عقدت في اليوم الأول من فاعليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي جلسات عدة، تناولت مستقبل الأخبار، وشؤون اللاجئين، والاستثمار في التواصل الثقافي، وسر تأثير الشاشة على الرأي العام، وفوز المؤثرين في سباق الاتصال.

ضمن فاعليات اليوم الأول من الدورة التاسعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، استضاف جناح نادي الشارقة للصحافة التابعة للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة جلسة بعنوان "مستقبل الأخبار" بمشاركة الإعلامية عهدية أحمد السيد رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين البحرينية، وخالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين. أدار الجلسة الإعلامي الكويتي إبراهيم محمد الملا.

الأخبار... غدًا

أكدت الإعلامية عهدية السيد أن وسائل الإعلام التقليدي تأثرت إيجابيًا بظهور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أنه في حالة الأزمات يعود القارئ إلى وسائل الإعلام التقليدية للتأكد من الخبر، لأنه يعلم جيدًا مدى مصداقيتها مقارنة بالمواقع الإلكترونية المنتشرة، وأشارت إلى أن الصحف الورقية وخاصة في منطقة الخليج لديها مسؤولية وطنية، وتلتزم بالمصالح الوطنية، وأضافت أنها تتمنى عودة هيبة الصحف الورقية مرة أخرى، من خلال الاهتمام بالمحتوى المقدم للجمهور، "فالصحافة الورقية لن تنتهي، لأن يوجد جيل كامل لا يزال متمسكًا بالصحف الورقية، وهناك عشاق للإعلام التقليدي، فإذا انتهى الإعلام التقليدي ستتراجع ثقة الجمهور بمصادر المعلومات".

الإعلامية عهدية السيد مشاركة في إحدى جلسات المنتدى

قال خالد المالك: "عندما نتحدث عن الأخبار، يجب الأ نكون بمعزل عن تاريخ الصحافة الورقية التي تعتبر المصدر الحقيقي للخبر الصحفي، ولكن سرعة الخبر لدى الإعلام الرقمي أثرت على حجم المتابعين وأضعفت الإيرادات"، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يشتغلون في الإعلام الرقمي "قد لا يمتلكون اللغة والمهارات الجيدة في الكتابة وصياغة العمل الصحفي، فلذلك لا بد من تدريب القائمين على هذا الإعلام، من خلال ورش تدريبية تنفذها الحكومات، لأن الجمعيات والإتحادات لا تستطيع أن تقوم بهذا العمل بشكل كامل".

الإعلامي خالد المالك يتحدث عن مستقبل الأخبار

شؤون اللاجئين

وخصص المنتدى الدولي للاتصال الحكومي جلسة حوارية للاجئين من كينيا ولاجئين أفغانيين من باكستان أقيمت بتنظيم من موسسة القلب الكبير بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وإدارة رئيفة مكي مسؤولة الحملات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تناولت الجلسة التحديات التي يواجهها اللاجئون، بما في ذلك عدم كفاية فرص الحصول على الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والمأوى والطاقة وغيرها من الخدمات الاجتماعية، وسبل مواجهة هذه التحديات من خلال الجهود الجماعية والشراكات والحلول الابتكارية. وسلطت الضوء على المشاركة في سياق الميثاق العالمي للاجئين، والمبادرة متعددة الأطراف لبرنامج كالوبي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المتكاملة للاجئين ومشروعات كبرى مثل إنشاء ملاجئ دائمة من خلال برنامج التدخل عبر المساعدات النقدية، وبناء حرم جامعة توركانا وست، ووضع حلول مستدامة في قطاعي الزراعة والطاقة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص وتأهيله للتعامل مع آليات تقديم الخدمات الحكومية.

عرض لاجئون قصصًا ملهمة تناولت التحديات والصعوبات التي واجهتهم في حياة اللجوء وفي رحلتهم التعليمية. كما تحدث محمد حوري، مسؤول التعليم بمفوفوضية اللاجين في مخيم كاكوما، عن نقص الموارد والبنى التحتية في المخيم وعن التحديات التي تواجه تعليم اللاجئيين، مشيرًا إلى أن اللاجىء يشعر بأن التعليم ميزة بينما هو في الواقع حق من حقوقه.

الاستثمار في التواصل الثقافي

كذلك شهدت فعاليات اليوم الأول للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة جلسة عصف ذهني بعنوان "الاستثمار في التواصل الثقافي"، جمعت ممثلين عن طلبة المدراس والجامعات بمسؤولي دوائر حكومية وخاصة وخبراء إعلام واتصال من دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي.

تحدث خلال الجلسة الشيخ فاهم القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، ومروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، وحسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث. أدار الجلسة الإعلاميان محمد الكعبي ومحمد المناعي.

تناولت الجلسة آليات الاستثمار في المنجزات الثقافية لمخاطبة الجمهورين المحلي والعالمي وتعزيز مكانة الإمارات وقيمها الاجتماعية على الساحة الدولية.

الشيخ فاهم القاسمي يتحدث في جلسة الاستثمار في التواصل الاجتماعي

قال الشيخ فاهم القاسمي: "عند البحث على محرك غوغل عن معطيات حول العالم العربي، إما نجدها بسلبية وإما منقوصة، ما يستوجب وضع خطط فاعلة لتغييرها والاستفادة مما قدمته التكنولوجيا من وسائل اتصال سريعة لتقديم صورتنا بما يتلائم مع قيمنا وأخلاقنا".

وقال حسين المحمودي: "أنا متفائل بقدرة ثقافتنا على الوصول والتأثير في الرأي العام، إذا استطعنا استيعاب طبيعة الإعلام الجديد وتوظيف تقنياته وفق مناهج مدروسة ومدعومة بالمنجزات والمواقف والقيم الاجتماعية".

وأوضح مروان السركال أن الاختلاف الذي شهدته ساحات الرأي العام ووسائل الإعلام يحتم على المؤسسات بذل جهود حقيقية لفهم التحولات التي شهدتها منظومة الاتصال العالمية.

الشاشة والرأي العام

شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جلسة حوارية بعنوان "سر تأثير الشاشة على الرأي العام"، تحدثت فيها الممثلة والمنتجة بريانكا تشوبرا، وتناولت تأثير الإعلام المرئي بجميع مخرجاته كالأفلام السينمائية والمسلسلات والبرامج التلفزيونية على الرأي العام الدولي.

الممثلة والمنتجة بريانكا تشوبرا تتحدث عن تأثير الشاشة في الرأي العام

قالت بريانكا تشوبرا: "استطاعت السينما أن تحطم العديد من وجهات النظر النمطية السائدة لدى الكثير من المجتمعات، حيث تتميز الصناعة الترفيهية بقدرتها الكبيرة على التأثير في الجمهور على المستوى العالمي، فالمجتمع والترفيه يعكس أحدهما الآخر وتجمعهما علاقة عميقة"، مؤكدةً أن التقنيات الحديثة والمنصات الإعلامية الرقمية حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة يتواصل أفرادها مع بعضهم، ما يوفر فرصة ثمينة للترويج لمختلف الثقافات.

كذلك تحدثت عن التأثير المعاصر لوسائل التواصل الاجتماعي. قالت: "من أبرز رسائل منصات التواصل الاجتماعي توحيد العالم وتقريب المسافات، لكنها أصبحت أداة للحملات الدعائية السلبية، وتتطلب هذه الفترة عمل الحكومات وصناع الإعلام على توحيد جهودهم الرامية لتعريف الشعوب بالثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم، والتركيز على مكونات الثقافة المشتركة".

تأثر الجمهور بالتواصل الاجتماعي

وفي جلسة بعنوان "المؤثرون يفوزون في سباق الاتصال"، أكدت إيمي جو مارتن، الكاتبة ورائدة أعمال والمؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، أن كل إنسان مؤثر في البيئة المحيطة حوله من دون الحاجة للاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي، مستعرضة تجربتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أوضحت مارتن أن كمية الأعداد الهائلة للمتابعين ليست بالأهمية الكبيرة إذا لم يكن هناك تأثير على المتلقي، "فكل شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي يمكنه أن يصنع تغييرًا إذا نجح في اختيار الرسائل والأفكار التي ينقلها للمتابعين باحترافية ووعي"، مشيرةً إلى أن هوية المؤثر وبصمته تؤثر بشكل كبير على المتلقي وعلى مدى استمرارية متابعته له؛ إذ تعتبر العلاقة "الإنسانية" مهمة جدًا في ربط المؤثر بالمتلقي.

إيمي جو مارتن تتكلم عن العلاقة بين المؤثر والمتلقي في التواصل الاجتماعي

أضافت: "قد يتعرض المؤثر في بداية مشواره إلى بعض العقبات التي تحول بينه وبين المتلقي، لكن يجب أن يتحلى المؤثر بالشجاعة الكافية ليستمع إلى التعليقات التي تصله وأن يخوض التجربة عدة مرات حتى يصل إلى اتفاق بينه وبين المتابعين"، موضحةً أنه مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتنوع واختلاف المؤثرين والمتابعين، تشكلت بعض المظاهر السلبية سواء في المحتوى أو في المؤثر، الأمر الذي يدعو إلى القلق، ولا بد من أن تعمل المؤسسات الحكومية على التأكد من أن الأشخاص يتحملون مسؤولية ما يقولونه.

وختمت أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست جيدة أو سيئة، "إنما هي أداة قوية للغاية تتميز بالسرعة والكفاءة والفعالية، وعلى المستخدمين اتخاذ القرار في كيفية استخدامها، وأن تكون هناك سيطرة كاملة وفرصة للاستفادة منها لتحقيق التأثير الهادف".