بعد أن استيقظ طفل مصر من نومه على أصوات مشاجرة جديدة بين والديه، أمسك هاتفه الجوال وسجل العراك الذي انتهي بقتل أبيه لأمه في لحظة غضب غير طبيعية.

في قرية شرنقاش مركز طلخا محافظ الدقهلية بمصر، وقعت المشاجرة بين الزوجين "هاني" و"عبير"، أمس السبت، ولم تكن تلك المشاجرة الأولى من نوعها، بل اعتاد الزوجان العراك بين حين وآخر، بسبب ظروف المعيشة أو الخلافات الأسرية.

وفي أثناء المشاجرة أطبق الزوج "هاني" على رقبة زوجته، وخنقها بـ"ايشارب" أو "حجاب"، ولم يتركها إلا جثة هامدة، ثم خرج مسرعًا، ولم يدر بمخيلته أن طفله ذا التسع سنوات سجل المشاجرة كاملة بالهاتف الجوال، وأنه سيكون الشاهد الوحيد على جريمة قتل أمه.

ووفقًا لمحضر الشرطة المصرية، فإن اللواء فاضل عمار مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من اللواء السيد سلطان مدير مباحث المديرية بورود بلاغ من "محمد.إ" باكتشافه وفاة شقيقته عبير داخل منزلها بقرية شرنقاش التابعة لدائرة مركز طلخا.

على الفور، انتقل مأمور المركز وضباط المباحث إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثة "عبير"، ترتدي ملابسها كاملة، ولاحظ فريق الشرطة وجود بقع زرقاء بالوجه والرقبة ونزيف في الأنف، وتبين سلامة الأبواب والنوافذ، وتم نقل الجثة إلى مستشفى المنصورة العام.

وكشف الفحص الأولى لمفتش الصحة، أن العلامات الزرقاء بالوجه والرقبة، تؤشر على تعرضها لاختناق حاد، أدى إلى نزيف الأنف، ورجح أن يكون سبب الوفاة جنائيًا.

وبسؤال شقيقها لم يتهم أحدا بالتسبب في وفاتها، وأكد أنه لم يكن يعلم الوفاة إلا من الأهالي، واستدعت الشرطة الزوج، إلا أنه أظهر الحزن، ولم يتهمًا أحدًا بقتلها.

واستدعت النيابة العامة جميع الشهود، وعند مثول طفلها الذي يدرس بالصف الثالث الابتدائي، قال إنه شاهد الواقعة، وأن والده هو من قتل أمه، وقدم إلى النيابة العامة هاتفه المحمول، وقال إنه وثق الجريمة بالفيديو.

وظهر في مقطع الفيديو الأب "هاني" 38 سنة عامل ومقيم بذات القرية، أثناء المشاجرة مع زوجته، وأنه انقض عليها بينهما، وخنق بإيشارب حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وبعد أن تأكد من وفاتها، خرج من المنزل.

أمرت النيابة العامة بإلقاء القبض على الأب، وبمواجهته بمقطع الفيديو الذي صوره نجله، اعترف بارتكاب الواقعة، مشيرًا إلى أنه قتل زوجته، لأنها يشك في سلوكها، وأنها لا تعامله بالقدر الكافي من الاحترام.

وأضاف الأب في اعترافه، أن زوجته كثيرة الخروج من المنزل بدون إذنه، وروى كيفية قتلها، وقال إنه حدث مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى أن ضربها، فردت عليه بالسباب والشتائم، وأنه سيطر عليها، وخنقها بالإيشارب، ووضع رجله فوق رأسها حتى تأكد من وفاتها، ثم غادر المنزل.

وقررت نيابة طلخا بمحافظة الدقهلية حبس "هاني. ر" 38 عاما، عامل 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل زوجته خنقًا داخل منزلهما.

وفي جريمة أخرى بمحافظة الدقهلية، قتل زوج زوجته، يوم الجمعة الماضي، بسبب الظروف الاقتصادية، وقال إنه عقد العزم على قتلها، بسبب كثرة طلباتها،

وقال في اعترافاته أمام النيابة العامة: "قتلتها، ورجعت على الشغل، حتى أبعد الشك عني. كانت طلباتها كثيرة.. مش بتبطل زن.. قلت أخلص منها"

وأضاف: "تركت الشغل وردعت على البيت، ووجدتها نائمة، فدخلت في هدوء، خنقتها لحد ما ماتت، وبعدين خرجت من غير ما حد يشوفني.. رجعت الشغل تاني علشان أبعد الشك عني.. وبعد شويه لقيت أخوها والجيران بيقولوا تعالي مراتك ماتت".

وتابع الزوج المتهم في اعترافاته: "روحت وبدأت في إجراءات التصريح بالدفن وقبل ما أدفنها لقيت ضباط المركز جاؤوا، وبتقولي إن كاميرات والناس قالوا إنك رجعت البيت وخرجت بعد ربع ساعة في وقت الجريمة".

وعقب تسجيل اعترافات المتهم، تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وقررت حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.

وحسب محضر الشرطة، فإن مركز طلخا، تلقى بلاغا من عامل "مبلط"، 31 سنة، مقيم بدائرة المركز، باكتشافه وفاة شقيقته، 37 سنة، عاملة نظافة، داخل منزلها بدائرة المركز.

على الفور انتقل مفتشو قطاع الأمن العام تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد الوزير للقطاع، وضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية بقيادة اللواء سيد سلطان مدير مباحث الدقهلية، وتبين وجود الجثة وبها زرقة بالوجه والرقبة ونزيف بالأنف، كما تبين سلامة جميع منافذ المسكن.بسؤال شقيقها لم يتهم أحدا، وأضاف أنه علم بالواقعة من الأهالي، وأفاد مفتش الصحة بوجود زرقة بالوجه والرقبة واختناق حاد ونزيف بالأنف، وعدم إمكانية الجزم بسبب الوفاة.

تشكل فريق بحث برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة مفتشي القطاع وضباط إدارة البحث الجنائي، توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة زوج المجني عليها، 38 سنة، عامل.

عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه، بمواجهته اعترف تفصيلياً بارتكابه الواقعة لخلافات بينهما. وتمت إحالته للنيابة التي أصدرت قرارا بحبسه، تمهيدًا لمحاكمته.