يتميز إكسبو 2020 بدبي ببوابات أبعدها فن العمارة لتكون ممرًا لزوار المعرض، من حداثة العالم اليوم إلى أصالة المجتمع الإماراتي العربي، ولتكون مصدر إلهام للمستقبل.

إيلاف من دبى: قبل نحو 250 يومًا على انطلاق إكسبو 2020 دبي، كُشف النقاب عن ثلاث بوابات جذابة ستستقبل ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.

ستكون هذه المداخل التي وضع فريق إكسبو 2020 تصميمها بالاشتراك مع المعماري البريطاني آصف خان، بمنزلة الإطلالة المستقبلية على المشربية التقليدية التي تمثل عنصر تصميم أنيقًا استخدمه السابقون من أهل المنطقة، للسماح بدخول الضوء وتدفق الهواء.

فرص وتنقل واستدامة

إنها المداخل إلى مناطق إكسبو 2020 الثلاثة: الفرص والاستدامة والتنقل، وإلى ساحة الوصل.

منطقة الفرص مصممة لكل من يرغب في ترجمة الأفكار الجيدة إلى تقدم إنساني مبدع، فإن جناح الفرص يمثل تجربة لا بد من خوضها. ويسعى الجناح إلى التعبير عن فكرة كيف أن الأفكار الفردية يمكن أن تؤثر في القضايا العالمية. وبمقدور الزوار أن يخوضوا تجارب تفاعلية توضح أهداف الأمم المتحدة الخاصة بالتنمية المستدامة. وهي حزمة من 17 هدفًا تسعى إلى عالم أفضل. وبين هذه الأهداف القضاء على الفقر وتوفير مياه نظيفة يسهُل وصول الجميع إليها.

أما منطقة التنقل فتقوم على أن لدى البشر شغف باستكشاف المناطق الجديدة ومقابلة أناس جدد وتطوير أفكار جديدة. والتنقل هو الوسيلة التي يمكننا من خلالها تحقيق ذلك. يمكن الاطلاع على التنقل في الماضي والحاضر والمستقبل، من الخرائط العتيقة إلى سفن الفضاء الحديثة في رحلة مدهشة من ثلاثة أجزاء. يمكن العودة بالزمن إلى الوراء.. إلى القرن التاسع في بغداد ولقاء عمالقة التنقل (في الواقع وفي الخيال)، ثم متابعة التطور المذهل لدبي من قرية معتمدة على صيد اللؤلؤ إلى مدينة حديثة، ثم الانضمام إلى المهمة الفضائية المتجهة إلى المريخ.

وأما منطقة الاستدامة، فعنوانها أن مستقبل الأرض في خطر وليس لدينا كوكب آخر نعيش فيه. فهل يكون كل منا أداة للتغيير وتساعد في تسريع جهود صون وحماية العالم الوحيد الذي نملكه؟

بوابات العالم

قال أحمد الخطيب، الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في إكسبو 2020 دبي: "نتطلع بشغف لفتح أبوابنا للعالم في 20 أكتوبر 2020، وستمثل بوابات الدخول إلى إكسبو أفضل طريقة للترحيب بملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، ومنحهم الإطلالة الأولى على المنشآت المميزة والإبداع الفريد الذي سيشاهدون في مختلف أرجاء الموقع".

يأتي الكشف عن بوابات الدخول إلى إكسبو بعد إصدار مقطع فيديو لموقع إكسبو 2020 جرى التقاطه بطائرة مسيّرة، وتظهر فيه بجلاء قبة الوصل مكتملة بشكلها الجذاب.

صُنعت هذه المداخل بالكامل من الكربون المقوى خفيف الوزن، يرتفع كل منها 21 مترًا عن الأرض، وهو ارتفاع يربو على مبنى من ستة طوابق. كما يمتد كل مدخل بطول 30 مترًا من دون أي دعم إضافي.

لكل مدخل بابان يرتفع كل منهما 21 مترا بعرض عشرة أمتار ونصف المتر، وستفتح كل صباح على مدى 173 يومًا هو عمر الحدث في تعبير رمزي عن الترحيب بالعالم.

تقود المداخل إلى ساحات وصول تملؤها الأشجار، هي الأخرى من تصميم آصف خان – بواقع مدخل لكل من المناطق الثلاث في موقع إكسبو، وهي الفرص والتنقل والاستدامة.

مصد إلهام

امتدادًا للتاريخ الثري الحافل بمنشآت إبداعية شهدتها الدورات السابقة من إكسبو الدولي، فإن هذه المداخل تمثل مستقبل الهندسة المعمارية وهي مستوحاة من الفنون الجمالية التي تميز المنطقة.

استغرق العمل في هذه المنشآت المعقدة ثلاث سنوات، وهي أول عنصر يُكشف عنه بالكامل من تصميم آصف خان، المسؤول عن وضع تصاميم المساحات العامة في إكسبو 2020، الممتدة أكثر من ستة كيلومترات من مسارات المشاة في أنحاء الموقع.

وصف آصف خان بوابات الدخول إلى إكسبو بأنها أفضل أعماله على الإطلاق. قال: "المداخل هي أول ما تقع عليه عيناك لدى اقترابك من الموقع، لذا فإنها تمثل علامة مميزة في بداية رحلتك في إكسبو 2020 ونهايتها".

أضاف: "أتمنى أن تكون الهندسة المعمارية المستخدمة مصدر إلهام لا ينسى لزوار إكسبو، خصوصًا الأطفال منهم، وأن يشعروا بالسعادة لكون هذه المداخل جزءًا من إرث المنطقة. إن المرور عبر الأبواب يمثل حدثًا فعليًا ورمزيًا للانتقال من الماضي إلى المستقبل".

ساحة الوصل

إلى هذه المداخل المبتكرة، ثمة ساحة تميز "إكسبو 2020"؛ إنها ساحة الوصل، اسم دبي القديم، أو ما يعدّ أهم الصروح المعمارية المشيّدة لتكون أيقونة معمارية.

ساحة الوصل مساحة مفتوحة، تدمج الجمال في التصميم والحداثة في التقانة المستخدمة، تحت قبة تشكل شبكتها الفولاذية لقبة نسخة ثلاثية الأبعاد لشعار «إكسبو 2020» بارتفاع 67.5 مترًا وعرض 130 مترًا، وتزن 2544 طنًا، وتتكون من 1162 قطعة من الفولاذ، جمعت في 600 جزء في مصانع في إيطاليا وأبوظبي.

وفيها أيضًا شاشة عرض مستديرة 360 درجة، قطرها 150 مترًا.

ساحة الوصل مكان رئيس في خلال إكسبو وبعده، تتواصل فيه العقول على الدوام، افتتحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في 30 يناير الماضي.

يجسد تصميم وتنفيذ ساحة الوصل بقبتها الفولاذية وتعقيداتها الهندسية تناغماً كبيراً بين الإبداع المعماري والإتقان الهندسي، بحسب وصف صحيفة "الاتحاد" الظبيانبة، خصوصًا خلال عملية تتويج الساحة في مهمة معقدة ودقيقة بهامش خطأ لا يتجاوز ثلاثة ملليمترات، شارك في إنجازها أكثر من 800 شخص، ما بين فنيين وخبراء إنشاءات في متابعة العمل طوال الوقت، حيث عكفوا على مراقبة كل ملليمتر من العملية بعناية شديدة، باستخدام أجهزة تعمل بالنظام العالمي لتحديد المواقع للتأكد من وضع التاج في مكانه بدقة.

واستُخدمت 18 رافعة هيدروليكية، مدعومة بحبال شد من الصلب متصلة بثمانية عشر من القوائم المؤقتة، لرفع التاج الفولاذي شيئاً فشيئاً. وجرى وضع التاج على قمة الهيكل الرئيسي للقبة والبالغ ارتفاعه 45 متراً فوق سطح الأرض، وتم ربطه بالهيكل القائم من خلال 53 نقطة ربط.