أسامة مهدي: فيما أعلن متظاهرون في محافظات عراقية ترشيح احد ابرز قيادات الاحتجاج في محافظة ذي قار الجنوبية علاء الركابي وهو صيدلي لرئاسة الحكومة الجديدة فقد رفضت اللجنة المنظمة للمظاهرات هذا الاجراء معتبرة انه يهدف الى ايقاع الفتنة بين المتظاهرين وشق صفوفهم.

وقالت "اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين" انها لاحظت ان هناك بعض الشخصيات التي تشارك في المظاهرات تحاول ان تلعب دورا سياسيا بادعائها ان ساحات وميادين المظاهرات قد رشحتها لتولي منصب رئيس الحكومة في ظل عملية المحاصصة الطائفية والحزبية التي جرت البلاد إلى مآسي لا نهاية لها.

واعتبرت اللجنة في بيان الجمعة تابعته "إيلاف" هذا التوجه الجديد بأنه انحراف خطير عن مسار الثورة لخروجها عن الهدف الاساسي الذي تبنته منذ انطلاقها، وهو يحاكي نهج احزاب نظام المحاصصة الطائفية لاسيما بعد ان فشلت مليشياتهم في قمع الثوار بكافة الوسائل الاجرامية من قتل واختطاف وترويع وترويج الأكاذيب بحق حرائر العراق وسلوك المتظاهرين السلميين.

وشددت اللجنة على ان هذا التوجه لا ينسجم مع مبادئ الثورة وهو مرفوض تماما لان القصد منه إيقاع الفتنة بين المتظاهرين وشق صفوفهم، وإدخال اليأس في قلوبهم وإيهام الشعب العراقي والمجتمع الدولي بان هدف الانتفاضة التي قدمت عشرات الالوف من الشهداء والجرحى، روت دماءهم الزكية ارض الرافدين، كان لمحاولة تولي مناصب في السلطة الحالية او تغير أشخاص باخرين.

واكدت اللجنة المنظمة قائلة "ان ثوار تشرين ليسوا معنيين بهذه الترشيحات ولا تمثلهم باي حال من الاحوال وان اولئك الاشخاص الذين يدعون انهم مرشحو المتظاهرين تبنوا سلوكا منحرفا ووقعوا ضحية مؤامرة إيرانية خبيثة وبتوريط من احزاب ومليشيات تلطخت اياديها بدماء المتظاهرين، ونذكرهم أن تغيير هدف التظاهرات من إسقاط العملية السياسية إلى محاولة الإصلاح هو أحد خطط الأحزاب للالتفاف على مطالب الثوار الرئيسة".

علاء الركابي بين متظاهري النصرية

وقالت إن المظاهرات مستمرة بكثافتها وبثباتها على المطالب الأساسية العادلة في اسقاط نظام المحاصصة الطائفية (حكومة وبرلمان ورئاسة جمهورية) وتجميد الدستور واستعادة السيادة باخراج ايران ومليشياتها وكل القوى الاجنبية من العراق والاصرار على تقديم قتلة المتظاهرين للعدالة والإفراج عن المختطفين والمغيبين قسريا وكشف التحقيقات بمجزرة الناصرية والنجف وكربلاء والبصرة وبابل وميسان وساحة التحرير في بغداد وتقديمهم للعدالة.

وشددت اللجنة المنظمة التصميم استمرار الحراك الشعبي "حتى استعادة الوطن من براثن الاحزاب السياسية الفاسدة ومليشياتها المجرمة".. ودعت المتظاهرين الى "عدم الانشغال بهذه الظواهر السلبية، والتركيز على التصعيد السلمي والذي كانت من مظاهره الرائعة مسيرة نساء العراق المليونية أمس الخميس التي كانت واحدة من مفاخر ثورة تشرين التي يعتز بها كل العراقيين الشرفاء، كما ان ثورة القمصان البيضاء لطلبتنا الابرار هي الاخرى صخرة تتكسر عليها كل المؤامرات وتبقى تضحيات المعتصمين في خيمهم رغم البرد والاستهداف هي بوصلة الثبات في عودة العراق وانتصار ارادة شعبه ليكون بلدا حرا يحيا بكرامة".

متظاهرون يرشحون ناشطا بارزا لرئاسة الحكومة وهو يقبل بشروط

ومن جهتهم رشح متظاهرون قالوا انهم يمثلون عددا من ساحات الاحتجاج في محافظات عراقية خلال الساعات الاخيرة احد ابرز الناشطين في محافظة ذي قار الجنوبية الدكتور الصيدلي علاء الركابي لرئاسة الحكومة الجديدة لكنه وضع شروكا لقبول الترشيح.

وقالت تنسيقيات التظاهرات في بيان تابعته "إيلاف" انه "بعد أن القينا الحجة على من بيدهم السلطة في تقديم مرشح لرئاسة الوزراء حسب مواصفات طبيعية أبرزها أن يكون شخصية غير جدلية فقاموا بترشيح إحدى الشخصيات الجدلية والمخالف لمعظم المواصفات المطلوبة".

شعار لترشيح متظاهرين لعلاء الركابي لرئاسة الحكومة العراقية

وقالت "بعد أن أثبتنا عدم مقدرة الطبقة السياسية في تقديم مرشح مناسب فقد قررنا نحن أبناء الشعب الثائر تقديم مرشحنا الذي كان له الأثر البالغ في مقارعة الفساد من خلال ماقدمه خلال الحراك الشعبي المستمر حتى هذه اللحظة". واشارت الى انه "بعد التنسيق مع جميع سوح التظاهر في المحافظات إتفقت الأغلبية منها على ترشيح الدكتور علاء الركابي إلى منصب رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية".

ونوهت الى "ان الدكتور علاء الركابي قد رفض بشدة هذا الأمر إلّا أن العقلاء أصروا تحميله أمانة القبول من أجل الوطن الذي ينتمي إليه وعاهدوه بأن الشعب الثائر سيكون له خير سند بعد الله سبحانه وتعالى وعندها وافق الدكتور علاء الركابي على ترشيحه مادام فيه خير للوطن".

وقالت التنسيقيات انه "تم تقديم هذه الشخصية الوطنية أمام السيد رئيس الجمهورية ليقوم بتعيينها رئيساً للوزراء ودعمه في تشكيل الحكومة الانتقالية، وبخلافه فسيكون للحراك الشعبي مواقف تصعيدية لايحمد عقباها في مقاومة سطوة الفاسدين من أجل تحرير بلدنا الكريم". ودعت "جميع أبناء الشعب العراقي الى إيصال صوت الحق وتبني هذا البيان من أجل وطن خال من الفاسدين والقتلة" بحسب قولها.

الركابي يوضح موقفه من ترشيحه لرئاسة لحكومة عراقية انتقالية:

ومن جهته رد الركابي على ترشيحه بالدعوة إلى استفتاء يكشف عن موقف ساحات الاحتجاج من ترشحه لمهمة تشكيل الحكومة المقبلة. وقال الركابي في مقطع فيديو قصير تابعته "إيلاف" انه "يهمني أيضاً معرفة رأي العراقيين في المحافظات الأخرى واعلان موقفهم من ترشيحه بسرعة".

وطلب من المتظاهرين توزيع ورقة استفتاء بين العراقيين حول قبولهم او رفضهم لترشيحه واعلان النتجية ليعلم بها المواطنون والرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان. واكد انه يهمه معرفة موقف ابناء المحافظات الغربية (سنية) والشمالية (كردية) من ترشيحه.. وقال انه سيقبل باي نتيجة يتوصلون لها.. مؤكدا انه يتشرف بان يكون موظفا بسيطا لخدمة الناس وفي حال قبول ترشيحه فانه لن يخذل المواطنين ولن يكون جبانا وسعمل جاهدا على تحقيق مطاليبهم.

عراقيون يؤكدون دعمهم للاحتجاجات بكتابات على العملة الورقية لبلدهم

وأشار الركابي الى أن المكلف الرسمي بتشكيل الحكومة محمد توفيق علاوي يستعد لإعلان تشكيلته الوزارية". ونوه الركابي الى ان حصوله على تفويض شعبي سيحرج النواب ويمنعهم من منح الثقة لمحمد علاوي.. متعهدا بأنه في حال توليه لمهمة تشكيل الحكومة بالحفاظ على دماء الشهداء وتحقيق مطالب المتظاهرين.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف محمد علاوي لرئاسة الحكومة في الاول من الشهر الحالي برغم اعلان ساحات التظاهر في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب رفضها لترشيحه باعتباره واحدا من الطبقة السياسية التي يتظاهرون ضدها حيث كان قد تولى حقيبة الاتصالات في حكومة نوري المالكي السابقة.. وهو مطالب بتقديم تشكيلته الحكومية الى البرلمان للتصويت عليها في موعد اقصاه الثاني من الشهر المقبل.