكر لذلك الرفيق حتى أجهشت بالبكاء. فلقد حصلت على أكبر جائزة؛ فما هم بعدها جائزة غونكور أو جائزة نوبل ! تلك كانت مكافأتي على مجهوداتي. فأنا من جوف زنزانتي وفي خضم من القذارة والإسمنت والبرد والبؤس والأهوال، قد غرست شجرة، كانت أجمل الأشجار، وها هي ذي بدأت تعطي أكلها. لقد كانت المعرفة والحلم ينتصران على شراسة بني البشر. وبعد هذه الواقعة صار بعض الرفاق يرسلون إلي بقطع من الخبز؛ أعز ما يملكون. كانت جلسات الاستماع مقصورة في البداية على النصف الخاص بنا في البناية؛ وسرعان ما انضم إلينا النصف الآخر، فصرنا نشترك في تلك الرحلة الجماعية. وبمرور الوقت صار ينبوع الحكايات إلى نضوب. فبعد أن استنفدت القصص التي كنت أعمل فيها ذاكرتي، شرعت ألملم شذرات من القصص التي انفرط عقدها من الذاكرة. فجعلت حينها ألوذ بخيالي؛ فأمضي ليالي أستمتع بتركيب ما يشبه لعبة المربكة، بما أبتكر من القطع الضائعة. فتارة أراني ألحم نتفا من حكايات ببعضها، وتارة أخرى، إذا استنفدت كل ما في جعبتي كنت أرتجل من بنات أفكاري. ثم جعلت أحكي مما اختلقت من قصص. لم أخبر أحدا في البداية بشيء مما كنت أفعل، حتى إذا لاقيت النجاح لم أجد بدا من الاعتراف بما اقترف خيالي. إن الحكاية حلم، والكتابة فعل، ومفارقة الحكاء تكمن كلها في ذلك المزج الذكي بين الاستكانة إلى ماهو موجود والعزيمة على الابتكار".

المسيرة الخضراء

يعيدنا السارد، في "مؤنس الملك"، إلى حدث تاريخي مفصلي في تاريخ المغرب المعاصر. يتعلق الأمر بـ"المسيرة الخضراء"، التي قال عنها إنها "حادثة على جانب كبير من الأهمية والصخب".

ثم زاد: "غيرت شخصية سيدي بشكل ملموس".
خلال حديثه عن حدث "المسيرة الخضراء"، سيقول السارد إن "ثمة قرارات لا أحد يرغب في أن يرغم على اتخاذها"، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن إرسال آلاف الأشخاص إلى الصحراء، سلاحهم الوحيد قرآن وعلم، "مسألة كفيلة بأن تثير توتر أي إنسان".

قبل أن يواصل: "لا، لا يمكن الخروج من مغامرة كهذه بدون آثار ... منحتني مهنتي الفرصة لكي أكون شاهدا على حادثة تاريخية، غيرت البلاد تغييرا جذريا. كانت الاستعدادات لعملية بهذا الحجم تشغل بال مولاي ليل نهار. فلم يكن يعيش، أو يفكر، أو يتنفس إلا من أجل تلك المغامرة التي رأيتها تبصر النور وتنضج وتسري في أنحاء المملكة كالنار في الهشيم".

يعود بنا السارد إلى الأجواء التي طبعت حدث "المسيرة الخضراء"، محليا وعالميا، مشيرا إلى أن البلاد كانت تعيش فورة وغليانا، والأغاني الوطنية صدحت على موجات الأثير حيث وضع الفنانون المتحمسون مواهبهم في خدمة الأمة، فوجهوا جهودهم وأنظارهم كلها، على إيقاع التاريخ، نحو هدف وحيد هو الصحراء، فـ"باتت القضية أولوية وطنية، وتوحدت الصحف على صوت واحد يلهب حماسة الجماهير، ويؤجج مشاعرها الوطنية لاستعادة المقاطعات الجنوبية"، ووسط تلك الحركة الدائبة "استعادت بوابات الجنوب عزها السابق وأمجادها، ورجع إليها زمن الازدهار حين كانت شحنات الذهب والسكر والتوابل تمر عبرها".

يتحدث السارد عن مهندس "المسيرة الخضراء" وطريقة تفاعله مع التحضيرات التي كان يتابعها، حيث نقرأ: "كانت الآلة المشحونة بالخطر والتي ابتكرها سيدي تستعد للسير. وكان حجمها يجعله يتصبب عرقا بادرا برغم ما كرس له من تفكير، كان سيدي يتابع التحضيرات دقيقة بدقيقة، ويشرف على العمليات بدقة كبيرة، وتوقف عن النوم والأكل، وراح يدخن السيجار تلو السيجار، ويشرب القهوة بلا توقف، ويتحدث عبر الهاتف بلغات متنوعة وكثيرة. إن عملا كهذا لا يمكن أن يأتي به إلا شخص مجنون أو عبقري. ولكن الرهان قد حسم ويجب السير حتى النهاية. حلت التوقعات المتشائمة محل تفاؤل الأيام الأولى: ماذا لو أن جيش المستعمرين المذلول أطلق النار على الحشود ...؟

لا يمكن استثناء احتمال كهذا. آنذاك سيعد سيدي مسؤولا عن مجزرة مروعة. فالرجال والنساء الذين أتوا من كل أنحاء المملكة، حالما أيقنوا أن سلامة أراضي المملكة في خطر، سيموتون لأنهم لبوا نداء ملكهم !".

يقربنا السارد من الحالة الذهنية للملك الراحل، خلال التحضير لهذا الحدث التاريخي، ومن ذلك إشارته إلى مضي "أيام ثلاثة لم يظهر خلالها الملك"، وكيف أنه "حبس نفسه في مكتبه، رافضا رؤيتنا، مبتعدا عما يقلقه، ويعذبه، ويثير اضطرابه"؛ قبل أن نكون مع حوار جمع السارد بالملكة الأم، جاء فيه:

- مضت أيام ثلاثة لم يأكل الملك خلالها.
- أعرف يا لالة.
- ما فائدتك إذا لم يكن بوسعك حل هذه المشكلة يا محمد؟
- لا يريد أن يرى أحدا يا لالة.
- أنت تعرف أن حججك مرفوضة ! أنا أنتظر معجزات من شخص له مهارتك. استيقظ يا محمد ! شغل رأسك.
- أبذل قصارى جهدي يا لالة.
- المسيرة التي يُعد لها لن تلقى النجاح إذا توقف ملكك عن الأكل. هذا الصيام قد يفسد كل شيء !
- سيدي يهدد بمعاقبة من يخالف تعليماته !وهو يرفض لقاءنا.
حدقت لالة في عيني اللتين حاولتا التهرب من نظراتها.
- انظر إلي يا محمد. اجعل مولاك يأكل. عليهم أن يجلدوني قبل أن يمس أحد شعرة من رأسك".
نجحت "المسيرة الخضراء" في ربط شمال المغرب بجنوبه، غير أن السارد لم ينس أن يضعنا في صلب سؤال آخر، يفسر الحالة الذهنية التي كان عليها الملك قبيل إعطاء انطلاقة هذه المسيرة، والتي تتعلق بالنتائج التي يمكن أن تتمخض عن الفشل، إذ يقربنا من الأفكار التي كانت تراود الملك الراحل، حيث نقرأ:"كنا وقبل أيام من المظاهرة، نشرب الشاي في باحة القصر، فأطلعني سيدي على هذه الفكرة بكلمات لا تشبهه: "إذا فشلت هذه المسيرة، فما علينا إلا أن نجمع حقائبنا ونرحل !"، أجهل إذا ما كان الملك يتوجه بتلك الكلمات إلى خادمه أو إلى نفسه. غير مهم ! انطلقت بي مخيلتي إلى طرق الشمال، فرأيتني أحمل على ظهري حقيبتي وحقيبة مولاي، هاربين من انتقام شعب غاضب. رأيتني أسير خلف سيدي حاني الرأس، بين صفين من الرجال والنساء، يبصقون علينا ويشتموننا ويرموننا بالحجارة".

أزهار الملك

تنتهي رواية "مؤنس الملك" بحديث السارد عن نزهة داخل القصر الملكي بقدر ما تنقل للأيام الأخيرة من حياة الملك الحسن الثاني، تضعنا في صورة العلاقة التي صارت تجمع المؤنس بالملك، حيث نقرأ: "كان سيدي يتوقع مني أن أنظر إليه كما ينظر المرء إلى صديق يحتضر بدون حاجة إلى الكذب. كان قلبي يخفق بشدة لأنني سمحت لنفسي بالقيام بأمر لا يمكن تصوره، أستحق من أجله مئة جلدة.

بأمر ما كان أحد ليجيزه لنفسه قط. أخذت يد مولاي بين يدي وشددت عليها بقوة. كانت يده هزيلة ومتجعدة، ولم يسحبها من بين يدي. بقينا صامتين لبرهة من الوقت. ثم ناولني عصاه، وقال لي:

- خذها.
- إنها عصاك المفضلة يا سيدي. أحب أن أراك تلعب بها.
- أريد منك أن تحتفظ بها.
أخذتها وداعبت شعر الأسد الذي يزأر، المحفور في قبضتها.
- إنها رائعة يا سيدي.
- كانت لأبي، قال سيدي.
- يجب أن تؤول إلى ولي العهد، لا إلى خادم تافه.
- لست تافها يا محمد. أنت صديقي. أعرفك على الأقل بالقدر الذي تعرفني. وأعرف أنها تعجبك ! اعتن بها.
ثم رفع عينيه نحو أزهار الجكراندة.
- لن أعود لرؤية الأزهار بعد اليوم، أليس كذلك؟
حذقت في جفنيه الشبيهتين بستارتين انسدلتا فوق عينيه المريضتين، وأجبته:
- لا لن تراها بعد اليوم يا مولاي".