دمشق: أعادت الحكومة الموازية في ليبيا، المدعومة من المشير خليفة حفتر، الثلاثاء، فتح سفارة بلادها في دمشق، بعد إقفال منذ العام 2012 على وقع النزاعين اللذين مزقا البلدين.

وجاء الافتتاح على وقع تصعيد أنقرة وتيرة عملياتها العسكرية ضد الطرفين، إذ تخوض عملية عسكرية مستمرة ضد القوات السورية الحكومية في إدلب دعماً للفصائل المقاتلة، وترسل تعزيزات عسكرية إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

وتمّ الثلاثاء، وفق فريق وكالة فرانس برس، رفع العلم الليبي على مبنى السفارة الليبية في دمشق بحضور ممثلين للحكومة الموازية هما نائب رئيس مجلس الوزراء عبد الرحمن الأحيرش ووزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الهادي الحويج، وبمشاركة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

وقال المقداد في مؤتمر صحافي في مقر السفارة عقب الافتتاح "عندما تتخذ سوريا قراراً حاسماً بعودة العلاقات مع الأشقاء في ليبيا، فهذا اعتراف بأن المعركة التي نقودها نحن في سوريا وفي ليبيا هي معركة واحدة موجهة ضد الإرهاب وضد من يدعم الإرهاب" في إشارة إلى تركيا.

واعتبر أن "النظام التركي وزعيمه الفاقد للصلة مع الواقع يصعّدون من هجمتهم". وأكّد أن "نضالنا في سوريا وليبيا واحد ورفع العلم مقدّمة طبيعية لكي يصحو بعض المترددين"، مضيفاً "نأمل أن يستعيد هؤلاء الذين جمدوا عضوية سوريا عروبتهم".

وجمّدت جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها منذ العام 2011 إثر اندلاع النزاع الذي تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، تزامناً مع إقفال سفارات العديد من دولها، لا سيما دول الخليج. وأعادت كل من الإمارات والبحرين فتح سفارتها في كانون الأول/ديسمبر 2018 بعد انقطاع لسبع سنوات.

وقال الحويج إن فتح سفارة بلاده "ليس موجهاً ضد أحد، ولكنه لمصلحة شعبينا لاننا نؤمن أن المعركة واحدة وأن القضية واحدة ولأن دفاعنا المشترك واحد".

وتابع "هذه ليست سفارة شرق أو غرب"، مضيفاً "نحن نؤمن بليبيا واحدة (...) خصمنا وعدونا من يبيع البلاد للمستعمر وخاصة المستعمر التركي".

وليبيا غارقة في الفوضى منذ أطاحت انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي في العام 2011 بنظام العقيد معمر القذافي وقتلته. ومنذ 2015، تتنازع سلطتان الحكم في ليبيا: حكومة الوفاق التي تعترف بها الامم المتحدة ومقرها طرابلس وسلطة موازية يمثلها حفتر في الشرق.

وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني، وأرسلت خلال الأسابيع الماضية جنوداً لدعمها في مواجهة قوات حفتر. كما أكد إردوغان الشهر الماضي وجود مقاتلين سوريين موالين لأنقرة في ليبيا.

ويحظى حفتر في المقابل بدعم دول عدة أبرزها روسيا، الداعمة الرئيسية لدمشق، ومصر والإمارات.

ويأتي افتتاح السفارة عقب تصاعد حدّة التوتر بين أنقرة ودمشق، والذي انعكس مواجهات على الأرض في محافظة إدلب أوقعت قتلى من الطرفين.

وأعلنت أنقرة الثلاثاء اسقاط طائرة سورية حربية في إدلب حيث أطلقت هجوماً ضد القوات الحكومية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل الطيار، فيما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إسقاط طائرة مسيّرة تركية جنوب المحافظة.